ليبيا: تراجع الغارات على طرابلس بعد استهداف طائرات «الوفاق» لقاعدة جوية

حجم الخط
0

تونس ـ «القدس العربي»: قالت مصادر في طرابلس إن الاشتباكات تجددت أمس الخميس بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وقوات القائد العسكري للمنطقة الشرقية خليفة حفتر، لكنها اقتصرت على منطقة المطار الدولي، المقفل منذ 2014. وأوضحت أن عمليات القصف الجوي على مواقع في جنوب طرابلس تراجعت في اليومين الأخيرين، وعزت ذلك إلى استهداف قاعدة الجفرة الجوية، التي تسيطر عليها قوات حفتر، بضربات من طائرات بلا طيار، يُرجح أنها مُسيرة من قوات «الوفاق».

انتقادات شديدة في الكونغرس لحفتر… والسعودية تدعو السراج إلى القمة الإسلامية

على الصعيد السياسي اجتمع أمس رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي مع القائد العسكري للمنطقة الشرقية خليفة حفتر، بعد أسبوع من اجتماعه مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج. وذكرت مصادر مطلعة أن كونتي وحفتر بحثا الأوضاع في ليبيا، وتداعيات حرب العاصمة. وقال كونتي في تصريحات أدلى بها بعد الاجتماع «أعربت (لحفتر) عن قلق إيطاليا بشأن الوضع في ليبيا»، مضيفا «نريد وقف إطلاق النار ولدينا ثقة في المسار السياسي كحل للأزمة». وفي معرض رده على سؤال حول طمأنة حفتر إيطاليا بإنهاء النزاع، أجاب كونتي «لقد تحدثنا لفترة طويلة»، من دون إعطاء تفاصيل أخرى. وكان كونتي عبر عن معارضته لحرب طرابلس لدى استقباله السراج، مُطالبا بوضع حد لها فورا.
وأفادت المصادر أن حفتر غادر روما إلى باريس بعد ظهر أمس، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.وبالرغم من صراع الغريمين إيطاليا وفرنسا، فإنهما أكدتا في بيان مشترك مطلع الأسبوع الجاري «أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار» في ليبيا، ودعتا إلى «استئناف الحوار ضمن العملية التي تجري بقيادة الأمم المتحدة، بغية السماح للمواطنين الليبيين بتقرير مستقبلهم من خلال انتخابات ديمقراطية».
ونوه البيان المشترك إلى «أن تحسين وضع السكان المدنيين يشكل أولوية ويتطلب هدنة إنسانية»، مع التأكيد على ضرورة استناد العملية السياسية إلى «المبادئ والقواعد المتفق عليها في مؤتمري باريس وباليرمو ولقاء أبو ظبي»، مُضيفا «نفترض أن جميع الأطراف تنأى بنفسها، بشكل لا لبس فيه، عن الجماعات الإرهابية».
واستبعد الكونغرس الأمريكي التدخل العسكري لحل الأزمة في ليبيا، وقال تيد ديوتش، عضو الكونغرس الأمريكي، الأربعاء، خلال ترؤسه جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي حول الصراع في ليبيا، إن «الوضع على الأرض غير معلوم جيدا، وبالتالي فالتدخل العسكري سيكون صعبا في الوقت الراهن».

واتفق الحاضرون في الجلسة على أن «هجوم حفتر تسبب بمعاناة شديدة ومئات القتلى و66 ألف نازح، وتداعيات سلبية كبيرة محليا وإقليميا ودوليا، وسيعطي كذلك فرصة للإرهاب أن يتمدد».
وجاء في بيان الجلسة أن «الدور الحقيقي الفعال والمكلف بمكافحة الإرهاب قامت به القوات المتمركزة في مصراتة. أما خليفة حفتر، فليس مكافحا للإرهاب، بل هدفه الرئيس هو الاستيلاء على السلطة».
وطالب الحاضرون قيادة بلدهم بأن «تضغط على الإمارات وفرنسا والسعودية ومصر للكف عن دعم حفتر، وأن توضح أن الحل في ليبيا سياسي، ولن يأتي عن طريق ديكتاتورية عسكرية جديدة».
وقال عضو مجلس النواب، مالينوسكي، إنه «بناء على الدور الخبيث الذي يلعبه حفتر، فإن أعضاء اللجنة سيرسلون رسالة لوزير العدل ومدير أف بي آي FBI للتحقيق في جرائم الحرب التي قد تكون قوات حفتر قد ارتكبتها، والتي تستطيع العدالة الأمريكية التعامل معها، باعتبار أن حفتر مواطن أمريكي متورط في جرائم حرب، ويجب محاسبته على هذه الجرائم».
وقال الحاضرون إن «حفتر أثبت بأنه ساهم في تأجيج الصراع، وإن مؤيديه في شرق ليبيا يؤيدونه بدافع اليأس».
وفي السياق حضت فرنسا طرفي النزاع أيضا على «الالتزام بمخرجات (مؤتمرات) باریس وبالیرمو وأبوظبي» والالتزامات التي تعهدوا بها لتحقيق حل سلمي للصراع المستمر منذ الاطاحة بالزعيم الرحل معمر القذافي. وعبرت الناطقة باسم وزارة الخارجیة الفرنسیة أنیاس فون دیر مول، في مؤتمر صحافي أول من أمس الأربعاء في باريس عن أسفها «لعدم الانتهاء من (تنفيذ) اتفاق أبوظبي في مارس/ آذار الماضي»، الذي انهار بسبب إشعال اللواء المتقاعد حفتر الحرب في طرابلس، يوم الرابع من أبريل/ نيسان الماضي.
وردا على الاتهامات الموجهة لباريس بالانحياز إلى أحد طرفي الصراع، جددت فون دیر مول، التأكيد على «موقف بلادها المعروف والثابت، وهو أن الحل السیاسي فقط برعایة الأمم المتحدة هو الذي سیمكن من إنهاء النزاع في لیبیا» .
وفي معرض تعلیقها على الانتقادات التي وجهها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج لباريس بالانحياز للواء المتقاعد حفتر، أكدت أن فرنسا «تدعم حكومة الوفاق الوطني بقیادة فايز السراج». وأضافت أن «حكومة السراج تفتح قنوات الحوار مع جمیع الأطراف، لذا فإن باریس تحثها على استئناف المفاوضات والقبول بالوقف الفوري وغیر المشروط لإطلاق النار». وشددت على «ضرورة أن تستند العملیة السیاسیة، التي تعمل علیها فرنسا بلا هوادة، مع شركائها، وخاصة منهم الأوروبیین، إلى المبادئ والقواعد التي تم الاتفاق علیها في مؤتمرات باریس وبالیرمو وأبو ظبي».
هذا وتسلم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، فايز السراج، دعوة من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في أعمال القمة الإسلامية المرتقب عقدها في مكة نهاية الشهر الحالي.
وقالت إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية الليبية على صفحتها على فيسبوك: «تلقى فخامة السيد فايز مصطفى السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني دعوة من الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في أعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي التي ستعقد في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة الموافق 31 أيار / مايو 2019».
وخلفت المعارك التي تدور منذ الرابع من أبريل/ نيسان الماضي، جنوب العاصمة طرابلس 454 قتيلا و2154 جريحا، حسب منظمة الصحة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية