ليبيا‭: ‬المشري‭ ‬يؤكد‭ ‬تعرض‭ ‬عقيلة‭ ‬لضغوط‭ ‬تعيق‭ ‬التوافق

نسرين‭ ‬سليمان
حجم الخط
0

طرابلس‭ ‬ـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭ : ‬ملامح‭ ‬خلاف‭ ‬جديد‭ ‬تتضح‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬بين‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والدولة،‭ ‬النظيرين‭ ‬الليبيين‭ ‬المنوط‭ ‬بهما‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬الدستورية‭ ‬للانتخابات‭ ‬المرتقبة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬ليبيا‭. ‬
سجل‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الخلافات‭ ‬لم‭ ‬تكتب‭ ‬له‭ ‬نهاية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬المجلسين‭ ‬أثناء‭ ‬محاولة‭ ‬تنفيذ‭ ‬كافة‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬المشتركة‭ ‬بينهما‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬السياسي‭ ‬الليبي،‭ ‬ابتدأ‭ ‬بخلاف‭ ‬المناصب‭ ‬السيادية‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وانتهى‭ ‬بخلاف‭ ‬القاعدة‭ ‬الدستورية‭. ‬
ورغم‭ ‬الخلاف‭ ‬الواضح،‭ ‬مازال‭ ‬المجلسان‭ ‬يعملان‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬تقدم‭ ‬لوضع‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬وقاعدة‭ ‬دستورية‭ ‬متفق‭ ‬عليها،‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬صحة‭ ‬وجود‭ ‬ضغوط‭ ‬دولية‭ ‬للدفع‭ ‬بليبيا‭ ‬نحو‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭. ‬

وسط‭ ‬قلق‭ ‬أممي‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬إحراز‭ ‬أي‭ ‬تفاهمات

في‭ ‬تصريحات‭ ‬جديدة‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدولة‭ ‬خالد‭ ‬المشري،‭ ‬الأربعاء،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المستشار‭ ‬عقيلة‭ ‬صالح‭ ‬عارض‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬وثيقة‭ ‬التفاهمات‭ ‬التي‭ ‬توصلا‭ ‬إليها،‭ ‬وأنّ‭ ‬هناك‭ ‬نسخة‭ ‬منها‭ ‬لدى‭ ‬الوسطاء‭ ‬الإقليميين،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يسميهم‭.‬
وتابع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حديث‭ ‬عقيلة‭ ‬أمام‭ ‬النواب‭ ‬مختلف‭ ‬عما‭ ‬اتفقنا‭ ‬عليه‭ ‬بتأثير‭ ‬رفض‭ ‬بعض‭ ‬الأعضاء‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬تعرض‭ ‬لضغوط‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬القاهرة،‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬أطرافاً‭ ‬محلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬مارست‭ ‬ضغوطاً‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬عقيلة‭ ‬صالح‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭.‬
وأشار‭ ‬المشري‭ ‬أنه‭ ‬مستعد‭ ‬للقاء‭ ‬عقيلة‭ ‬صالح‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬شرط‭ ‬توثيق‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬وتوقيعه،‭ ‬متابعاً‭: ‬‮«‬لم‭ ‬أوقع‭ ‬على‭ ‬الوثيقة‭ ‬الدستورية‭ ‬في‭ ‬مخرجات‭ ‬اتفاق‭ ‬القاهرة‭ ‬ولن‭ ‬أمضي‭ ‬بأي‭ ‬خطوة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬دون‭ ‬اتفاق‮»‬‭.‬
وأردف‭: ‬‮«‬كلما‭ ‬سرنا‭ ‬خطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬مشاوراتنا‭ ‬نرجع‭ ‬خطوتين،‭ ‬والنتائج‭ ‬في‭ ‬المحصلة‭ ‬سالبة،‭ ‬أيدينا‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬ممدودة‭ ‬للحوار،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتراجع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‮»‬،‭ ‬مضيفاً‭ ‬إن‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة‭ ‬اقترح‭ ‬إضافة‭ ‬40‭ ‬مقعداً‭ ‬جديداً‭ ‬للبرلمان‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬السابق،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موقفه‭ ‬بشأن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬استقالة‭ ‬المتقدم‭ ‬لانتخابات‭ ‬الرئيس،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬عقيلة‭ ‬صالح‭.‬
وقال‭ ‬إن‭ ‬المادة‭ (‬31‭) ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬الوثيقة‭ ‬الدستورية‭ ‬تحدد‭ ‬راتب‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والشيوخ‭ ‬عند‭ ‬24‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬شهرياً،‭ ‬منوهاً‭ ‬بأن‭ ‬مشروع‭ ‬الوثيقة‭ ‬يمنح‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬المنتخب‭ ‬صلاحيات‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للجيش‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة،‭ ‬وصلاحية‭ ‬حل‭ ‬المجلسين‭.‬
وتابع‭ ‬أن‭ ‬حسم‭ ‬خلاف‭ ‬ترشح‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية‭ ‬ليس‭ ‬محل‭ ‬توافق‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والدولة،‭ ‬لكنه‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬نقاط‭ ‬النزاع‭ ‬ليست‭ ‬بين‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والدولة،‭ ‬بل‭ ‬بين‭ ‬تيارين‭ ‬سياسيين،‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬منع‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭. ‬
وحول‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة،‭ ‬قال‭ ‬المشري‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬توافقاً‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬حول‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬موقتة‭ ‬بحقائب‭ ‬محددة،‭ ‬داعياً‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬الدبيبة‭ ‬قائلاً‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬رغب‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬فليتقدم‭ ‬مثل‭ ‬المترشحين‭ ‬الآخرين‮»‬‭.‬
ولم‭ ‬يمض‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬الكثير‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬المشري‭ ‬استئناف‭ ‬الحوار‭ ‬مجدداً‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بعد‭ ‬تعليقه‭ ‬بسبب‭ ‬تجاوز‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لصلاحياته‭ ‬وتصويته‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬غضب‭ ‬المشري‭ ‬ودعاه‭ ‬إلى‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تعليق‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬عقيلة‭ ‬صالح،‭ ‬الذي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬سحب‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬ترضيةً‭ ‬للمشري‭. ‬
وبعد‭ ‬استئناف‭ ‬الحوار‭ ‬والإعلان‭ ‬الثنائي‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬عن‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬إحالة‭ ‬القاعدة‭ ‬الدستورية‭ ‬للتوافق‭ ‬حسب‭ ‬نظام‭ ‬كل‭ ‬مجلس،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬خارطة‭ ‬طريقة‭ ‬بتواريخ‭ ‬واضحة،‭ ‬فقد‭ ‬عقب‭ ‬ذلك‭ ‬تصريحات‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬قائماً‭. ‬
وفي‭ ‬جلسة‭ ‬عقدها‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الليبي‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬ودعا‭ ‬لها‭ ‬مسبقاً،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عقيلة‭ ‬صالح‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لمجلس‭ ‬الدولة‭ ‬إصدار‭ ‬وثيقة‭ ‬دستورية‭ ‬أو‭ ‬إعلان‭ ‬دستوري؛‭ ‬لأن‭ ‬دوره‭ ‬استشاري‭ ‬فقط‭.‬
ودعا‭ ‬عقيلة‭ ‬صالح،‭ ‬خلال‭ ‬كلمته‭ ‬بجلسة‭ ‬المجلس،‭ ‬الأعضاء‭ ‬إلى‭ ‬حضور‭ ‬جلسة‭ ‬تعديل‭ ‬الإعلان‭ ‬الدستوري،‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬لن‭ ‬نقع‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬أحد‮»‬،‭ ‬موضحاً‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬أرسل‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة‭ ‬13‭ ‬ملفاً‭ ‬خاصاً‭ ‬بقوائم‭ ‬المناصب‭ ‬السيادية،‭ ‬لكن‭ ‬الأخير‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬عليها‭ ‬سلباً‭ ‬أو‭ ‬إيجاباً‭.‬
وتابع‭: ‬‮«‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة‭ ‬يستخدم‭ ‬الفيتو‭ ‬ضد‭ ‬قرارات‭ ‬البرلمان،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬البرلمان‭ ‬هو‭ ‬الجسم‭ ‬التشريعي‭ ‬الوحيد،‭ ‬ومجلس‭ ‬الدولة‭ ‬جسم‭ ‬استشاري‮»‬،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تعديل‭ ‬الإعلان‭ ‬الدستوري‭ ‬سيخرج‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬الراهنة،‭ ‬داعياً‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬جريئة‭ ‬وشجاعة‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬تقاربه‭ ‬مع‭ ‬المشري‭ ‬‮«‬تقارب‭ ‬لفظي‭ ‬دون‭ ‬أفعال‮»‬‭.‬
ويتركز‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والدولة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬شروط‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات،‭ ‬بينما‭ ‬يدعو‭ ‬عقيلة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬للجميع‭ ‬حتى‭ ‬العسكريين‭ ‬ومزدوجي‭ ‬الجنسية‭ ‬وفاء‭ ‬لحليفه‭ ‬حفتر‭ ‬صاحب‭ ‬الجنسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والمعين‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬قبله‭.‬
ويقول‭: ‬‮«‬ربما‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬مستقرة‭ ‬قد‭ ‬نضع‭ ‬قاعدة‭ ‬لا‭ ‬تعطي‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الترشح‭ ‬إلا‭ ‬لاثنين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة،‭ ‬أما‭ ‬نحن‭ ‬ففي‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الانشقاق،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬يصرح‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدولة‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬حسم‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬ورفض‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬ترشح‭ ‬الفئتين‭. ‬
وعلى‭ ‬نقيض‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الجسمين،‭ ‬زرع‭ ‬صالح‭ ‬بصيص‭ ‬أمل‭ ‬بحديث‭ ‬آخر‭ ‬له‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬إنه‭ ‬ستُشكل‭ ‬لجنة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬لجنة‭ ‬الحوار‭ ‬السابقة،‭ ‬وسيُجري‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والدولة‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل‭ ‬أو‭ ‬قبله‭. ‬
الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬باتيلي،‭ ‬وبعد‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬الجزائر‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬بمسار‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬للأزمة‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الانقسام‭ ‬الداخلي،‭ ‬والعجز‭ ‬عن‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬مشتركة،‭ ‬فيما‭ ‬اعترض‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سموه‭ ‬‮«‬التدخلات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الليبي‮»‬‭.‬
وقال‭ ‬بعد‭ ‬لقائه‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائري‭ ‬رمطان‭ ‬لعمامرة،‭ ‬لبحث‭ ‬جهود‭ ‬تسوية‭ ‬الأزمة‭ ‬الليبية،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬للتلفزيون‭ ‬الرسمي‭ ‬الجزائري،‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬أي‭ ‬تطور‭ ‬ملحوظ‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬لالتزام‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بليبيا‭ ‬لوضع‭ ‬حدّ‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‮»‬‭.‬
وحثّ‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬بتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‮»‬،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الفاعلين‭ ‬الدوليين‭ ‬التكلم‭ ‬بصوت‭ ‬واحد‭ ‬ودعم‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬ليبيا‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬المغاربي‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬شرعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسار‭ ‬ديمقراطي‮»‬‭.‬
ورد‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدولة‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬باتيلي‭ ‬ببيان‭ ‬مشترك‭ ‬دعوا‭ ‬فيه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬التدخلات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الليبي،‭ ‬ودعم‭ ‬الحلول‭ ‬الليبية‭-‬الليبية،‭ ‬مؤكدين‭ ‬عزم‭ ‬المجلسين‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬محددة‭ ‬بإطار‭ ‬زمني‭.‬
وقد‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬المشترك‭ ‬عقب‭ ‬انتهاء‭ ‬اجتماع‭ ‬جمع‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬المجلسين،‭ ‬برئاسة‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬النواب‭ ‬فوزي‭ ‬النويري،‭ ‬والنائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدولة‭ ‬ناجي‭ ‬مختار،‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬طرابلس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬لمناقشة‭ ‬‮«‬مستجدات‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي،‭ ‬وكيفية‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الانسداد‭ ‬الذي‭ ‬جمد‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تسارع‭ ‬أحداث‭ ‬دولية‭ ‬لها‭ ‬تأثيرات‭ ‬بالوضع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‮»‬‭. ‬ووفقاً‭ ‬لما‭ ‬نقله‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بليحق‭ ‬عبر‭ ‬صفحته‭ ‬في‭ ‬‮«‬فيسبوك‮»‬‭.‬
وأكد‭ ‬الأعضاء،‭ ‬في‭ ‬بيانهم،‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬اللقاءات‭ ‬وتوسيعها‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬تتم‭ ‬صياغة‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬محددة‭ ‬بإطار‭ ‬زمني‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‮»‬،‭ ‬وأنهم‭ ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬نقاط،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬التأكيد‭ ‬أنّ‭ ‬البلاد‭ ‬تمر‭ ‬في‭ ‬‮«‬مرحلة‭ ‬مفصلية،‭ ‬وتحتم‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬المجلسان‭ ‬كمؤسـستين‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬الفاعلة‭ ‬على‭ ‬اتساع‭ ‬البلاد،‭ ‬سياسياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬وأمنياً،‭ ‬وأن‭ ‬تتحمل‭ ‬جميعها‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬الوطنية‭ ‬والتاريخية‮»‬‭.‬
‭ ‬واعتبر‭ ‬الأعضاء‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬تمرّ‭ ‬به‭ ‬البلاد‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحميل‭ ‬المسؤولية‭ ‬فيه‭ ‬للمجلسين‭ ‬فقط‮»‬،‭ ‬مقرّين‭ ‬بأنّ‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬تضامنية‭ ‬وتشمل‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأطراف‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الليبي‮»‬‭. ‬

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية