ليبرمان يعود الى الواجهة

حجم الخط
0

‘تتلخص قصة ليبرمان في الحسم المصيري: هل سيذهب الى البيت أم يستعد من جديد لاحتلال الحكم من اليمين. ادانة جارفة مع وصمة عار وكل الباقي يمكن ان يؤدي الى كل انواع التقلبات، ولكن بقدر ما يبدو الامر غريب فان الامكانية بالذات ان يواصل ليبرمان حياته السياسية هي امكانية أكثر تشويقا. كما أن هناك احتمالا غير قليل ايضا في أن يسمح قرار المحكمة بمواصلة حياته السياسية.
أحيانا يكون صعبا علينا أن نفهم او نتوقع خطوات ليبرمان إذ ثمة جمهورا كبيرا جدا في البلاد يعيش سياسة اخرى بلغة اخرى، بالمعنى المختلف لهذه الكلمة. ويبدو مع ذلك أن ليبرمان، الذي ضعف جدا كجهة سياسية في أعقاب رفع لائحة الاتهام ضده والفشل في الانتخابات، لن يفجر الحكومة بسبب إدانة تستبعده. في هذه اللحظة فانه مرة اخرى في ذروته. بعد هذه الايام من الانتظار عاد ليكون ذا صلة، وبالذات بعد فشل آخر في الانتخابات البلدية.
من وجهة نظر ليبرمان يوجد اعتباران مركزيان: الاول الاعتبار الانتخابي السياسي. الثاني، الاعتبار الوطني الاستراتيجي. الاعتبار الوطني الاستراتيجي يتغلب لديه على أي اعتبار، ناهيك عن أنه يندمج بالاعتبار السياسي. فليبرمان يعرف بان مسألة ايران والمسألة الفلسطينية تدخل في فترة حافة حرجة، وذلك بسبب المفاوضات وبسبب التقدم الايراني نحو القنبلة على حد سواء. الافضل من ناحيته العودة الى دائرة اصحاب القرار. الاعتبار السياسي يقول باتجاه توثيق العلاقة مع البيت اليهودي، ربما لدرجة الحلف، في اطار الائتلاف.
سيكون مشوقا أكثر بالذات اذا ما شعر ليبرمان غدا بالجنة. ‘كل شيء جنة’ معناه انه انطلقت رصاصة صراع الخلافة على قيادة اليمين في مدى سنتين وحتى خمس سنوات. هذه لن تكون محاولة للاطاحة بنتنياهو بل استعدادا لمعارك الخلافة المستقبلية. سيكون الوقت الان مناسبا لاحتلال المواقع وعقد التحالفات، وبعد نحو سنتين يطرح نفتالي بينيت، ليبرمان وبوغي يعلون التحدي العلني لبنيامين نتنياهو، كل واحد حسب طريقته واسلوبه.
توثيق العلاقة بين ليبرمان وبينيت معناه محاولة اولى وربما منذ الانتخابات القادمة لاحتلال الحكم من اليمين، على اساس انتخابي يميني فقط. حتى اليوم نجح الليكود في احتلال الحكم من اليمين عبر الوسط. هذا الربط او غيره مع محافل الوسط في الخريطة السياسية لاسرائيل. توجد مؤشرات، يبثها اساسا نفتالي بينيت، بانه في المعركة التالية على الحكم ستكون محاولة اولى لاحتلال الحكم بقوة يمينية فقط. ليبرمان سيرغب في أن يكون هناك. أمر آخر كفيل بان يكون على جدول الاعمال هو ضم شاس بمبادرة ليبرمان الى الحكومة. الائتلاف الذي فشل في القدس سيحاول بناء نفسه في الحكومة. وستصبح الحكومة يمينية اكثرية ليس فقط لان ليبرمان سيعود الى حقيبة الخارجية وسينفخ في قربة تسيبي لفني المسؤولة عن الملف الفلسطيني، بل وايضا بسبب شاس، اذا ما عادت الى الحكومة. الحكومة لن تصبح بالضرورة حكومة صقور في أكثريتها. فالظهور الموحد نسبيا لزعامة شاس، درعي وايلي يشاي، بعد وفاة الحاخام عوفاديا، يشير في هذا الاتجاه. المعضلة في كيفية الرد ستنتقل الى جانب يئير لبيد ولفني.

معاريف 5/11/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية