لنبتكر سلاما آخر

حجم الخط
0

استيقظت اتصبب عرقا. داعش أم القاعدة أم «خربة ابو المسلمية» كانوا على الجدران. وأقصد على جدران طبريا ليس بعيدا عن الدبابة في دغانيا، حقا على مسافة أمتار من الدوار الى عين غيف. وهم بالطبع لم يقاتلونا، بل يقاتلون اعداءنا السوريين الذين كانوا على هضبة الجولان، ولكنهم لم يكونوا «لطفاء».
ماذا فعلت، قلت لنفسي هامسا. لماذا أعدت لهم هضبة الجولان؟ ما الذي فكرت به؟ استيقظت تماما، اضأت التلفاز وهدئت. رأيت روني دانييل يقف ويبث من تلة ما في الشمال. اذا كان روني دانييل لا يزال يبث، فهذا يعني اننا لم نعد هضبة الجولان حقا. فقد كان سيعتزل وينضم الى التنظيم السري اليهودي أو لاحد ما مع أجندة ناجعة. وعندها استيقظت قليلا وفهمت حجم الشرك الذي لا أزال في (وغيري ايضا) ممن يؤمنون بسلام بيرس أو على الاقل بسلام رابين.
ماذا كان سيحصل لو أنهم حقا أخذوا بحججي (التي كانت محقة في حينه) حين بدأ يتحرك شيء ما مع السوريين وايهود باراك، وهضبة الجولان كانت بالفعل ستسلم باحترام الى الشعب السوري المقطع والمشوش. فقد أردنا جدا سلاما حقيقيا معهم أيضا وأعلنا من فوق كل منصة أنه يجب ان نعيد لهم الهضبة؛ فهي ليست لنا، بل انها حتى ليست مقدسة!
ذات الشيء نفعله الان مع الضفة. نحن، اولئك الذين نؤمن أنه لن يكون هنا في أي مرة من المرات سلام الا اذا اعيدت كل المناطق (بما في ذلك التعديلات المنطقية التي تحقق العدل) والتي احتلت في تلك الحرب الساحرة اياها، ماذا نقول وكيف نقنع؟ نقول ان ابو مازن ابن الثمانين سيدير المناطق ولن يسمح لحماس بامكانية البروز؟ هل سنقول انه في حالة القيت قنبلة واحدة من الضفة نحو اراضي اسرائيل – سنحتلها من جديد؟ هل سنروي أنه ستكون ضمانات دولية؟ ممن؟ من اوباما؟ من بوتين؟ فهل واضح كم هو وضعنا خطير؟
وهذا بالطبع لا يعني اننا لم نكن محقين على طول الطريق، وببساطة يوجد الان شرق اوسط جديد، وينبغي ابتكار سلام آخر. لدينا مهلة زمنية لسنتين تقريبا (الى أن يحصل ليبرمان وبينيت على أربعين مقعدا لكل منهما) كي نفعل هنا ثورة فكرية وعملية. لدينا سنتان لنعانق السيسي من جهة والسعوديين من الجهة الاخرى في محاولة لا نبني معهما شيئا ما سليم العقل.
منذ سنوات طويلة (كل سنتين تقريبا) ونحن نتحرك من حملة الى حرب ما، ننهي ما لدينا من مال قليل، وتصبح الحياة لا تطاق. نحن ملزمون أن نوقف رقصة الشياطين هذه.
ولكن لاسفي، هذا لن يأتي من اقناع رفاق بينيت، فهم لن يشتروا الخيار في أنه يمكن أن يكون هنا سلام حقيقي. فقد بات هذا ضائعا. هذا سيأتي فقط من فكرة جديدة، تكون محقة بقدر لا يقل عن تلك القديمة، فكرة الحلف الجديد بين جزر سواء العقل القليلة التي تدور هنا في الحي.
واذا لم ينجح هذا، فانه كون تبقت حقا برلين فقط حتى مجيء الطاغية التالي بالطبع. لا، هذا ليس بسيطا أن يكون المرء يهوديا. السؤال اذا كان ممكنا على اي حال، ببساطة أن يكون.

معاريف الاسبوع 10/9/2014

غي مروز

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية