أتخيل مستوى «الفصام» في الذهنية النخبوية المصرية، وتحديدا في الفئة المناصرة لإسرائيل والمعادية للشعب الفلسطيني، وصل إلى مستويات مرضية مستعصية على العلاج، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمحطة «الجزيرة» أو دولة قطر أو الإخوان المسلمين او قطاع غزة.
الكوميديان المعتز دوما بالسلطة عادل إمام أدخل في مسلسل «صاحب السعادة» الذي تبثه «أم بي سي» حصريا كل أحقاد جماعة الإنقلاب ضد المحور الآخر، فخلال حديث زوجي بين «بهجت بيه» و«أم العيال لبلبة» قال لها: إنت عاملة زي «الجزيرة» عايزة جنازة وتشبعي فيها لطم.
لاحقا يتحدث النقيب الشاب «سيف» وهو أحد نجوم المسلسل مع حبيبته مستعرضا الأسباب التي تحول دون زواجهما فيكشف عن عبارة مسيسة بلهاء خارج السياق عندما يقول إنه يشك بمؤامرة ضد زواجه وراءها دولة قطر.
مثل هذه الإدخالات الساذجة لم نكن نشاهدها في الدراما او الكوميديا المصرية، لكنها اليوم تكمل «حفلة النفاق» للعهد الجديد في مصر وهي حلقة ينتجها اليوم أهل الفن بعد وصلات على طريقة العرض المتواصل «للردح» مارستها فضائيات السيسي المصرية منذ إنطلق العدوان الإسرائيلي.
إعلام الإنقلاب بدأ يحاول إنتاج ثقافة بوجود أعداء عرب للشعب المصري، وللصدفة المحضة بالتأكيد ينتقد رجلان محطة «الجزيرة» بالتزامن أفيغدور ليبرلمان وعادل إمام.. بالتأكيد لم يعد من الممكن ان تكون محض صدفة وسط التعبئة التحريضية.
بقي أن نعيد التذكير بأن مسلسل «صاحب السعادة» بطولة عادل إمام ونجله والمخرج كذلك نجله الثاني.
الشماتة في توفيق عكاشة
قد لا تكون شماتة لكن بصراحة فرحت بصوت الزملاء الجماعي في التليفزيون المصري وهم يرددون سيمفونية أطربتني يقولون فيها «عكاشة.. بره .. عكاشة بره».
المقصود طبعا توفيق عكاشة المذيع الإشكالي الذي يؤيد إسرائيل، ويطالب بمسح قطاع غزة ويحرض جيش بلاده على قصف مدن غزة ويستمتع بعدد العروض التي قدمت في عواصم العرب بوجهه ردا على حذائه الذي خلعه في وجه المقاومة الفلسطينية.
برميل الدجل والكذب والنفاق هذا طرده زملاء له بصوت جماعي بسبب مواقفه المخجلة التي لا يمكنها بحال من الأحوال أن تكون حجة مصر او ممثلة للمصريين.
الزملاء الذين طردوا عكاشة يستحقون التحية،خصوصا بعدما سمعت بأذني عشرات المؤيدين للجنرال عبد الفتاح السيسي وهم يهمسون في أذني بعد خطابه الأخير الذي تحدث فيه عن «إقتتال» في غزة قائلين «فضحنا السيد الزعيم».
لكن فضيحة عكاشه الفضائية بجلاجل، كما يقال بالدارجة المصرية، فثمن إجباره على خلع الحذاء الذي رفعه في وجه اهل غزة وإستعماله على نحو ما من مليونير سعودي لدقيقة وصل لنصف مليون ريال سعودي وهي تقارب 30 ألف دولار.
دعوني بمناسبة الحديث عن عكاشه أعدل في عبارتي الاولى وأصارحكم: بيستاهل هذه الشماتة، وهذه رسالتي لأمثال صاحبنا.. نعم أنا أشمت بك وأمثالك مكانهم دوما «بره».
المالكي وكربلاء
بدا الدكتور نوري المالكي مفلسا تماما على شاشة العراقية وهو يخطب مطالبا بتحويل كربلاء إلى قبلة لكل المسلمين في العالم لأن فيها «سيدنا الحسين».. أنا شخصيا وفقا لسؤال أمير موسوي الشهير لفيصل القاسم لست غاضبا من سيدنا الحسين، ولا أعتقد أنه يوافق على ما يفعله المالكي بالسنة والشيعة معا في العراق.
تصوري أن كربلاء تريد الإسترخاء والإستقرار أكثر من أي شيء آخر، فالمدن المقدسة تحتاج لتلك الطاقة الروحية، التي تبث الإرتياح في روح المؤمنين والزوار وكربلاء لا تعايش ذلك الآن في ظل الحشد والحقن الطائفي.
صديق مطلع يتحدث عن أبواب رئاسة الوزراء العراقية التي «يدفشها برجله» السيد احمد المالكي نجل رئيس الحكومة السائر في ما يبدو على خطى «علاء مبارك» وكل أولاد الطبقة المقدسة من زعماء هذه الأمة الراحلين والباقين.
وفقا للصديق نفسه يمكن قراءة ما يفعله المالكي عبر تسليط الضوء على ما يفعله ولده أحمد، والله من وراء القصد.
أين الوطن البديل؟
عذرا لا أستطيع تفويت ملحمة الصمود والبطولة في غزة دون الإشارة للعظة الأكبر التي لفت النظر لها أحد المتحدثين في فضائية الأقصى وهو يؤكد بأن غزة قررت الصمود ولن تغادر او تخضع.
ثمة فئة في بلادي الأردن ليست مسرورة إطلاقا بإنجازات المقاومة ومغتاظة من إسرائيل وحتى من الشهداء بعيدا عن الحسابات السياسية.
وهي حصريا الفئة التي إحترفت ترديد نغمة وإسطوانة «الوطن البديل» والتي لا يوجد لديها «بضاعة» من أي نوع تبيعها لو سقطت مقولة الوطن البديل.
ليس فقط ما تقوله لنا ملحمة غزة فقد أسقط خيار الإنتقال والخضوع بالنسبة للفلسطيني المتشبت بحياته حتى لو فقد كل شيء بل أسقطته أيضا تلك الإنفعالات التي أشارت لها محطة «بي بي سي» وهي تتحدث عن مسيرات التضامن مع المقاومة في الشارع الأردني، حيث هتف اللاجئون الفلسطينيون في الأردن»مرتاحون جدا قياسا بكل أمثالهم».. هتفت بقوة وبنحو 13 مخيما وبنفس التوقيت وبحنجرة قوية قائلين لملك الأردن «شيل العسكر عن الحدود… اللاجيء قرر يعود».
بربكم أيها الرخويات في القاهرة وعمان وكل عواصم العرب: هل ما ترونه في غزة يؤشر على شعب يقبل بإستبدال ولو ذرة تراب من فلسطين؟!
تنظير الأمير تركي
إستنادا إلى ما ألمحت له محطة «العربية» إنضم الأمير تركي بن عبد العزيز إلى المتحدثين عن «عبثية» الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، وهم كثر في محيط الرئاسة الفلسطينية وخصوم الحركة الإسلامية، وكأن إسرائيل تنتظر مبررات لقتل الشعب الفلسطيني على أساس عقائدي؟!
كان يمكن لكلام الأمير تركي أن يبرز كرأي خبير فيه وجهة نظر لو قالت بلاده رسميا ولو كلمة واحدة بحق أطفال المسلمين الذين يقتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أو لو صدر مجرد «بيان» من أي نوع بخصوص المذبحة المستمرة .
٭ مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
بسام البدارين
عيد سعيد و كل عام و انتم بخير
كل عام وأنتم بألف خير .
اعجبني مقال لعلي الظفيري و يقول لعكاشة
“لماذا ترفع الحذاء على الشاشة يا عكاشة فوجهك يكفي”
عيدكم مبارك….الرجاء اتركوا عادل امام بحالو…الزلمة معتدل و بسيط و مواقفه محترمة و متوسطة….وهو من الفنانين الملتزمين و عائلته محترمة وهو مدرسة فنية و ليست سياسية…بنحبو و بنحترمو…فاحترموا رجاء اراءنا
أستاذ بسام دائماً معظم مقالتك على المحك (على الوجع) الله ايقويك مع انتظار المزيد من الانتقادات اللاذعه عسى في يوم من الأيام ان تحرك ساكناً في قلوب أشباه القاده وأشباه الملوك…
عزيزي بسام
شوية رياضيات …..نصف مليون ريال تعادل حوالي 120 الف دولار (وليس 30 الف)……….مع كل الحب والتقدير و الاعتذار لك
كالعادة تتحفنا في القدس العربي وعلى الفيس بوك بمقالات واراء جريئة ورائعة , سلمت يمناك , او يساراك
شكراا لك اعجبتني تلك الجملة من شخصكم الكريم ، يجب ان تسجل في التاريخ وتردد عبر الاجيال
هل ما ترونه في غزة يؤشر على شعب يقبل بإستبدال ولو ذرة تراب من فلسطين؟!
ذرة تراب من فلسطين بكل مليارات الارض …
علي نور الله ولماذا لا تعتبر قصف النظام السوري بالميغ على رؤوس السوريين ارهابا انت تدعم الارهاب ارهاب الدولة على حساب الله انت تهلل لطغيان ونحن الفلسطينيون برءاء من نظام الاسد واجرامه ومن محورالابتذال العربي على قدم المساواة يبدو انك اعمى او اطرش ولهذا لا تشاهد المدفونين في غارات الميغ
مقالك اصاب ثلاث عصافير بحجر واحد وياريت هذه الأحجار صواريخ تقع على رؤوسهم وتدمرهم وترحنا منهم كما ربنا اراحنا من الرداحة المصرية ويأخذ ايضا كل من غطى ويغطي عليهم من علية قومهم ومآزريهم