لندن تتزعم مواجهة روسيا عبر دعم أوكرانيا في العتاد والتخطيط

حسين مجدوبي
حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”: تسببت الحرب في أوكرانيا في ارتفاع حدة الصراع بين روسيا والغرب، غير أنه وسط هذه المواجهة تبرز مواجهة خاصة وهي التي تجري بين روسيا وبريطانيا، لاسيما بعد اتهام موسكو للندن دون باقي الدول بتجاوز تقديم الدعم للجيش الأوكراني إلى المشاركة الفعلية في الحرب من خلال التخطيط والتنفيذ.

ويعلن الغرب عبر حلف شمال الأطلسي عن الدعم الكامل للقوات الأوكرانية في مواجهة الجيش الروسي الذي شن الحرب ضد هذا البلد في 24 فبراير الماضي. وتتخذ المواجهة أساسا مظهرين، الأول وهو تقديم الأسلحة للجيش الأوكراني وتزويده بالمعلومات الاستراتيجية خاصة بفضل الأقمار الاصطناعية، ثم فرض العقوبات على روسيا لتدمير اقتصادها حتى لا تستمر في تمويل الحرب.

وكان ينتظر ارتفاع المواجهة بين موسكو وواشنطن بحكم زعامة الأخيرة للحرب وتزويدها الجيش الروسي بعتاد عسكري متطور مثل صواريخ هيمارس وأنظمة جافلين وبالخصوص المعلومات العسكرية لتوجيه الضربات ضد القوات الروسية، غير أن واشنطن تركت المبادرة الحربية للبريطانيين. وبدأ هذا يؤدي إلى توتر لا سابق له بين موسكو ولندن خلال الشهور الأخيرة. وبينما توجد خطوط اتصال ساخنة بين موسكو وواشنطن لتفادي الأسوأ واحتواء الحرب من اتساع رقعتها، لا توجد هذه الخطوط بين موسكو ولندن. وتوجه موسكو اتهامات للجيش البريطاني بالمشاركة الفعلية في الحرب الأوكرانية، وتتجلى الاتهامات في التالي:

أولا، اتهام لندن بالمساهمة في تدريب القوات الأوكرانية من خلال وجود ضباط الجيش البريطاني في الأراضي الأوكرانية.

ثانيا، المشاركة في تنفيذ الهجوم الذي تعرض له أنبوب الغاز نورد ستريم 2 في مياه البلطيق نهاية سبتمبر الماضي. وكانت موسكو قد وجهت الاتهام الصريح للبحرية العسكرية البريطانية. في هذا الصدد، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافة إن الأجهزة الاستخبارية الروسية “تملك أدلّة تشير إلى أنّ الهجوم أشرف عليه ونسّقه خبراء عسكريون بريطانيون”. وأشار إلى وجود “أدلّة على أنّ بريطانيا متورّطة في تخريب وهجوم إرهابي ضد البنى التحتية الحيوية للطاقة، هي ليست روسية ولكن دولية”.

ثالثا، اتهام موسكو للندن مجددا بالمشاركة في الهجوم الذي استهدف البحرية الحربية الروسية في ميناء سيفاستوبول منذ أيام قليلة بطائرات مسيرة وهو ما دفع روسيا إلى الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب قبل التراجع عن القرار.

وتلتزم بريطانيا الصمت ولا ترد على الاتهامات الروسية، غير أن لندن تعد الدولة الغربية الأكثر نشاطا ضد روسيا في الحرب الأوكرانية، وهي الثانية في تقديم المساعدات العسكرية بعد الولايات المتحدة والأولى في الدعم التخطيطي للجيش الأوكراني واقتراح العقوبات السياسية والاقتصادية. وينطلق ذلك من فكرة أن الانتصار الروسي على أوكرانيا سيجعل روسيا القوة المتحكمة في أوروبا، وسيهدد اوروبا بالكامل وبالتالي منظومة الغرب. وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد صرح في مناسبات متعددة منذ بدء الحرب أنه حان وقت إنهاء سيطرة الغرب على العالم.

ويبدو أن بريطانيا تطبق استراتيجية القرن التاسع عشر عندما اندلعت بينها وبين روسيا ما يعرف بـ”اللعبة الكبرى” وهي الحرب الباردة التي سعت لندن من خلالها وعبر الاتفاقيات مع دول ثالثة مثل فرنسا والدولة العثمانية إلى منع روسيا من الحصول على منافذ على البحر الأبيض المتوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    ألم نقل لكم أن بريطانيا وأمريكا وإسرائيل وفرنساوووووو يخوضون حربا بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا ??

  2. يقول رضوان ابوعيسى:

    عندما تريد ان تفهم تصرف وسلوك طرف معين او تتوقع ماذا سيفعل او ما يجب ان يفعله هي ان تضع نفسك في مكانه وليس ان تفكر على اساس ولو كان الطرف الاخر بمكانك لان جميع استنتاجاتك ستكون خاطئة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة، هذا ما يفعله معظم الناس لذا تجد معظم نقاشاتهم عقيمة!

إشترك في قائمتنا البريدية