ليبرمان وعادل إمام معا والعدو «الجزيرة» وأحمد المالكي على طريق علاء مبارك

أتخيل مستوى «الفصام» في الذهنية النخبوية المصرية، وتحديدا في الفئة المناصرة لإسرائيل والمعادية للشعب الفلسطيني، وصل إلى مستويات مرضية مستعصية على العلاج، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمحطة «الجزيرة» أو دولة قطر أو الإخوان المسلمين او قطاع غزة.
الكوميديان المعتز دوما بالسلطة عادل إمام أدخل في مسلسل «صاحب السعادة» الذي تبثه «أم بي سي» حصريا كل أحقاد جماعة الإنقلاب ضد المحور الآخر، فخلال حديث زوجي بين «بهجت بيه» و«أم العيال لبلبة» قال لها: إنت عاملة زي «الجزيرة» عايزة جنازة وتشبعي فيها لطم.
لاحقا يتحدث النقيب الشاب «سيف» وهو أحد نجوم المسلسل مع حبيبته مستعرضا الأسباب التي تحول دون زواجهما فيكشف عن عبارة مسيسة بلهاء خارج السياق عندما يقول إنه يشك بمؤامرة ضد زواجه وراءها دولة قطر.
مثل هذه الإدخالات الساذجة لم نكن نشاهدها في الدراما او الكوميديا المصرية، لكنها اليوم تكمل «حفلة النفاق» للعهد الجديد في مصر وهي حلقة ينتجها اليوم أهل الفن بعد وصلات على طريقة العرض المتواصل «للردح» مارستها فضائيات السيسي المصرية منذ إنطلق العدوان الإسرائيلي.
إعلام الإنقلاب بدأ يحاول إنتاج ثقافة بوجود أعداء عرب للشعب المصري، وللصدفة المحضة بالتأكيد ينتقد رجلان محطة «الجزيرة» بالتزامن أفيغدور ليبرلمان وعادل إمام.. بالتأكيد لم يعد من الممكن ان تكون محض صدفة وسط التعبئة التحريضية.
بقي أن نعيد التذكير بأن مسلسل «صاحب السعادة» بطولة عادل إمام ونجله والمخرج كذلك نجله الثاني.

الشماتة في توفيق عكاشة

قد لا تكون شماتة لكن بصراحة فرحت بصوت الزملاء الجماعي في التليفزيون المصري وهم يرددون سيمفونية أطربتني يقولون فيها «عكاشة.. بره .. عكاشة بره».
المقصود طبعا توفيق عكاشة المذيع الإشكالي الذي يؤيد إسرائيل، ويطالب بمسح قطاع غزة ويحرض جيش بلاده على قصف مدن غزة ويستمتع بعدد العروض التي قدمت في عواصم العرب بوجهه ردا على حذائه الذي خلعه في وجه المقاومة الفلسطينية.
برميل الدجل والكذب والنفاق هذا طرده زملاء له بصوت جماعي بسبب مواقفه المخجلة التي لا يمكنها بحال من الأحوال أن تكون حجة مصر او ممثلة للمصريين.
الزملاء الذين طردوا عكاشة يستحقون التحية،خصوصا بعدما سمعت بأذني عشرات المؤيدين للجنرال عبد الفتاح السيسي وهم يهمسون في أذني بعد خطابه الأخير الذي تحدث فيه عن «إقتتال» في غزة قائلين «فضحنا السيد الزعيم».
لكن فضيحة عكاشه الفضائية بجلاجل، كما يقال بالدارجة المصرية، فثمن إجباره على خلع الحذاء الذي رفعه في وجه اهل غزة وإستعماله على نحو ما من مليونير سعودي لدقيقة وصل لنصف مليون ريال سعودي وهي تقارب 30 ألف دولار.
دعوني بمناسبة الحديث عن عكاشه أعدل في عبارتي الاولى وأصارحكم: بيستاهل هذه الشماتة، وهذه رسالتي لأمثال صاحبنا.. نعم أنا أشمت بك وأمثالك مكانهم دوما «بره».

المالكي وكربلاء

بدا الدكتور نوري المالكي مفلسا تماما على شاشة العراقية وهو يخطب مطالبا بتحويل كربلاء إلى قبلة لكل المسلمين في العالم لأن فيها «سيدنا الحسين».. أنا شخصيا وفقا لسؤال أمير موسوي الشهير لفيصل القاسم لست غاضبا من سيدنا الحسين، ولا أعتقد أنه يوافق على ما يفعله المالكي بالسنة والشيعة معا في العراق.
تصوري أن كربلاء تريد الإسترخاء والإستقرار أكثر من أي شيء آخر، فالمدن المقدسة تحتاج لتلك الطاقة الروحية، التي تبث الإرتياح في روح المؤمنين والزوار وكربلاء لا تعايش ذلك الآن في ظل الحشد والحقن الطائفي.
صديق مطلع يتحدث عن أبواب رئاسة الوزراء العراقية التي «يدفشها برجله» السيد احمد المالكي نجل رئيس الحكومة السائر في ما يبدو على خطى «علاء مبارك» وكل أولاد الطبقة المقدسة من زعماء هذه الأمة الراحلين والباقين.
وفقا للصديق نفسه يمكن قراءة ما يفعله المالكي عبر تسليط الضوء على ما يفعله ولده أحمد، والله من وراء القصد.

أين الوطن البديل؟

عذرا لا أستطيع تفويت ملحمة الصمود والبطولة في غزة دون الإشارة للعظة الأكبر التي لفت النظر لها أحد المتحدثين في فضائية الأقصى وهو يؤكد بأن غزة قررت الصمود ولن تغادر او تخضع.
ثمة فئة في بلادي الأردن ليست مسرورة إطلاقا بإنجازات المقاومة ومغتاظة من إسرائيل وحتى من الشهداء بعيدا عن الحسابات السياسية.
وهي حصريا الفئة التي إحترفت ترديد نغمة وإسطوانة «الوطن البديل» والتي لا يوجد لديها «بضاعة» من أي نوع تبيعها لو سقطت مقولة الوطن البديل.
ليس فقط ما تقوله لنا ملحمة غزة فقد أسقط خيار الإنتقال والخضوع بالنسبة للفلسطيني المتشبت بحياته حتى لو فقد كل شيء بل أسقطته أيضا تلك الإنفعالات التي أشارت لها محطة «بي بي سي» وهي تتحدث عن مسيرات التضامن مع المقاومة في الشارع الأردني، حيث هتف اللاجئون الفلسطينيون في الأردن»مرتاحون جدا قياسا بكل أمثالهم».. هتفت بقوة وبنحو 13 مخيما وبنفس التوقيت وبحنجرة قوية قائلين لملك الأردن «شيل العسكر عن الحدود… اللاجيء قرر يعود».
بربكم أيها الرخويات في القاهرة وعمان وكل عواصم العرب: هل ما ترونه في غزة يؤشر على شعب يقبل بإستبدال ولو ذرة تراب من فلسطين؟!

تنظير الأمير تركي

إستنادا إلى ما ألمحت له محطة «العربية» إنضم الأمير تركي بن عبد العزيز إلى المتحدثين عن «عبثية» الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، وهم كثر في محيط الرئاسة الفلسطينية وخصوم الحركة الإسلامية، وكأن إسرائيل تنتظر مبررات لقتل الشعب الفلسطيني على أساس عقائدي؟!
كان يمكن لكلام الأمير تركي أن يبرز كرأي خبير فيه وجهة نظر لو قالت بلاده رسميا ولو كلمة واحدة بحق أطفال المسلمين الذين يقتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أو لو صدر مجرد «بيان» من أي نوع بخصوص المذبحة المستمرة .

٭ مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كلثوم زبير المغرب:

    سلام.سبحان الله عادل امام معروف بعداءه للاسلام.

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    كما تم فضح جماعة المقاومة والممانعه بسوريا
    تم كذلك فضح جماعة الكفته والفلاتر بمصر

    غزة تبقى العزه

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

    مقال قوي هذا الأسبوع وفي مكانه ووقته ، مباشر دون مجاملات ، بالعراقي نقول “بالكصة” … اي كأنه طلقة في الجبين.

    فقط اود ان أشير الى المالكي لا يحمل شهادة دكتوراه ، وإنما بكالوريوس حسب رواية و ماجستير وفق رواية اخرى في اللغة العربية!! و هو ينتمي كما هو معروف الى حزب الدعوة “الإسلامي” كما يفترض! لكنه فاشل فشل ذريع في اللغة العربية اثناء خطاباته و يلحّن لحن فاضح في الكلمات ، كما انه نسب مرة كلمة “الحالقة” الى آية في القرآن و قال كما عبر عن ذلك القرآن!
    فان كان هذا الرجل هكذا في مجال اختصاصه وإنتماءه ، فبالله عليكم كيف يمكن تخيله في منصبه لمدة 8 سنوات ويستقتل الآن على 4 اخرى !! ناهيك عن إمساكه لوزارات سيادية عدة مثل الداخلية والدفاع!
    النتيجة الواضحة هي ما وصل اليه البلد من نتائج لم يصلها طيلة تأريخة من تمزق و تشرذم واهانات لواحد من اعرق الجيوش العربية على يد ن يتاجر بقضية الحسين عليه السلام و رضي الله عنه.

    ملحوظة هامشية ، محمد امام ذكر ايضا و بشكل خارج السياق أسم تركيا ايضاً كأحد اطراف المؤامرة المزعومة.

  4. يقول سعيد ، فلسطين:

    أنا معك فيما تقول …ولكن أخالفك في قضية التافه عكاشة …فهو وأمثاله لا يستحقون الذكر وهم أحقر من أن نعير أفواههم الصهيونية أي اعتبار …أما النفاق …فحدث عنه ولا حرج في مصر …
    وكل عام وغزة والمقاومة فيها بألف خير

  5. يقول بسام - امريكا:

    مع احترامي الخالص للسيد بدارين، اعتقد ان قراءته لتعليقات عادل امام قد اخطء،ت في هذه المره، فمعروف عن الرجل وقوفه بجانب القضيه الفلسطينيه منذ كامب ديفد، الكثير من متابعي الجزيره يلاحظون انحيازها للاخوان المسلمين و عدم حياديتها في الملف المصري ومع ذلك اعتقدان المصريين يشاهدون الان قناة الجزيره لمتابعة احداث غزه، انا لا اشك ان كل الشرفاء المعارضين للاخوان يتالمونمن مواقف حكومه السيسي تجاه المقاومه الفلسطينيه واتمنا ان يكون عادل امام منهم، حماس فريق اصيل من الشعب الفلسطيني وانا واثق بان كل الاتهامات بمشاركة حماس في قتل جنود مصريين و اي جراءم اخرى هي مجرد دعايه لتبرير اغلاق معبر رفح و هدم الانفاق والاهم هو سلخ مصر من التزامتها القوميه والوطنيه اتجاه فلسطينا، لا يمكن ان نحمل الشعب المصري مسؤلية الموقف المخذل الذي تتخذه حكومة السيسي

  6. يقول abu salem-USA:

    تعليقا

    على هذا المقال الرائع لكاتبنا الرئع سلم لسانه اقول التالي
    1-سواء عادل امام او غيره من المسميين فنانين من تمثيل او غناء لقد انكشفوا وتعروا وهذا يرجع لعدة اشياء اما الجهل او عبادة الحاكم لجمع الاموال اي السبوبة
    2-عدم الحس الوطني والشعور مع الشعب الفقير وهذه تسمى في اعراف الدول وبكل اللغات خسة ودناءة
    3-سوف يجلب لهم سخط الشعوب العربية في كل مكان ويمكن ان يعرضهم لاخطار لا تحمد عقباها انا لا احرض بل انصح وانبه

  7. يقول على نور الله:

    لا افهم لماذا الامير تركى لا يعتبر صواريخ المعارضة السورية على رؤوس المدنيين السوريين و على ارزاقهم عبثية ، بينما صواريخ المقاومة على الصهاينة عبثية ؟؟؟؟؟

  8. يقول محمد:

    للتصحيح فيديو طرد عكاشة قديم مع الشكر

  9. يقول محمد الأغا - نيو برنسويك - كندا:

    تصحيح آخر مبلغ النصف مليون ريال يساوي تقريبا ١٢٥ ألف دولار أمريكي وليس ٣٠ ألفا

  10. يقول رامي مجدي:

    مقال وتحليل منطقي يا استاذ بسام البدارين,, ارى ان هذا العكاشه اخذ اكبر من حجمه,, اعتقد ان حجم عكاشه لا يساوي الا الحذاء الذي رفعه بوجه اهل غزه ومن يتضامن مع اهل غزه من المصريين الشرفاء ,,, مع الاسف عادل امام معروف منذ زمن كرهه للاخوان خاصة وهذا معروف للكل

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية