لوموند: تأجيل الانتخابات يعيق جهود لم الشمل في ليبيا

حجم الخط
2

-باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: تأجيل الانتخابات يعيق جهود لم الشمل في ليبيا، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن تعليق انتخابات 24 ديسمبر/ كانون الأول بسبب عدم الاتفاق على المرشحين يقوض جهود المصالحة بين إقليمي طرابلس وبرقة، إذ كان من المقرر أن تمثل هذه الانتخابات مرحلة جديدة  في ليبيا.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن الانتخابات كان من الممكن أن تكون بمثابة الاقتراع الرسمي للمصالحة بين المعسكرين المتنافسين في الغرب (طرابلس) والشرق (برقة)، والتي جرت ببطء ولكن بثبات منذ تشكيل “حكومة وحدة وطنية” الربيع الماضي. لكن الانتخابات الرئاسية، التي كان من المفترض أن تجرى في 24 ديسمبر/ كانون الأول تقرر تأجيلها بسبب عدم وجود توافق بين الطرفين.

وأوضحت “لوموند” أن الغموض في المشهد السياسي الليبي، يحيط بالانتخابات التشريعية التي ستلي الرئاسية، مرجحةً أن قرار تأجيلها جاء لإحباط العودة إلى صناديق الاقتراع للمرة الأولى في البلاد منذ عام 2014، حيث كان من المقرر أن  تفرز طبقة من السياسين الجدد القادرين على النأي بالبلاد من الدخول في حالة من الفوضى التي عاشتها منذ ثورة 2011.

وأشارت إلى أن الفصائل المرتبطة بعائدات النفط وأشكال مختلفة من التهريب، لم تكن مستعدة لتحمل الطوارئ الانتخابية، ولعبة الأمم المتحدة والعواصم الغربية، التي أصرت على التعجيل بإجراء الاقتراع على الرغم من هشاشة أساسه القانوني والتي أنشأها من جانب واحد فصيل في برلمان طبرق، غير أن ذلك لم يساعد على حلحلة الأمور، بحسب وصف الصحيفة.

واستدركت: “لكن نسيم تفاؤل طفيف ساد في ليبيا في مارس/آذار، بعد وساطة الأمم المتحدة، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، رجل أعمال من مصراتة وله أنصار متباينون. حيث تم التوصل إلى جمع ممثلين حول الدبيبة عن الكتلتين السياسيتين العسكريتين- برقة التي يسيطر عليها بحكم الأمر الواقع شخصية المشير خليفة حفتر، و طرابلس التي تسيطر عليها مجموعة من الميليشيات التي تدعي بشكل أساسي أنها جزء من “الثورة” المناهضة لثورة القذافي- الذي أدت مواجهته في 2014-2015 ثم في 2019-2020 إلى تعميق تقسيم البلاد.

حالة سيف الإسلام القذافي

ولفتت النظر لما أسمته مخطط إعادة التوحيد في ليبيا، والذي شجعته العواصم الغربية التي رأت في ذلك وسيلة  لتوطيد نفوذ سلطة تنفيذية ليبية جديدة قادرة على الابتعاد، وفي الجانب الأخر تمثل خطوة ثانية عن رعاية دول أجنبية ذات تأثير متزايد في ليبيا، إذ يتعلق الأمر بالأتراك في طرابلس، والروس في برقة وفزان (جنوب).

وقالت: ” كانت “معركة طرابلس” لعام 2019، محاولة المشير حفتر الفاشلة للاستيلاء على العاصمة، مصحوبة بالفعل بتصعيد للتدخل الأجنبي وقد أدى ذلك إلى إنشاء نوع من التكتل التركي الروسي الذي يتقاسم مناطق النفوذ والتي يرغب الغرب الآن في حلها”.

لكن هذا السيناريو الفاضل لعملية انتخابية لتغيير الأوراق الليبية بحسب  الصحيفة اصطدم بعقبتين أخرجتاه عن مساره، الأولى تتمثل في اعتماد قوانين الانتخابات في أيلول/ سبتمبر في ظل ظروف مثيرة للجدل من قبل برلمان طبرق، الذي كان رئيسه عقيلة صالح المقرب من المشير خليفة حفتر،، إذ تعتمد هذه القوانين وفق تعبيرها على فلسفة  رئاسية صريحة،

وأضافت: “الأمر الذي أثار عداء مؤيدي النظام البرلماني، وعلى رأسهم القوى المقربة من جماعة الإخوان المسلمين بعدها نشأت الخلافات حول القائمة النهائية للمرشحين، اندلع الجدل الأكثر سخونة حول قضية سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم السابق والقائد الأعلى للجماهيرية العظمى الذي قُتل أبان الثورة الليبية عام 2011.

كما عرجت على قرار المفوضية العليا للانتخابات التي كانت قد رفضت ترشيح سيف الإسلام القذافي قبل أن تؤكده محكمة استئناف سبها وسط أجواء من التوتر، حيث يرى أنصار المشير حفتر  “وهو مرشح أيضاً” أنه منافس ربما يكون باستطاعته الحصول على تأييد الناخبين الذين يستهويهم عهد  السلطة القوية، فيما يتمركز أتباع ثورة 2011 بشكل أساسي في منطقة طرابلس، ويعارضون علناً أي محاولة لاستعادة النظام القديم.

شرخ في طرابلس

وعن الجدل الحاصل  حول ترشيح رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة الذي كان من المفترض بموجب قانون الانتخابات أن يستقيل من منصبه قبل الموعد النهائي المُعلن لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بثلاثة أشهر، غير أن محكمة استئناف طرابلس أيدت ترشيحة، وهو ما أثار استياء أنصار المشير خليفة حفتر، الذي ينظر للدبيبة على أنه منافس “خطير”.

وأوضحت أنه أمام هذه الاختلافات، وجدت اللجنة الانتخابية نفسها غير قادرة على نشر القائمة النهائية للمرشحين، مما جعل تأجيل الاقتراع أمراً لا مفر منه.

وأثارت الصحيفة في سياق استعراضها لجوانب الحالة السياسية المتعلقة بالشأن الليبي، وتحديداً فيما يخص الانتخابات، سؤالاً عما إذا كانت هناك خشية من انزلاق ليبيا الناهضة مرة أخرى إلى حالة عدم الاستقرار؟

وأجابت بالقول: إن العودة  إلى صراع مفتوح بين شرق ليبيا وغربها مثلما حدث عام 2019-2020 يبدو مستبعد، لأن خطوط القوة قد تطورت منذ العام الماضي، وما يؤكد ذلك هو الحضور الواضح لعدد من الشخصيات السياسية القادمة من الغرب على غرار فتحي باشاغا وأحمد معتيق من مصراته، وكذلك المشير حفتر في مدينة بنغازي، إذ يمثل حضورهم غير المسبوق رسالة واضحة ضد الدبيبة من أجل عملية إعادة  ترتيب المشهد السياسي.

واختتمت  الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن الانقسام بين الشرق والغرب كان يتركز بشكل أكبر داخل إقليم طرابلس، حيث تزداد حدة التنافس بين باشاغا الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية السابق، وبين الدبيبة رئيس الوزراء الحالي، حيث أظهرت العديد من “الميلشيات” ولاءها لهذا أو ذاك خلال الأيام الأخيرة، ففي مثل هذه البيئة يبدو  خيار حدوث انزلاقات محلية وارد في كل وقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أسامة كلّيٍَّة سوريا/ألمانيا:

    دعم فرنسا احفتر مو أحد أهم الأسباب لفشل الدولة في ليبيا!

  2. يقول إبن آكسيل:

    لا بأس سينجح الليبيون لم الشمل لاحقا ….حتما …..التعثر في السياسة شيء طبيعي …..

إشترك في قائمتنا البريدية