باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان “الدبلوماسية التي دعت إليها مارين لوبان تتوافق مع ما تريد روسيا بوتين”، قال آلين فراشون في افتتاحية بصحيفة “لوموند” إن برنامج المرشحة اليمينية المتطرفة للانتخابات الرئاسية فيما يتعلق بالسياسية الخارجية لفرنسا، قد يؤدي إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي والروابط عبر الأطلسي.
وأضاف الكاتب أن فوز لوبان بالانتخابات الرئاسية الفرنسية سيجلب القليل من الهدوء الدبلوماسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيتم التنفس بشكل أفضل في الكرملين. لأنه، على الرغم من بعض التغييرات التكتيكية الأخيرة، فإن الدبلوماسية التي دعت إليها السيدة لوبان تتوافق، في جوهرها، مع ما أراده الاتحاد السوفييتي دائما، وما أرادته روسيا بوتين منذ عام 2011، وهو إضعاف الاتحاد الأوروبي والروابط عبر الأطلسي التي توحد الأوروبيين اقتصاديا وتربطهم استراتيجيا بالولايات المتحدة.
وتابع الكاتب أن لوبان لا تخفي معارضتها للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا. ويبدو أن إدانتها للغزو الروسي ستبقى خطابية. فهي كانت تتغزل منذ فترة طويلة بمستبد موسكو. وفي عام 2017، عندما كانت تتطلع إلى الإليزيه، ذهبت إلى الكرملين لتطلب صورة لها مع ساكنه القوي، وقرضا لحملتها الرئاسية من بنك روسي. ثم قالت لـ”بي بي سي” في وقت سابق إنها على “خط” بوتين واثنين من القوميين المتطرفين الآخرين، دونالد ترامب، والهندي ناريندرا مودي، إلى جانب الصداقة التي تحافظ عليها مع المجري فيكتور أوربان. الأمر الذي يحدد، بحسب الكاتب، صورة سياسية مقلقة.
واعتبر آلين فراشون أن مارين لوبان تمثل أفضل بطاقة لبوتين من أجل تقسيم الغربيين، كما يلاحظ الباحث السياسي الأمريكي إيان بريمر.
تقول لوبان إنها لن تغادر الحلف الأطلسي “الناتو”، الذي أرادت تركه قبل خمس سنوات، ولكن فقط طاقمه الدائم القيادة المتكاملة. وللقيام بذلك، هل ستختار هذه اللحظة التي تدمر فيها الحرب أوروبا مرة أخرى، حيث تدمر القوات الروسية دولة صديقة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؟
ولأنها لا تكتفي بإضعاف الروابط عبر الأطلسي، فإن المرشحة اليمينية المتطرفة تعتزم أيضا زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي، ومواءمة نفسها مرة أخرى، مع الرغبات العميقة للكرملين، يضيف الكاتب، مشيرا إلى أن لوبان أكدت في تغيير تكتيكي عام 2022 أنها تريد بقاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي.
وتحدث فراشون عن “العداء الراديكالي للاتحاد الأوروبي” من قبل لوبان، قائلا إنها تعتزم اليوم إصلاح الاتحاد الأوروبي بعمق. إنها ليست مخطئة، فالاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة للإصلاحات، ولا سيما سياسته الزراعية. ومع ذلك، فإن تلك التي اقترحتها السيدة لوبان، الهجمات على السوق الموحدة والتمييز ضد مواطني الدول الأعضاء الأخرى، والخلاف حول الميزانية، تنبع من العداء الراديكالي للاتحاد الأوروبي، وفق الكاتب، محذرا من أن سياسة لوبان لن تضعف الاتحاد الأوروبي فحسب، بل ستضعف اليورو أيضا، وتهدد مدخرات الفرنسيين. فهي ترفض “الثنائي” الذي تم تكوينه مع ألمانيا، وتفضل الثنائي باريس- بودابست.
وخلص الكاتب للقول في مقاله، إن مارين لوبان مخطئة في الحقبة، حيث إن سياستها الخارجية ستقوض فرنسا ومكانتها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وتجعل في المقابل “شخصا آخر في مكتب واسع في الكرملين”، سعيدا.
ماري لوبن هي غير مرغوب فيها من طرف كثير من المواطنين الفرنسيين وحتى من خارج فرنسا بسبب بسبب تطرفها وتصرفاتها العنصرية ضد الآخرين
لوبان خسرت عام ٢٠١٧ أمام ماكرون وستخسر الاسبوع القادم مرة اخرى أمام مفكرون باذن الله بسبب عنصريتها اتجاه العرب والمسلمين واليهود والافريقيين و…و…