صحيفة فرنسية: الأزمة الدبلوماسية بين تونس والمغرب بشأن الصحراء الغربية تستمر بلا هوادة

حجم الخط
29

باريس ‘‘القدس العربي’’:

تحت عنوان: “الأزمة الدبلوماسية بين تونس والمغرب بشأن الصحراء الغربية تستمر بلا هوادة”، قالت صحيفة ‘‘لوموند’’ الفرنسية إن التوتر ما يزال سيد الموقف في العلاقات المغربية التونسية، على خلفية استدعاء المغرب سفيره لدى تونس وإلغاء مشاركته في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد8”.

كما أن الرباط أعلنت عبر اتحاداتها الرياضية، أن المنتخب المغربي لن يشارك في بطولة شمال إفريقيا للكاراتيه التي تنظم في العاصمة تونس في سبتمبر/أيلول. وفي تونس، حيث استدعت السلطات بدورها سفيرها في الرباط، نددت نقابة الصحافيين بـ “حملة تشويه” بعد انتقادات شديدة طالتها من طرف الصحافة المغربية.

وأشارت ‘‘لوموند’’ إلى أن المغرب شعر بغضب شديد إثر الاستقبال الذي خصه الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، “رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، والذي جاء لحضور قمة اليابان وإفريقيا.

الخارجية المغربية وصفت استقبال إبراهيم غالي بأنه عمل خطير وغير مبرر يضر بالعلاقات بين تونس والمغرب. في المقابل أكدت وزارة الخارجية التونسية في بيان على موقف الحياد، مؤكدة على أنها “حافظت على حيادها التام بشأن مسألة الصحراء الغربية فيما يتعلق بالشرعية الدولية”، داعية إلى حل سلمي ومقبول من قبل الجميع. كما أشارت الصحيفة إلى أنه تاريخيا كانت تونس دائما تنأى بنفسها عن الخلاف حول الصحراء الغربية، رافضة الوقوف إلى جانب أي من جيرانها، المغرب أو الجزائر.

ونقلت ‘‘لوموند’’ عن المؤرخة صوفي بسيس، قولها إن الترحيب بإبراهيم غالي بالطريقة التي توحي بأنه ‘‘رئيس دولة’’ هو ما أثار حفيظة الرباط. في الواقع، ذهب الرئيس التونسي شخصيا إلى المطار للترحيب بالزعيم الصحراوي. وتضيف صوفي بسيس أنه لو كان قيس سعيد قد اكتفى بإرسال ممثل عن وزارة الخارجية للترحيب بزعيم جبهة البوليساريو، لكان رد الفعل المغربي أقل حدة. لكن هذا الترحيب هو أكثر إثارة للدهشة لأن تونس لم تعترف أبدا بالجمهورية الصحراوية، تتابع السيدة بسيس.

وترى المؤرخة في إيماءة الرئيس التونسي قطيعة مع أسلافه، والتي ‘‘هي بلا شك نتيجة لتأثير جزائري واضح بشكل متزايد، حيث اقترب قيس سعيد من الجزائر بطريقة غير مسبوقة منذ انتخابه في عام 2019’’. وتتابع صوفي بسيس: ‘‘منذ استقلال تونس وخاصة منذ عام 1962، تاريخ استقلال الجزائر، واجهت تونس على الدوام محاولة من الجزائر في إدخالها إلى منطقة نفوذها’’.

في نفس السياق، نقلت ‘‘لوموند’’ عن الباحث يوسف الشريف، مدير مركز جامعة كولومبيا في تونس، قوله إن المصالح الاستراتيجية لتونس أقرب إلى الجانب الجزائري منها إلى الجانب المغربي. “يلاحظ أن إشارات التقارب بين تونس والجزائر العاصمة تضاعفت مؤخرا. كانت نظرة الجزائر قاتمة للغاية لتقارب قيس سعيد مع مصر، منافستها الإقليمية القديمة. هل هذا يفسر تحسن العلاقات بين الجارتين؟ عموما وافقت الجزائر في 15 يوليو / تموز، على إعادة فتح حدودها المشتركة. حيث إن إغلاقها منذ وباء كوفيد شكل نقصا كبيرا في تونس، التي استقبلت بعد ذلك ما يقرب من 3 ملايين سائح جزائري في عام 2019. كما ساعدت الجزائر جارتها أثناء الوباء من خلال تزويدها بالأكسجين ودعمتها مؤخرا في مكافحتها للحرائق.

وتساءلت ‘‘لوموند’’ إن كانت الجزائر أيضا لعبت دور الوسيط بين السلطات التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد النقابي القوي، الذي دعا إلى إضراب عام في 16 يونيو الماضي، وهذا ما ذهب إليه الكثير من المراقبين بعد المصافحة التي لوحظت بين الرئيس قيس سعيد والأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاما على استقلال الجزائر.

وتوقعت ‘‘لوموند’’ أن تستمر البرودة في العلاقات بين تونس والمغرب، قائلة إنه وحتى إن لم تؤثر الحادثة على السير الحسن لفعاليات ‘‘تيكاد’’، فإن غياب المغرب أثار اهتمام المجموعة. فقد أعرب رئيس الدولة السنغالي، ماكي سال، وهو أيضا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، عن أسفه لانسحاب المغرب وقال إنه يأمل في إيجاد حل بين الجزائر والرباط لمسألة الصحراء الغربية. وعلقت صوفي بيسيس قائلة ‘‘رفض المغرب المشاركة في تيكاد كان أكثر وضوحا لأن البلاد لديها دبلوماسية إفريقية نشطة للغاية، على عكس تونس’’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صلاح الدين المغاربي:

    الصحراء الغربيّة أرض منزوعة السيّادة، بمعنى أنّها أرض مُحتلّة.

  2. يقول الدب الداشر:

    ياسبحان الله , المغرب ارسل بعثته الى ألعاب البحر الأبيض المتوسط رغم ان الجزائر قطعت العلاقات معه وتدعم الصحراء الغربية ولم يقاطعها , اما تونس أول ردود افعاله عن استقبال رئيس الصحراء الغربية هي الإنسحاب من كل المناسبات الرياضية في تونس , ما هذا التخبط المغربي؟

    1. يقول د/ رشا الريس. طب نفسي:

      صدقت

    2. يقول ادريس مكناس:

      المغرب شارك في العاب المتوسطية و الجزائر واضحة في موقفها.

    3. يقول ادريس مكناس:

      المغرب شارك في العاب المتوسطية و الجزائر واضحة في موقفها.

  3. يقول ولد زيو الجمهورية العربية الصحراوية:

    الرئيس التونسي زعيم كبير و شجاع و قوي يقول كلمة الحق ولا ينافق الجمهورية الصحراوية اصبحت حقيقة و ليست وهمية كما يتصور البعض عاشت تونس و الخزي و العار للمطبعين مع العدو الصهيوني.

  4. يقول عبدو:

    فرنسا الخبيثة هي سبب المشاكل في المغرب العربي وفي أفريقيا و لكن أن الله يمهل ولا يهمل قريبا جدا فرنسا ستصبح من دول العالم الثالت

  5. يقول القرياتي:

    – لوموند بيّنت التوجه الفرنسي الرسمي وغير الرسمي اتجاه المنطقة بدفاعها عن المغرب
    – بالنسبة للرئيس غالي فالعديد من الدول تستقبله بل وتحتفي به باعتباره مناضلا ثوريا، وتونس استقبلته كضيف عضو في الاتحاد الافريقي فلماذا تلام تونس ولا يلام الاخرين؟ واذا قال أحدهم “الاخوة” فنقول له الاخوة تجمع الكل بما فيهم الصحراويين، وهذه الاخوة عبثت بها المغرب مع الجزائر، مع موريتانيا

  6. يقول شندار عبد الله:

    سبق وان شركات الجمهوريك الصحراوية الغربية في عدة ملتقيات وكانت المغرب بمالكها حاضرة ولم تنسحب فلماذا هذه المرة .السؤال يبقى مطروح في مرمى المغرب إن كان هناك جواب

  7. يقول احمد:

    الصحراء مغربيه

  8. يقول يونس:

    الصحراء يسكنها اهلها وسط مملكتهم المغربية والمغرب له صحراءه وفيها مواطنون الأوفياء وجنوده البواسل وحماته المخلصين

  9. يقول الصحراء المغربية:

    المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. شاء من شاء.وأبى من أبى . ومن لم يأبى فليشرب من البحر

  10. يقول الصحراء المغربية:

    المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. شاء من شاء.وأبى من أبى . ومن يأبى فليشرب من البحر

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية