باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: “في أفغانستان.. تقدم لا يمكن مقاومته لطالبان”؛ قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن هجوم قوات طالبان اكتسب زخماً مع السيطرة على قندوز، رابع أكبر مدينة في البلاد، هذا الأحد، بعد أن تصاعد القتال طوال عطلة نهاية الأسبوع ضد الجيش الحكومي.
وأشارت “ليبراسيون” إلى أن طالبان احتلت خمس عواصم إقليمية في ثلاثة أيام، وتتقدم بسرعة عالية ضد القوات الحكومية الأفغانية. فبعد زارانج وشبرغان على الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد، سيطرت الحركة يوم الأحد على قندوز، على بعد 300 كيلومتر شمال كابول، وسار بول، على بعد 600 كيلومتر من العاصمة، وفي نهاية اليوم تلوقان في الشمال الشرقي.
واعتبرت “ليبراسيون” أن سيطرة طالبان على قندوز، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة والتي حوصرت لعدة أسابيع، يتشكل نجاحا عسكريا وسياسيا كبيرا للحركة، مذكِّرة بأن هذه المدينة تعد رابع أكبر مدينة في البلاد، وتمثل مفترق طرق استراتيجي بين العاصمة كابول وطاجيكستان، للعلاقات الاقتصادية مع آسيا الوسطى. الحدود هي بشكل ملحوظ طريق تهريب الأفيون والهيروين المتجهة إلى أوروبا.
ونقلت الصحيفة عن إبراهيم ثوريال باهيس، مستشار مجموعة الأزمات الدولية، أن “سيطرة طالبان على قندوز تعد أمرا مهما حقا، لأنه سيطلق سراح عدد كبير من مقاتلي طالبان الذين يمكن حشدهم في أماكن أخرى في الشمال”.
وقد أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يبدو أنهم سجناء من طالبان أفرج عنهم في البلدات التي تمت السيطرة عليها حديثا. وكان السجن من أوائل المواقع في قندوز التي هاجمتها قوات الحركة، حيث أطلقت سراح جميع المعتقلين. وقال متحدث باسم طالبان أيضا إنهم استولوا على أسلحة ومعدات عسكرية مختلفة هناك.
وتابعت “ليبراسيون” القول إن سرعة تقدم طالبان، التي أدت إلى سقوط قندوز بعد قتال عنيف لكن قصير مع الجيش الأفغاني النظامي، هي إشارة مقلقة بالنسبة للجيش. فعدم قدرة كابول على السيطرة على شمال البلاد، الذي يُعتبر منطقة قوية مناهضة لطالبان، يشهد على حالة من الذعر بين صفوف الموالين. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول كبير في قندوز قوله إن “قوات الأمن الأفغانية فقدت الروح المعنوية”. وأكد هذا الأخير أن “معظم أفراد الجيش ألقوا أسلحتهم وخلعوا زيهم العسكري للفرار”.
وقد وصلت التعزيزات إلى مطار قندهار، حيث تم تعليق جميع الرحلات الجوية بسبب القتال. وتقول القوات الحكومية إنها استعادت عدة مواقع في الإقليم بدعم من القوات الجوية الأمريكية، حيث صعّدت الولايات المتحدة غاراتها الجوية.
لكن لا يبدو أن هذا الدعم الجوي يُحدث فرقا حاسما في إبطاء الهجوم الذي بدأ في شهر مايو/ أيار الماضي، مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يُفترض أن يكتمل بحلول 31 أغسطس الجاري، وفقا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها بعد شهور من المفاوضات بين الأفغان والأمريكيين في الدوحة.
ومن المقرر أن يعقد اجتماع في العاصمة القطرية الثلاثاء بين الأفغان المتحاربين في إطار عملية حوار بدأت قبل نحو عام في الفترة التي سبقت انسحاب واشنطن. وهي نقاشات من الواضح أنها لا تتقدم نحو “المصالحة”، لأن المحادثات مشروطة، خاصة وأن طالبان ستظهر في موقع قوة بعد تقدمها في الأيام الأخيرة على الأرض، تقول “ليبراسيون”.