لودريان أبلغ السياسيين اللبنانيين بضرورة وقف تعطيل تأليف الحكومة.. ورسالته: باخرتكم تغرق

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: لم تحقق زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت نتائج عملية على صعيد الدفع باتجاه تأليف الحكومة، في ظل بقاء الخلافات مستحكمة بين أركان الطبقة السياسية ولاسيما بين المعنيين بمسألة التأليف.

وإذا كان لودريان زار كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّيهما الرسميين، إلا أنه لم يزر الرئيس المكلّف سعد الحريري في بيت الوسط بل استقبله في قصر الصنوبر كما فعل مع نواب مستقيلين ومجموعات من المجتمع المدني، الأمر الذي يُعتبَر رسالة سياسية إلى الحريري تحمل الكثير من اللوم والعتب تجاه من اعتبرته باريس صديقاً لها دعمته في أزمته مع المملكة العربية السعودية، ووعدها بتشكيل حكومة مهمة أولاً مع السفير مصطفى أديب، ثم مع شخصه، لتُفاجأ بأن مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون أغرقها المسؤولون السياسيون في لبنان في خلافاتهم الشخصية وأحقادهم، وهذا ما انعكس على صورة فرنسا وعلى وضع ماكرون في الداخل الفرنسي.

وإذا كان لودريان أنهى محادثاته في بيروت من دون عقد مؤتمر صحافي، ملتزماً الصمت كما فعل بعد زيارته قصر بعبدا وعين التينة، إلا أنه اكتفى بلقاء مصغّر مع مجموعة من الإعلاميين في قصر الصنوبر، وأعلن أمامهم أن “المسؤولين اللبنانيين لم يلتزموا بالتعهّدات التي قطعوها أمام الرئيس الفرنسي”، موضحاً أن لقاءاته مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والرئيس المكلّف كانت “من منطلق ما يمثّلون دستورياً”، ولفت إلى أن “العقوبات التي أُعلنت ليست إلا بداية الطريق في مسار عقوبات متشدّد”، مؤكداً أن “فرنسا ستدعو المجتمع الدولي إلى الضغط لإجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها”.

وأضاف الوزير الفرنسي: “سألتقي بعد أيام مسؤولين من شركائنا في المجتمع الدولي وستكون رسالة حاسمة للضغط من أجل وقف مسار التعطيل في لبنان”. وأكد أنه “أبلغ المسؤولين اللبنانيين بالعقوبات التي ستفرض على المعرقلين”. وختم: “إذا استمر التعطيل ستتوسّع عقوباتنا لتصبح أقسى، وستفرض على شخصيات لبنانية متنوعة ومن الصف الثاني”.

ونُقل عن لودريان تشبيهه مجدداً وضع لبنان بسفينة “تيتانيك” وقوله لبعض السياسيين: “باخرتكم تغرق بلا موسيقى ماذا تنتظرون؟”. كما نُقل عنه قوله في الاجتماع مع ممثلي المجتمع المدني: “لبنان ليس على أي أجندة دولية سوى فرنسا، وأن الأولوية لتأليف حكومة، ويجب عدم الرهان على المباحثات الجارية دولياً على أكثر من صعيد، والتي يبدو أن البعض في لبنان مستمر في الرهان عليها”.

تزامناً مع زيارة لودريان، كان من اللافت أن بعض القوى السياسية لم تتقبّل أخذها بجريرة معرقلي تأليف الحكومة، وفي طليعة هذه القوى الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي شدّد على أهمية التسوية من أجل ولادة الحكومة وقدّم التسهيلات والاقتراحات في محاولة لدفع عملية التأليف من دون جدوى.

أما حزب القوات اللبنانية، فبرّر عدم حصول لقاء بينه وبين الوزير الفرنسي على قاعدة أن لودريان يحمل رسالة إلى الجهات المعرقلة للتأليف، والقوات ليست واحدة منها.

يبقى أن الأنظار تترقّب الموقف الذي سيتخذه الرئيس سعد الحريري في ضوء ما سمعه من لودريان. وقد أوضحت عضو ” كتلة المستقبل” النائبة رولا الطبش أنه “لا توجد حتى الساعة نيّة باعتذار الحريري عن عدم تأليف الحكومة، ولكن كل الاحتمالات واردة أمام التبدّلات المتسارعة في المنطقة”.

وكان رئيس حزب “التوحيد العربي”وئام وهاب توجّه إلى الحريري بالقول: “نقول لك بمحبة اعتذر، فقرار معاقبتك أكبر منك، وحتى رسالة لودريان واضحة، استدعاك ولم يقم بزيارتك، رغم أن البروتوكول واضح في هذا الشأن، في السياسة أحياناً احترام النفس واجب”. ورأى وهاب أن مشكلة الحريري السياسية هي مع السعودية، متحدّثاً أيضاً عن مشكلة مالية معها وتهريب أموال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية