لوموند: القطيعة بين الجزائر والرباط تقلق مزدوجي الجنسية والعمال المغاربة في الجزائر

آدم جابر
حجم الخط
14

باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: “القطيعة بين الجزائر والرباط تقلق مزدوجي الجنسية والعمال المغاربة في الجزائر”؛ قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن هناك ما لا يقل عن 50 ألف مواطن مغربي يعملون في الجزائر بشكل رسمي، ولا سيما في وهران والجزائر العاصمة، وعقدت الأزمة الصحية الناجمة عن وباء كوفيد- 19 حياتهم، ثم جاء قطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب وغلق السفارة المغربية لدى الجزائر، ليزيد الطينة بلة عليهم.

وذلك هو حال إسماعيل فريح، الذي يعيش في بلدة بوروبة جنوب شرق العاصمة الجزائرية، والقادم من مدينة فاس بشمال شرق المغرب للعمل في مجال الجبس والتصميم الداخلي. يظل هذا الأخير مع صديقه أيوب -وهو مغربي يعمل أيضا في مجال البناء- حذرا بشأن العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب.

يوضح أيوب مازحاً: “لو أفهم في السياسة، لما كنت أعمل في مواقع البناء. سأكون مرتدياً بدلة وربطة عنق، وسيكون لدي حزبي الخاص أو مقعد في البرلمان. لكن صحيح أنه منذ إعلان الجزائر عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، أصبحت أخرج قليلاً وأخشى من أن يتم اعتقالي أو ترحيلي”، كما تنقل صحيفة “لوموند”.

لفهم هذه المخاوف،  يجب أن نعود إلى الخلافات بين البلدين في سبعينات القرن الماضي: تظلمات أو شكاوى تشمل “نزع ملكية أراضي الجزائريين المقيمين في المغرب” عام 1973 والتي تذكرها الصحافة الجزائرية بانتظام. ثم قيام الجزائر عام 1975 بطرد آلاف المواطنين المغاربة إثر فتور العلاقات المرتبط بمسألة الصحراء الغربية.

ووعد رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، بأن قرار بلاده لن “يؤثر سلبا على الجزائريين المقيمين في المغرب والمغاربة المقيمين في الجزائر”، وما تزال القنصليات المغربية في وهران وسيدي بلعباس غربي الجزائر، مفتوحة. لكن بين العديد من العمال المغاربة، هناك قلق ملموس بشأن عواقب هذا التمزق، خاصة أن وضعهم الإداري حساس أصلاً، كما توضح “لوموند”.

وتنقل الصحيفة مجددا عن المغربي أيوب قوله: “لدي فريق من العمال المؤهلين ولدي بعثات في عدة مدن بالبلاد، لكن لا يمكنني فتح شركة. بفضل راتبي وانخفاض تكلفة المعيشة هنا، تمكنت من شراء منزل في فاس وسيارة في الجزائر. أود الحصول على بطاقة إقامة أو ربما جنسية، إذا أمكنني ذلك. ويعيش أيوب في الجزائر منذ 11 عاما، وأصبح قائد فريق بناء، وكان يخطط لإحضار زوجته وابنته إلى الجزائر قبل أن تؤدي الأزمة الصحية إلى توقف خطته. لم ير أيوب عائلته في المغرب منذ عامين، والانهيار الدبلوماسي يزيد الطينة بلّة عليه.

حالة أيوب بعيدة كل البعد عن كونها معزولة، كما تؤكد “لوموند”، مشيرة في هذا الصدد نقلا عن الباحث في علم الاجتماع عيسى قادري، إلى أن “المغاربة يشكلون أول جالية مغاربية تعيش في الجزائر مع 45109 شخصا مسجلين في 2014”. واليوم، من المحتمل أن يكون عددهم أعلى “خاصة إذا أضفنا غير المسجلين والعمال الموسميين”، كما يقول الباحث.

علاوة على مخاوف العمال القادمين من المغرب من تداعيات الأزمة الدبلوماسية على معيشتهم؛ فإن المراطنين مزدوجي الجنسية يجدون أنفسهم كذلك أمام تحد كبير جراء هذا التوتر الحاصل بين البلدين. وذلك هو حال الطالبة الجامعية (وهيبة) التي تنقل عنها “لوموند” قولها: “من المؤلم أن أرى بلديّ في مثل هذه الظروف. هذه القطيعة لا تؤدي إلا إلى تفاقم الاستياء بين الشعبين”. وهذه الطالبة الجزائرية- المغربية، في سنتها الثانية من الصيدلة بوهران. وتكاد قصتها الشخصية المليئة بالأحداث أن تكون مثل العلاقات السياسية بين البلدين المغاربيين.

فقد ولدت في وهران لأب جزائري وأم مغربية، وأمضت حياتها كلها في الرباط، حيث ذهبت والدتها للعيش هناك بعد طلاقها. منذ عامين، تدرس وهيبة في وهران؛ لأنه في الجزائر “الوصول إلى الجامعات أسهل وهناك معادلة الشهادات”، بحسب ما تقول الشابة.

