لوموند: التمدد التركي مغاربيا يجد له أرضا خصبة في جزائر تبون

آدم جابر
حجم الخط
68

باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان “الجزائر في مواجهة إغراء النموذج التركي”، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن استراتيجية نفوذ أنقرة في المنطقة المغاربية تجد لها أرضا خصبة في الجزائر تحت حكم الرئيس تبون، لكن التواطؤ لا يخلو من الغيوم.

وأضافت “لوموند” القول إن هناك نوعا من “الحلم التركي” يشق طريقه بين الجزائريين. فمن السلع الجلدية المستوردة “المصنوعة في تركيا” إلى ترميم قصر الباي ومسجد حسن باشا في وهران ومشاهدة المسلسلات التلفزيونية وطفرة السياحة الحلال في بحر مرمرة (جنوب إسطنبول)، فإن الجزائر تتعرض للإغراء التركي، تقول “لوموند”.

فالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نفسه –توضح لوموند- يذهب في هذا الاتجاه على الصعيد الجيوسياسي، متجاهلا أي اعتراضات. ولدى سؤاله عن “الهجوم التركي في المنطقة المغاربية”، من قبل أسبوعية “لوبوان” الفرنسية عشية الانتخابات التشريعية الأخيرة في الجزائر، أجاب تبون: “لا مانع لدينا.. الخلاف بين تركيا ودول عربية معينة مرتبط بشكل رئيسي بملف الإخوان المسلمين.. تتمتع الجزائر بعلاقات ممتازة مع الأتراك”.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن السيد تبون أقل انزعاجا من الروابط بين الرئيس رجب طيب أردوغان والإخوان المسلمين، حيث يجب على المجال السياسي الجزائري أيضا إفساح المجال أمام هذا التيار الإسلامي المحافظ.

نفوذ تركي متعدد الأوجه يتزايد

وتابعت لوموند التوضيح أن الانتخابات التشريعية الجزائرية – التي تمت مقاطعتها بشكل مكثف – أظهرت تنامي النفوذ التركي مع ظهور حركة مجتمع السلم، التي أشادت بالنموذج الذي يجسده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بصفتها الحزب الثاني الممثل في الجمعية الوطنية الجزائرية.

ظل تركيا على الجزائر قد نما بشكل مطرد خلال السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك

ويجب القول – تواصل “لوموند – إن ظل تركيا على الجزائر قد نما بشكل مطرد خلال السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك. فاقتصاديا، يتقدم الوجود التركي في الجزائر وإن كان بوتيرة معتدلة. فبعد أن كانت سابع مورد للسوق الجزائري في عام 2012 (بنسبة 3.6% من الواردات)، أصبحت تركيا في المركز السادس في عام 2019 (5.11%)، بعد الصين وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا. وتشمل هذه الواردات التركية حصة متزايدة من السلع الرأسمالية حيث تم إنشاء خطوط إنتاج في الجزائر تهدف إلى تفادي الزيادة في الضرائب الجمركية على السلع الاستهلاكية.

وتنشط الشركات التركية في البناء والأشغال العامة والبنية التحتية لدرجة “التنافس المتزايد مع الصينيين”، بحسب مراقب أوروبي في الجزائر العاصمة. إن تنوع مجالات تواجدها (المنسوجات، الصلب، الأدوية… إلخ) يجعل من تركيا اليوم واحدة من المستثمرين غير الهيدروكربونيين الرائدين في الجزائر.

300 ألف سائح جزائري في تركيا

واعتبرت “لوموند” أن تطوير هذه الروابط الاقتصادية يتغذى من خلال ما وصفته بالخيال المشترك والذي تم تحديثه. فقد امتدت الوصاية العثمانية على مدى أكثر من ثلاثة قرون (1512-1830) قبل أن يترك الاستعمار الفرنسي إرثا تسعى أنقرة اليوم إلى إحيائه، كما يتضح من عمليات الترميم المعماري للقصور أو المساجد في الجزائر العاصمة أو في وهران، بحسب الصحيفة الفرنسية دائما؛ والتي أشارت أيضا إلى أن التأثير الشعبي للمسلسلات التليفزيونية التركية، التي أطاحت بالإنتاج المصري طويل الهيمنة، يغذي اليوم “الرغبة في تركيا” التي تجد منفذا في ازدهار السياحة.

فقد ازداد العدد السنوي للزائرين الجزائريين لتركيا ليصل إلى 300 ألف زائر عشية أزمة كوفيد -19، وهو تدفق أصبح ممكنا بفضل تكثيف الروابط الجوية بين البلدين (حوالي أربعين رحلة أسبوعية في عام 2019).

في هذا السياق، يسعى أردوغان إلى دفع بيادقه الإستراتيجية في الجزائر، كما يفعل في أماكن أخرى في شمال إفريقيا حيث الصراع على النفوذ مرير مع الإمارات العربية المتحدة، تقول “لوموند”، معتبرة أن الفترة مواتية حيث يبدو أن الرئيس تبون قد نأى بنفسه عن أبو ظبي، التي كان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وقائد الجيش السابق الجنرال أحمد قايد صالح مقربين جدا منها.

ويعد الملف الليبي مثالا جيدا على هذا التغيير في الموقف الجزائري، فبينما قاد المشير خليفة حفتر – بدعم كبير من الإمارات – هجومه على طرابلس، أعلن السيد تبون بسرعة كبيرة في اليوم التالي لانتخابه في ديسمبر 2019 أن العاصمة الليبية هي “خط أحمر” لا يجب تجاوزه. وكعلامة أخرى على تغير الموقف، افتتح الإماراتيون في نهاية عام 2020 قنصلية في الصحراء الغربية لإرضاء الرباط، وبالتالي استياء الجزائر.

حذر داخل الجيش الجزائري

لكن الميل الجيوسياسي الجزائري المؤيد لتركيا له حدوده، توضح “لوموند”، وينظر إليه بحذر شديد داخل الجيش الجزائري، الذي تنظر قيادات فيه إلى الجيش التركي على أنه جيش حلف ناتو. لذلك يُنظر إلى القواعد التركية القريبة على أنها الباب المفتوح للحلف، كما يوضح صحافي جزائري. 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الرحيم:

    لا علاقة للحركة التي ذكرتها مع الرئيس اردوغان الذي كان معارضا شرسا طوال مشواره ولم يركن ابدا للتسلط والطغيا واقتص من الجيش التركي وجنرلاته الذين قبل مجيئه كانوا يعبثون بالحياة السياسية التركية لكنه وضع لهم الحد واقلع بتركيا لكن الحركة التي تتكلم عنها رعم الرداء الاسلامي الذي تدعيه الانها لا فرق بينها وبين النظام القائم حيث شاركه في كل المصائب والكوارث والهزائم والجرائم والقرارات التدميرية والكاوارث التي عرفتها الجزائر بل ان حركتهم انتجت سراق لم يكونوا حتى في النظام العفن والدليل الشعب كله في الشارع وهم يشاركون ويكارشون في المسرحيات الانتخابية ولا يستحي وبكل وقاحة يشبه نفسه بالرئيس اردوعان لا علاقة له ولحزبه باردوعان والاردوعانية لان فئة الشيتة وتزكية الباطل والخوف من قول كلمة الحق لا مكان لها في الاسلام .

    1. يقول ابن سعيد:

      يا لها من شهادة عن جهل من صاحبها يمقتها الله ،،في قوله ” والدليل الشعب كله في الشارع ” أظن أن إبدأ تخوفكم على الجزائر هو دليل على تأكدكم أنها تسيرفي الطريق الصحيح ..

  2. يقول عبد الكريم البيضاوي:

    لماذا لاتكون الصورة معكوسة ؟ ماذا يخص العرب ككتلة اقتصادية ؟ يملكون كل شيء, من المواد الخام إلى رؤوس أموال لاتعد ولاتحصى. لماذا هذا الترحيب العاطفي البعيد كل البعد عن هدفه والذي هو عمل تجاري بمردود هائل للدولة التركية لاأقل ولا أكثر.
    مايسمونه تعاملا تجاريا بين بلد ضعيف وآخر قوي اقتصاديا , هذا في أغلب الحالات “ استعمار اقتصادي جديد“.
    ماتفعله تركيا وقبلها الصين ومؤخرا روسيا في محاولة تقاسم الكعكة الافريقية في مزاحمة فرنسا بالدرجة الأولى أكبر بكثير من سرد وقائع تاريخ العثمانيين أو غيرهم . هذا استعمار اقتصادي , حين تكون ملكية شركة
    تركية أو غيرها بنسبة 49% استعمار اقتصادي.
    في الوقت الذي تغزو فيه الشركات العربية العالم حينها نفتخر , دون ذلك مضيعة وقت.

  3. يقول د. علوش:

    حلال على فرنسا حرام على تركيا ……تلك إذن قسمة ضيزا

  4. يقول عادل:

    الكثير يغالط عن جهل او عن قصد تركيا حمت الدول العرببه من سوريا إلى الجزائر عندما تكالبت أوروبا عن العالم العربي ولم تدخل إلى المغرب الأقصى لانه كان اصلا محمية أوروبية. تركيا لم تغير اللغة ولا التقاليد بل راحت تعزز الثقافة المحلية وتطورت الصناعات آنذاك لم ترتكب جرائم في كل الدول العربية وعندما خرجت من الجزائر كانت الأمية 1% . تركيا الآن في الجزائر موجودة تبادل مصالح ومنافع وهذا شيء رائع اما الدول المنتقدة لذلك فهي التي أحست أن الجنة المفقودة فقدت فعلا

    1. يقول اسماعيل:

      لتصصح معلوماتك فإن الدولة العثمانية لم تقدم الخواةاى المغرب لأنه كان دولة قاءمة بمؤسساته في عهد الموحدين وكانت قوة جيشه يضرب لها المثال والقصة معروفة فكيف لك أن نتحدث عن المحمية والغرب كان يحكمه الموحدين

    2. يقول محمد:

      اسماعيل… في بدية القرن الخامس عشر سلطنة مراكش و عاصمتها فاس كانت مساحتها اقل بكثير من مساحة المغرب الأقصى اليوم ببساطة لان إسبانيا ابتلعت نصف أرض السلطنة، اه لو تحلفتم مع الخلافة العثمانية الإسلامية لكانت اليوم الأراضي و الجزر كلها محررة

    3. يقول عبد الرحيم المغربي .:

      عندما انهزمت الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني في معركة وادي اللبن.. أمام الدولة السعدية المغربية….لم يكن هناك في الجوار سوى إيالة تركية صغيرة..لم تكن تسمى بالاسم الحالي الذي استمدته فرنسا من إسم العاصمة الحالية والجزر المقابلة لها والتي يمنع على المواطن الجزائري العلم بكونها محتلة الى حد تاريخه من طرف الإسبان وتم التنازل عنها في صفقة مع الحاكم التركي…وبمباركة من فرنسا بعد ذلك..؛ أما مراكش او فاس او مكناس فهي عواصم لنفس الدولة التي كانت ممتدة من أوروبا إلى عمق إفريقيا….وعندما اعترف المغرب باستقلال أمريكا قبل ثلاثة قرون باعتباره أول دولة في العالم اتخذت هذا القرار الجريء …كان ذلك في إطار صراع مع الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس…اي صراع من مستوى متكافىء بين الكبار…ولا مكان فيه لغيرهم…

  5. يقول ع. امير:

    اظن تركيا المسلمة احسن بكثير من الفرنجة و الإخوة الذين يتكلمون على العسكر و الجنرالات اظن في الدول العالم الثالث لا فرق بين الجنرالات و الملوك

  6. يقول نوري:

    المهم تركيا بلد شقيق متطور اقتصاديا و ديمقراطيا و يشكل نموذجا فريدا يقتدى به.

  7. يقول Azar chaouel:

    جريدة لوموند تركز دائما على الجزائر و كأنها مقاطعة فرنسية تملى عليها ما يجب القيام به أو العكس

  8. يقول براهيم:

    تركيا تريد ان تدعم الكراغلة الاكتر نسبة في الجزائر

  9. يقول محمد حلال:

    السياسة فن وفعل الممكن…لا للوصاية الفرنسية

  10. يقول باديس:

    مرحبا باخواننا الاتراك في بلدهم التاني الاسلام هو الذي يجمعنا موتوا بغيظكم فرنسا واعوانها

1 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية