طرابلس – «القدس العربي» اجتماع جديد تستضيفه العاصمة التونسية، الخميس، ضمن اجتماعات مجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن مؤتمر برلين، الذي شارك في رئاسته الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد اللهِ باتيلي، بالتعاون مع فرنسا، وخصص لدراسة الخطوات المقبلة في تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار، وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية الليبية، وتأمين الانتخابات.
ووفق بيان أصدرته البعثة الأممية مساء الخميس، فقد حضر الاجتماع كل من رئيس الأركان العامة في حكومة الوحدة الوطنية الفريق محمد الحداد، وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، ورؤساء مجموعة العمل المشاركين ممثلين عن المملكة المتحدة وتركيا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي، وممثلي عدد من الدول الأعضاء في عملية برلين من أجل ليبيا.
وقال بيان البعثة الأممية إن النقاش خلال الاجتماع ركز على التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك مراقبة وقف إطلاق النار، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، بالإضافة إلى انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية وتشكيل قوة عسكرية مشتركة.
وكشف باتيلي خلال الاجتماع أن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 ستعقد اجتماعاً بحضوره في مدينة سرت يوم 15 يناير كانون الأول 2023، وذلك لإجراء مزيد من المباحثات بشأن جوانب عالقة محددة من اتفاق وقف إطلاق النار وتفعيل الآليات ذات الصلة.
وناشد بايتلي في كلمته الافتتاحية، المشاركين الوقوف وقفة واحدة لمساندة السلطات والمؤسسات الليبية المستعدة للسير بالبلاد نحو مستقبل أفضل وأكثر استقراراً من خلال وضع أجنداتهم الشخصية جانباً لصالح وطنهم وشعبهم.
وقال إنه منذ تأجيل موعد الانتخابات في العام الماضي، لم يُحرز سوى القليل من التقدم أو لم يُحرز أي تقدم بشأن القضايا العالقة المتبقية، مشدداً على أن الوضع القائم لم يعد مقبولاً، وأكد كذلك.
وأكد باتيلي أن الانتخابات أمر بالغ الأهمية بالنسبة لليبيين الذين سئموا من أساليب التسويف التي استخدمها البعض من قادتهم مذكراً بأن ما يناهز ثلاثة ملايين ناخب تم تسجيلهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وأنهم يطالبون بحقهم في اختيار قادتهم.
وتحدث عن انسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، حيث أشار إلى أن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 أبدت مستوى نسبياً من الجاهزية في مجال تطبيق الآليات الليبية لمراقبة وقف إطلاق النار، إلا أن إطلاق العملية يتطلب إرادة سياسية وإجراءات حاسمة .
وتابع باتيلي أن اللجنة العسكرية المشتركة اتفقت على تهيئة الظروف المناسبة لتفعيل عمل وحدة مراقبة وقف إطلاق النار التابعة للبعثة من مدينة سرت بغية تعزيز الثقة بين الطرفين والتقدم فيما يتعلق بتدريب المراقبين المحليين .
وأضافت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في ختام بيانها إلى أن مسؤولين في وزارة الداخلية قدموا أثناء الاجتماع عرضاً يظهر استعدادهم لتنفيذ خطة لتأمين الانتخابات، حيث يعكس مستوى عالياً من التنسيق مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.
وأكد باتيلي في كلمته أن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) حققت إنجازات مهمة، وهي في وضع فريد لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار، معلنة أنها قد وافقت على الاجتماع مرة أخرى بحضوري في سرت في 15 يناير، لمناقشة جوانب محددة متبقية من اتفاقية وقف إطلاق النار.
وعرض الخطوات الجديدة التي اتخذتها اللجنة العسكرية المشتركة، وقال: «بحضوري، صادقوا يوم أمس على اختصاصات اللجنة الفنية الفرعية المعنية بنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج»، وذلك لوضع معايير لتصنيف المجموعات المسلحة وفقاً للبند الرابع من اتفاقية وقف إطلاق النار المتعلق بتصنيف المجموعات المسلحة.
وتابع أن أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة أوصوا كذلك بالبدء بالحوار مع قادة المجموعات المسلحة لمناقشة مصيرهم وإيجاد حلول مجدية. واتفقوا على إنشاء لجنة فنية فرعية تعنى بتنفيذ هذه المهمة، لافتاً إلى أنه جدد بدوره التأكيد على استعداد البعثة لتقديم الدعم الفني بموجب تفويض البعثة، كما تبين قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة .
ورأى باتيلي أنه يتعين أن تكون عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج قائمة على حلول ليبية يُتوصل إليها عبر المفاوضات وليس عبر الحلول العسكرية، مشدداً على ضرورة الاهتمام ببناء الثقة بين الأطراف المعنية من الليبيين وأن تضطلع المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية أيضاً بدور أساسي مع دعم هذه الجهود.
كما قال الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، إنه وسّع نطاق مشاوراته مع الأطراف الإقليمية الفاعلة لحثها على تقديم الدعم للجهود الليبية لإيجاد حلول توافقية لقيادة البلاد نحو الانتخابات ولوضع حد لأزمة الشرعية التي يواجهونها.
وتابع: «منذ وصولي إلى ليبيا قبل أقل من شهرين، ركزت اهتمامي على اللقاء بالليبيين من مختلف الأطياف ومن جميع أنحاء البلاد، للاستماع إلى شواغلهم بشأن الوضع في بلدهم والاستماع إلى آرائهم حول سبل تجاوز الأزمة تم تسجيل ما يقرب من ثلاثة ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، مطالبين بحقهم في اختيار قادتهم».