“كنا نتمنى فتح الحدود البرية (المغلقة منذ 1994 بين البلدين) ، لكن العكس هو الصحيح”، تتابع الشابة البالغة من العمر 22 عاما، “خاصة جراء الحرب التي يشنها مستخدمو الإنترنت الجزائريون والمغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي. لا يمكن رؤية هذه الضغينة إلا على الإنترنت. الجميع يحترمني هنا، والجزائريون الآخرون يرحبون بي، الأكثر ضراوة هم أولئك الذين لم يغادروا الجزائر أو المغرب قط ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد:

    الجزائر بلد جميل و فيه الفرص للذين يحبون العمل عدد العمال المغاربة في الجزائر اعلى بكثير المغاربة يعملون بجد و ما فيه مشاكل معهم

  2. يقول المهدي من فرنسا:

    حقيقة الإيمان بالاخوة وعمق الروابط المشتركة بين الشعبين المغربي والجزائري تحرقها وتدمرها مواقع التواصل الاجتماعي وما يروج فيها حتى ليبدو ان هناك دخلاء مهمتهم تدمير هذه الاواصر .. اعيش في فرنسا وخيرة أصدقائي واصدقاء العائلة عائلات جزائرية بيننا وبينها ود ومحبة عميقة واتساءل من وراء هذه الحملات ومن يختبئ وراء وسائل التواصل لبث سموم الحقد والتفرقة؟ على الأقل من هم في محيطي لا أحد سواء كان جزائريا أو مغربيا .. صراع الساسة
    والتلويح بالقبضات يكون دائما محور تنكيت وقفشات بيننا مع أحبتنا الجزائريين ونحن حول طبق كسكس اعدته ايادي مغربية جزائرية طاهرة .. والله يهدي الجميع.

  3. يقول عبد الله:

    سيكون الفرج و الخير على جميع الاخوة المغاربة و الجزائريين إن شاء الله، اطمإنوا فنحن لسنا في سنوات السبعينات. والله المستعان.

    1. يقول موحا محمد:

      هذه قولها لبيبيط

  4. يقول لطيف:

    سئمنا من هته المواضيع المغربية الجزائرية وقطع العلاقات فيما بينها. لقد طويت صفحة وعلى البلدين التركيز على مشاكلهما ونسيان الآخر. على الاقل في هذه الفترك حتى يستعيد الشعب الحزائري حريته من نظام العسكر

  5. يقول جلال:

    العداوة بين السلطتين الجزائرية و المغربية مفتعلة من الطرفين فأصحاب القرار لهم عدة مصالح من المقاطعة
    1- شراء السلاح بكثافة مما يرفع الدخل لاصحاب القرار من الرش\اوى المقبوضة .
    2- الاستراد من الغرب مما يرفع الربح في جيوب المستوردين.
    3- تفرقة الشعب الواحد لاستنزافه و نش\ر التخلف و الفقر .

  6. يقول عبدالله المغربي:

    وماذا عن الجزائريين المقيمين بالمغرب ؟!!!

  7. يقول عبد الرحيم المغربي .:

    أعداد الجزائريين المقيمين في المغرب كبير جداً… واغلبهم يتوفرون على أعمال قارة.. وإقامة رسمية.. إضافة إلى نسبة كبيرة ممن اندمجوا في النسيج الإجتماعي المغربي منذ أوائل القرن التاسع عشر…؛ ويذكر موقع أمريكي متخصص في الهجرة… أن عدد الجزائريين الذين هاجروا إلى المغرب بشكل رسمي خلال سنة 2014 فقط..يتجاوز عشرين ألفا…؛ ولايتعرض المغاربة عموماً الى هذا الموضوع لأنهم يفصلون بين الشعب والنظام…

  8. يقول الحر الحر:

    أسفي على بلدان العُرب وأهلها. قالت لومون أصدرت لوفيجارو صرحت جون أفريك… حسنا ماذ نقول نحن؟

    يا سادتي سأسرد بإسهاب هذا النموذج المعبرعن واقع الشعوب التي فرقها الغرب وعلى رأسها أم الحرية فرنسا واستعمل هذه الأنظمة البالية العاجزة الجاثمة على صدورنا.

    من سكان الحدود ولدت من أب مغربي أمه جزائرية لها أبناء جزائريون من رجل قبائلي (أمازيغي)، منهم من عاش وخلف في في مغنية وتلمسان ووهران والعاصمة ومنهم من عاش وخلف ومات بالدار البيضاء. ومن أم مغربية أمها جزائرية كذلك لها أبناء جزائريون منهم من أبوه عربي ومنهم من أبوه قبايْلي (أمزيغي). كانوا في الظفة الأخرى من الحدود الوهمية والتي لا تزال قائمة ،ولم تكن الإتصالا منذ عهد ٱنجلاء الإستخراب إلا جد شحيحة.

    سؤآلي من أكون وما هويتي؟ جوابي أنني مغاربيُُ عربيُُ أمازيغيُُ مسلم حلِمت وأحلم دائماََ أن أعيش حُرا طليقا في كل هذه الأقطار من المحيط إلى الخليج راكبا قطار الوحدة والعزة والحرية أكثر من طعما لي كمهاجرفي بلاد الغرب.

    هل من متخصص في علم الأنتربولوجية والإجتماع أن يساعد حتى تُجبرهويتنا؟

    قالت وسائل الإعلان ما قالت، فالغرب لن يحل مشاكلنا أبدا ولكن على العكس هويُعَقدُها أكثر ليستعملها كورقة ظغد في الوقت المناسب.

  9. يقول فضيل دزاير:

    المغاربة والدزيريه شعب واحد، هذا شيء بديهي ومعلوم ولكن الحقيقة الأخرى هي أن النظامين المغربي والجزائري غير أعداء مهما بدا لكم من اختلافات بينهما، ولا يريد كل واحد منهما للآخر أن يسقط. ولله في خلقه شؤون.

  10. يقول أحمد:

    عدد العمال المغاربة في الجزائر كبير وهي عمالة ماهرة ونعتبرهم إخوة ولايتحملون مسؤولية السياسة العدائية للمغرب تجاه الجزائر

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية