بعد خيانة ترامب البسيطة والمكشوفة تجاه الأكراد، بقينا مذهولين بعض الشيء. فبعد أن صرح بأنه مل القتال في حروب غبية لا تحقق أي منفعة للولايات المتحدة، ترك الأكراد لمصيرهم في أيدي الأتراك، الذين لهم تقاليد عتيقة لقتل الشعب، تذكروا قتل الشعب الأرمني.
لدينا مشاعر عميقة تجاه هذا الشعب. الشعب الأكبر من بين كل الشعوب التي ليست لها دولة مستقلة. بين 25 و40 مليون كردي يعيشون في إيران، والعراق، وسوريا وتركيا. لسنوات عديدة قاتلوا في سبيل استقلالهم، وإذا كان هناك -حسب القانون الدولي- شيء ما يسمى “حق تقرير المصير”، فالأكراد يستحقون هذا.
للأكراد لغة وثقافة تاريخية مميزة، وأقاليم سيطروا عليها في الماضي كمملكة ودولة مستقلة، ابتداء من القرن الـ 11 وهي توثق ممالك كردية مستقلة. تعثر قدرهم، وكردستانهم مقسمة بين دول أقوى منهم، نالت في القرن العشرين تأييد القوى العظمى، وعملت المصالح على نحو شبه دائم ضدهم. لديهم نفط، ولكن ليس لهم مخرج إلى البحر. ولهذا، من الصعب عليهم أن يستخدموا النفط كرافعة وكمضاعف قوة. حظوا بالأساس بالعطف والتشجيع، ولكن خانوهم في لحظة الاختبار.
لا ينتظر الأكراد من العالم أن يقاتل عنهم، فهم ليسوا سذجاً، هم شعب مقاتل. قصة غرامنا مع الأكراد طويلة؛ منذ بداية الستينيات بعثنا ببعثات عسكرية، مستشارين وسلاحاً، بل ومستشفى ميدانياً، لمساعدة الملا مصطفى البرزاني في كردستان. أحد قادة الجيش الإسرائيلي، العميد تسوري سجي، خطط وقاد معركة كبرى هزمت فيها ألوية عراقية على أيدي الثوار الأكراد الذين كانوا أدنى قوة من العراقيين في العتاد وفي القوى البشرية. في أيلول 2017 أجري استفتاء شعبي في الإقليم الكردي ذي الحكم الذاتي في العراق، 92 في المئة أيدوا إعلان الاستقلال، ولكن حكومة العراق فرضت حصاراً جوياً على الإقليم، وأغلقت المعابر البرية والمخرج البحري، كما سبق أن قلنا، ليس لديهم. وعليه، فقد ذوى القرار دون تنفيذ حقيقي. المساعدة الإسرائيلية في حينه كانت لفظية فقط.
عندما اعتبر داعش تهديداً على السلام العالمي، هرعت دول عديدة، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا أيضاً، للقتال ضده وضد ميليشيات الإرهاب الكثيرة التي سيطرت على أجزاء واسعة من سوريا. السوريون أنفسهم بالكاد قاتلوا ضدهم. أما الأكراد فلم يسمحوا لهم بموطئ قدم في أقاليمهم. وبمساعدة أمريكية (جوية أساساً) نجح المقاتلون الأكراد، بثمن دموي باهظ، في هزيمة داعش. ولكن ترامب ضعف وقرر بأن نضجت الساعة لتصفية الحساب مع الأكراد الكريهين عليه، والسيطرة على أجزاء واسعة من الإقليم الكردي على الحدود التركية، فخان ترامب الأكراد بلا تردد. طالما كان الأكراد مناصرين له للحرب ضد داعش، ساعدهم وعظم الوعود، ولكن عندما هزم داعش فضل الأتراك عليهم.
هذا إفلاس أخلاقي، وللأخلاق أهمية قليلة في اعتبارات القوى العظمى، ولا يريد ترامب تبذير المال والجنود على ما يعتبره حروباً “قبلية” لا تعني أمريكا. كما أنه امتنع عن لجم عسكري لإيران في هجماتها الخطيرة ضد السعودية، عدوانها الذي يثير قلقاً كبيراً في الجيش الإسرائيلي وفي مكتب رئيس الوزراء أيضاً، ولا سيما بسبب السلاح الدقيق الذي استخدمه الإيرانيون لشل نصف إنتاج النفط السعودي. هكذا يسعى إلى إخراج قواته من أفغانستان والعراق وحتى من أوروبا. وهو لا يريد أن يكون “شرطي العالم”، ولكنه ينسى بأن العالم يخلو من الفراغ. وفي المكان الذي يخرج منه، ستدخل روسيا والإسلام المتطرف. يحتمل أننا نشهد المعركة الثالثة للانعزالية الأمريكية، تلك التي أعاقت دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى والثانية وأوقعت على العالم مصيبة.
انسحب الأمريكيون، فاندفعت طوابير المدرعات التركية جنوباً وشرقاً. هجمات جوية وحشية ضد المدنيين دفعت بعشرات آلاف الأكراد للفرار من منازلهم. وباستثناء تحذيرات هزيلة فإن الغرب يكتّف يديه.
وحسناً فعل نتنياهو حين نشر تصريحاً حازماً: “إسرائيل تشجب بشدة الغزو العسكري التركي للمحافظات الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي للأكراد على أيدي تركيا ومنفذي أوامرها. ستبذل إسرائيل كل جهد لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الكردي الشجاع”. والآن يتبقى فقط أن نتبين إذا كانت هناك أفعال خلف التصريحات، إن المساعدة الإنسانية لا تكفي، فالأكراد بحاجة إلى السلاح والمساعدة الجوية. وإذا اضطرت إسرائيل، في الطريق، إلى ضرب الجيش التركي أيضاً فلا بأس. فقد حان الوقت أيضاً للتأشير إلى تركيا بأننا مللنا دعمهم العلني لحماس ومحاولاتهم السيطرة على أجزاء مهمة من القدس.
الظروف معقدة، حتى إيران وتركيا يجب إيقافهما. هاتان ليستا صديقتين. وإسرائيل لن تجلس مكتوفة الأيدي في ضوء التهديد الجديد بالصواريخ الجوالة الإيرانية التي تطلق من غرب العراق، ولا يمكنها أيضاً أن تسمح لنفسها بتثبيت عسكري لوجود تركي في سوريا.
“الحرب استمرار للسياسة بشكل آخر”، قال كلاوزفتس، الاستراتيجي البروسي الشهير، قبل 200 سنة. ويمكن وثمة حاجة، ونحن في هذه النقطة التاريخية، إلى أن يكون المرء كردياً.
بقلم: البروفيسور آريه الداد
معاريف 15/10/2019
نعم الكرد مقاتلين اشداء وسوف يلحقون
الهزيمة بالجيش التركي الجبان ومرتزقة
اردوكان راعي الارهاب في المنطقه، والله
لو كان لدى الكرد فقط ٤ اربع طائرات
لطاردوا الجيش التركي والمرتزقه داخل
تركيا ، فليسمع من يطبل ويزمر لاردوكان بان لا راحة لهم ولأحفادهم
وعشرات الأجيال القادمه حتى ينال
الشعب الكردي حقوقه وتحرير
ارضه من دنس المجرمين.
الحق عالاكراد ما الهم صاحب كل يوم بيوقفو مع جهه ضد اخرى
ضيعوا حقهم بأيديهم