قبل أن تدوسكم أقدام المارينز وفيالق فرنسا وتجبركم قسراً على تعاطي الانسانية.. اقترفوا السلام وأحبوا وطنكم! ثورة فبراير اعادت انتاج القبلية بنظام ‘ديجتال’ وفرقت الليبيين .. وحولت المدائن الي سجون اجتماعية بامتياز.. واعاد الليبيون سيناريو مدائن اليونان القديمة بكل تفاصيله من ملاحم واساطير وبطولات مدائنية.. واضحت الثورة وسيلة اقصاء لسوء ادارتها.. وكان! ثورة ‘مهدي زيو’ تخلت عن ثوبها الانساني الذي ارتدته في بنغازي حالما وطئت تراب طرابلس! بالشرق الليبي لم تكن الثورة للعبيدات او البراعصة او المغاربة او الفواخر او ورفلة او الزوي.. ولم تحمل اسم قبيلة او تتقمصها.. ولكنها غرب ليبيا فعلت كل هذا وصار لعلم ليبيا اشقاء وشركاء، ولاسمها انتماءات قبائلية وللثورة عشيرة.. وللانسانية فيها ماضٍ محشو بالثأرات والاحقاد، وامسى طريق المستقبل عبر العودة الي الماضي! تاريخ ليبيا كتبه الطليان.. وارشيف روما ومركز الدراسات التاريخية مكتظ بقوائم من تقاضوا مرتبات من حكومة ايطاليا، والحقائق التي اخفاها نظام القذافي سترى النور عما قريب.. وسيموت احياء ويبعث اموات على ارض التاريخ وفي سمائه، فلا تدمنوا التبجح قبل ان تعلموا الحقيقة! كنت ثورة.. واصبحت لا شيئ لأن براعة المتسلقين فاقت طهارة الثوار.. والدرب الثوري اصعب واطول من درب المال والسلطة.. وإحداث التغيير والتجديد وابتكار تفاصيل المستقبل اعسر من عمليات نسخ الامس والصاقه في الغد، ودراما السذاجة التي نعيشها واقعاً ونتقزز ممن يؤدونها بوله.. ورائحة الفقر العابقة لا يمكن اخفاؤها بهدر بواخر البترول على الارضفة.. والتقاعص عن تصحيح مسار الثورة وتهذيبها واعادة نسختها الاولى الانسانية البنغازية اقل تكلفة من السمسرة الفاضحة بآلام الانسان الليبي والوطن! قولاً وعملاً ليكن الاسلام منهجنا.. وليذهب الجمــــيع طلقاء وليحكـــــمنا ‘معاوية جديد’ طليــــق ابن طليــق أن كان ذلك في خير البلاد والعباد.. ولنراهن بايماننا وبراءتنا على خلق المستقبل بنكهة ليبية اصيلة بدل التسول في عواصم الخليج واوروبا.. وليكن المجد لنا عملاً وليس ميراثاً قديماً تخالجه الشكوك! عبدالواحد حركات