ليبرمان ضد اسرائيل

حجم الخط
0

عاد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ليدق العصي في عجلات المفاوضات المتعثرة على أي حال. ليبرمان، الذي كان صرح قبل شهر في منتدى سبان بانه لا يؤمن على الاطلاق في امكانية الوصول الى تسوية مع الفلسطينيين، بل واضاف بان الوصول الى تسوية في هذا الوقت مثله كمثل وضع اساسات لمنزل في منتصف هزة أرضية، غير أمس ذوقه. ففي مؤتمر مسؤولي الممثليات الذي انعقد في وزارته، تحدث ليبرمان مثنيا على اقتراحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
وقال ليبرمان في المؤتمر ان الاقتراحات الامريكية افضل من كل اقتراح بديل للاسرة الدولية. ولكن الرجل الذي لم يؤمن بالتسوية حتى يوم أمس، عاد مرة اخرى ليطرح امس شروطه القديمة والسيئة لتحقيقها: تبادل السكان وتبادل الاراضي. دون تبادل للاراضي والسكان لن اؤيد الاتفاق، قال وحدد خط الحدود المستقبلي لاسرائيل: طريق 6، بدون الطيبة، باقة الغربية وام الفحم.
وزير خارجية دولة اسرائيل، الذي لا يعترف حتى بتعبير الاحتلال في كل ما يتعلق بالضفة الغربية (الحديث عن احتلال هو عدم فهم تاريخ منطقتنا)، طرح اقتراحه لتبادل السكان فقط وحصريا بهدف ايقاع مزيد من الضرر بالمسيرة السلمية. ففي الوقت الذي لا يوفر فيه وزير الخارجية الامريكي أي جهد كي يدفع الى الامام باتفاق ما بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية زيارته الاخيرة كانت العاشرة منذ تسلمه مهام منصبه يطرح ليبرمان اقتراحا غير ديمقراطي، عديم كل احتمال.
يسعى افيغدور ليبرمان لان يجعل اسرائيل دولة طاهرة قوميا اكثر فأكثر. فهو يتطلع لان يتخلى في اطار خطته عن اكبر قدر ممكن من العرب الاسرائيليين، مواطني الدولة بالضبط مثله، دون أن يسأل حتى رأيهم ورغبتهم. ليس لدولة اسرائيل أي حق لان تلفظ من نطاقها السيادي مواطنين، أو لطرح امكانية كهذه بشكل جدي.
اقتراح وزير الخارجية لم يأتِ بالتالي فقط لاحباط المفاوضات بل وايضا لاثارة الشقاق والنفاق في المجتمع الاسرائيلي المتنازع على أي حال. فهو يبث لمواطني الدولة العرب بانهم مواطنون مع وقف التنفيذ، بشكل مؤقت، الى أن يحقق ليبرمان خطته. مثل هذه الاقتراحات لا تفعل سوى تعميق الاغتراب بين عرب اسرائيل واحساس الغربة وعدم الانتماء لدولتهم. وعليه فان هذا الاقتراح التعيس من جانب ليبرمان يجب ان يسحب. على رئيس الوزراء ان يتنكر له فورا وعلنا.

هآرتس6/1/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية