القدس المحتلة: قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، الثلاثاء، إن جيش بلاده فشل في قطاع غزة وتحول إلى “أشلاء”، محذرا من أن انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار سيقود تل أبيب إلى “الهاوية”.
جاء ذلك في مقال لبريك نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، تحت عنوان “رئيس الأركان (هرتسي هاليفي) فتت الجيش الإسرائيلي إلى أشلاء”.
وقال بريك إن “الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق الهدف الذي حدده المستوى السياسي المتمثل في تدمير حماس”.
وأضاف أنه “بسبب السلوك غير السليم وغياب الانضباط العملياتي، قُتل وجرح الكثير (من الجنود الإسرائيليين) خلال القتال في قطاع غزة”.
وحذر من أنه “في حال عدم توقيع إسرائيل صفقة لوقف القتال وتبادل الأسرى مع حماس، قد يتدهور الوضع، وقد ينتهي بنا الأمر إلى قاع الهاوية”.
ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى مرحلة حرجة جراء تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب على غزة والسيطرة على محوري نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوبي القطاع، بينما تتمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
ومتهكما، حمّل بريك المسؤولية لـ “الفرسان الثلاثة: نتنياهو، و(وزير الدفاع) يوآف غالانت، وهاليفي، الذين ضلوا طريقهم ولم يتمكنوا من قيادتنا إلى شاطئ الأمان”.
كما حملهم مسؤولية “مقتل أكثر من ألف شخص واختطاف المئات (…) وتهجير أكثر من مئة ألف شخص من منازلهم في شمال وجنوب البلاد، والدخول في حرب استنزاف مع حماس وحزب الله”.
وتابع: “وكذلك مسؤوليتهم عن انهيار البلاد في مجالات الاقتصاد والعلاقات الدولية، وزيادة الكراهية بين شرائح السكان، مما قد يشعل منطقة الشرق الأوسط ويؤدي إلى حرب إقليمية متعددة الساحات”.
وقال بريك إنه تحدث مع جنود وقادة يقاتلون في قطاع غزة، وأخبروه أنهم “نادراً ما يقاتلون وجها لوجه مع حماس والحركة تخوض حرب عصابات، ويخرج عناصرها من الأنفاق، ويطلقون صواريخ مضادة للدروع على دباباتنا وناقلات الجنود المدرعة، ويزرعون الفخاخ والمتفجرات في المنازل التي يقوم الجيش الإسرائيلي بمسحها ثم يختفون مرة أخرى في الأنفاق”.
كما أخبروه، وفق المقال، بأن “ما يقوله متحدث الجيش الإسرائيلي (دانيال هاغاري) والمراسلون العسكريون في وسائل الإعلام حول المعارك الصعبة وجها لوجه مع حماس، وسقوط العشرات من مقاتلي الحركة، لا أساس له من الصحة”.
وسبق أن قال مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة إن الجيش “يدفع أثمانا باهظة” في غزة، ويخوض قتالا شرسا ومعقدا مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية.
بريك مضى قائلا: “تلقيت مؤخرا بيانات مروعة من مدير عام مستشفى كبير (لم يسمه) بأنه استقبل قتلى وجرحى من الجيش الإسرائيلي خلال الحرب”.
وأضاف: “وفقًا لما قاله مدير المستشفى، وبعد فحص شامل أجراه، وجد أن أكثر من 90 في المئة من القتلى والجرحى بين جنودنا أصيبوا بمتفجرات وأفخاخ في المنازل أثناء تفتيشها، أو بصواريخ مضادة للدروع أو بنيران قواتنا على قواتنا، وأقل من 10 في المئة فقط سقطوا جراء القتال وجهاً لوجه مع العدو”.
ويوميا، تعلن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استهدافها جنود إسرائيليين وآليات عسكرية، وتفخيخ منازل وتفجير عبوات، وإيقاع جنود بين قتيل وجريح، فيما يعلن الجيش الإسرائيلي يوميا إصابة أو مقتل جنود في المعارك البرية التي بدأت في قطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة خلّفت أكثر من 134 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
(الأناضول)