لنتنياهو: لن تصل إلى السعودية إلا بتأشيرة من الفلسطينيين

حجم الخط
0

في أسبوع العرش تتلقى عبارة “بعد الأعياد” معنى أكبر وأهم، حين يكون واضحاً ومعروفاً بأن ليس هناك ما يماثله لحل المشاكل في هذه الفترة من أعياد “تشري”. فمن منا لم يسمع ولم يستخدم هذه الذريعة الشائعة لتأجيل المشاكل والأعباء والالتزامات. في الأسبوع القادم، سنصل بالفعل إلى تلك الأيام التي “ما بعد الأعياد”، لنتصدى لكل المشاكل التي أجلت، ودحرت، وأزيحت جانباً، خصوصاً من قبل الحكومة التي وفقاً لأدائها الفاشل وإنجازاتها
القليلة ووعودها غير المتحققة، تعدّ عن حق الحكومة الأكثر فشلاً في تاريخ الدولة. رغم أنه لا يزال هناك غير قليلين ممن يؤمنون بأنها ستثبت “بعد الأعياد” أنها كانت جديرة بالأغلبية التي حصلت عليها في شعب إسرائيل. لا شك أن الكثيرين كانوا سيرغبون في الانضمام إلى هذا التفاؤل الذي لا أمل له في أن يكون ويتحقق لأسباب عديدة. فالذي يتوقع حدوث تغييرات في أداء هذه الحكومة “بعد الأعياد” سيكون مآله خيبة أمل عظيمة. والسبب في ذلك هو رئيس الوزراء نتنياهو، الذي بدلاً من أن يقود ويتحكم بحكومته مثلما كان على مدى السنين، يدير سياسة بقاء شخصية ويلعب أساساً على الزمن الذي يكسبه بمعونة الغموض الذي ينجح في خلقه حول سلوكه وسلوك حكومته الفاشلة: هنا هو ضد الانقلاب النظامي، وهناك معه بلا هوادة؛ ومن جهة يتخذ يداً قاسية تجاه الفلسطينيين، وبالمقابل يتصرف بوهن تجاه الإرهاب الغزي وتجاه السلطة الفلسطينية ويمنحها امتيازات لم يُشهد لها مثيل؛ ويقف على منصة الأمم المتحدة كأعظم الزعماء والسياسيين في المعمورة، وبالمقابل ينكشف هنا كرئيس وزراء ضعيف وخانع أثير في أيدي شركائه الائتلافيين الذين يثنونه كما يروق لهم.
لقد وقعت في نصيب نتنياهو فرصة ممتازة لإنقاذ نفسه من وضعه الصعب بواسطة اتفاق مع السعودية، فرصة نشأت من خليط مصالح أمريكية وسعودية لتحقيق خطوة دراماتيكية في الشرق الأوسط. وتحتاج إسرائيل لاستكمال الاتفاق ما يجعل نتنياهو محظوظاً وكفيلاً بأن يوقع على اتفاق سلام تاريخي مع السعودية ذات المكانة المهمة في العالم العربي. يبني نتنياهو مستقبله على هذا، حين يتضح له بأنه إذا ما وقع هذا الاتفاق، فإن مستقبله يبدو كمرشح لجائزة نوبل للسلام وكمن سار بدولة إسرائيل إلى شرق أوسط جديد وردي أكثر مما هو متوقع له مع الحكومة عديمة الشخوص التي يترأسها.
سنرى نتنياهو “بعد الأعياد” مشغولاً ومنشغلاً أساساً في الموضوع السعودي في ظل تجاهل ما يجري في شؤون الدولة، الأمر الذي قد يفاقم الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي هنا.
غير أن نتنياهو ملزم بأن يأخذ في الحسبان حقيقة واحدة: رغم الشائعات المختلفة بأن محمد بن سلمان لن يصر على تلبية مطالب الفلسطينيين في الاتفاق، لا يمكن أن يتحقق أي اتفاق مع إسرائيل بدون تنازلات في صالح الفلسطينيين، وعلى هذا يشهد مئات ملايين العرب المسلمين في المعمورة.
أفرايم غانور
معاريف 4/10/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية