ليبيا: جدل تثيره قضية اعتقال ليبيين بجنوب إفريقيا بسبب نشاطات عسكرية مشبوهة وتقارير تؤكد تابعيتهم لحفتر

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس ـ «القدس العربي»: أثارت قضية عشرات من المواطنين الليبيين الذين اعتقلوا في جنوب إفريقيا أثناء ممارستهم لنشاطات مشبوهة داخل مزرعة جدلاً واسعاً وفتحت أبواب التصريحات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين خاصة بعد كشف تقارير صحافية عن تبعيتهم لحفتر في حين يستعد المتهمون للمثول أمام المحكمة.
وفي وقت سابق، أكد المفوض الوطني لشرطة جنوب إفريقيا، الجنرال فاني ماسيمولا، العمل على إجراء تحقيق شامل بشأن اعتقال 95 ليبيًا بعد مداهمة مزرعة قالت الشرطة إنها استخدمت كقاعدة عسكرية في مدينة وايت ريفر بمقاطعة مبومالانغا على بُعد نحو 360 كيلومترًا شمال شرق جوهانسبرغ.
وقال ماسيمولا، في بيان صادر عن الشرطة، إن فريقًا متعدد التخصصات يضم محققين ووحدات متخصصة شارك في مداهمة المزرعة، وأوضح أن هناك تحقيقات جارية في أنشطة مشبوهة مزعومة تجرى في المزرعة.
وأشار البيان إلى أن فريق المداهمة وجد المعتقلين الليبيين مقيمين في خيام عسكرية بالمزرعة، حيث عثر معهم على معدات تدريب عسكرية بما في ذلك أسلحة نارية مرخصة فضلًا عن مخدر الدجا والكوكايين، لافتًا إلى إرسال بعض المخدرات الأخرى إلى مختبر الطب الشرعي.
ولم يستبعد ماسيمولا احتمال استخدام المزرعة كموقع تدريب أمني كمعسكر تدريب عسكري غير قانوني، مشيرًا إلى العمل على تحديد الظروف المحيطة بكيفية حصول المعتقلين على تأشيراتهم.
وقبل ذلك، أعلنت الناطقة باسم شرطة جنوب إفريقيا، أثليندا ماثي، أن المتهمين الليبيين اعتقلوا في مزرعة بمدينة وايت ريفر لمخالفتهم قانون الهجرة. وأضافت أنهم قدموا معلومات زائفة في طلب التأشيرة إلى جنوب إفريقيا زاعمين أنهم جاؤوا للتدريب كحراس أمن، مشيرة إلى اشتباه الشرطة في كونهم يتلقون تدريبًا عسكريًا.
ويظهر تقرير مصور بثته قناة نيوز روم أفريكا الجنوب إفريقية خيامًا متراصة بجوار بعضها بداخلها أماكن مخصصة للجلوس، وخيامًا أخرى خضراء اللون مغلقة بالكامل يبدو وكأنها مجهزة للنوم.
ونقلت القناة عن مسؤول بالشرطة قوله إنهم عثروا بالمزرعة على مكان مخصص للرماية.
وفي أعقاب ذلك، قالت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية إنها تنفي تبعية مجموعة من 95 ليبيًا اعتقلوا في جنوب إفريقيا لها، مضيفة أنها كلفت المدعي العام العسكري وسفارة ليبيا في جنوب إفريقيا بالتواصل مع السلطات المعنية في جوهانسبيرغ لمتابعة ملابسات القضية.
وأضاف بيان الوزارة أنها على استعداد للمشاركة في التحقيقات وكشف ملابساته والجهات التي تقف وراءه. وأكدت على ضمان سلامة المواطنين المحتجزين وفق الاتفاقات والإجراءات الدولية ذات العلاقة، مشددة على إدانة كل الأعمال التي من شأنها تهديد سلم أو أمن أو سيادة الدول الجارة أو الصديقة.
فيما قال وزير الشؤون الداخلية في جنوب إفريقيا، ليون شرايبر، السبت، إنه يرحب باعتقال 95 ليبيًا في مقاطعة مبومالانجا والذين دخلوا البلاد بتأشيرات تم الحصول عليها عن طريق التزييف في تونس، وأكد أنه قرر إلغاء التأشيرات التي حصل عليها الليبيون، مشيراً إلى أنه تم الحصول على هذه التأشيرات عن طريق التزوير في دولة أخرى.
ونقلت تقارير صحافية، السبت، عن شرايبر تشديده على ضرورة احترام سيادة وقوانين دولة جنوب إفريقيا، وقال الوزير شرايبر احترموا قوانيننا، وإلا ستكون هناك عواقب.
وأوضح أن عملية واحدة في كل مرة، يجب علينا استعادة سيادة القانون، وبعد عملية مشتركة كبيرة قامت بها وزارة الداخلية وخدمة شرطة جنوب إفريقيا وسلطات إنفاذ القانون الأخرى، تعمل الإدارة على الأرض لضمان معالجة أي شخص ينتهك قوانين الهجرة من خلال المحكمة.
وقال موقع ديلي مافريك الجنوب إفريقي إن الليبيين الـ95 الذين احتجزتهم السلطات سيمثلون، الإثنين، أمام محكمة وايت ريفر الجزئية، حيث يواجهون تهماً تتعلق بمخالفة قانون الهجرة، بعد دخولهم جنوب إفريقيا بتأشيرات مزورة حصلوا عليها من تونس.
وكشف الموقع، الذي نسب معلوماته إلى مصادر لم يذكرها في جنوب إفريقيا، أن الليبيين الذي جرى اعتقالهم في معسكر للتدريب العسكري مرتبطون بخليفة حفتر، وتلقوا تدريبات على يد شركة محلية.
وأضاف أن الليبيين المعتقلين في موقع غير قانوني للتدريب العسكري كانوا يتلقون رواتب من القوات التابعة للمشير خليفة حفتر وكشف الموقع، نقلاً عن مصادر لم يذكرها، أنه على الأرجح أبلغت الولايات المتحدة سلطات جنوب إفريقيا بشأن موقع التدريب في وايت ريفر بسبب العلاقة التي تربط المشير حفتر بموسكو.
بينما كشفت جريدة سويتان اليومية في جنوب إفريقيا مزيداً من التفاصيل بشأن موقع التدريب العسكري في مدينة وايت ريفر، وما ارتبط به من اعتقال 95 ليبياً، حيث أشارت إلى أن سلوك هؤلاء في المنطقة أثار شكوك السكان المحليين، وأسهم في كشف موقع التدريب غير القانوني.
ونقلت الجريدة في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني الأحد، عن سكان في وايت ريفر أن بعضاً ممن جرى اعتقالهم كانوا دائمي التردد على حانات المدينة ومتاجرها، وافتعلوا كثير المشاكل مع الأهالي إلى درجة تهديدهم بإطلاق الرصاص الحي على بعض الشباب الجنوب إفريقي.
وفي أعقاب ذلك أفادت الشرطة الوطنية في جنوب إفريقيا، اليوم الثلاثاء، بأنه جرى تأجيل محاكمة الليبيين الـ95 المعتقلين، بعد مداهمة معسكر غير قانوني للتدريب العسكري في مدينة وايت ريفر، إلى 5 أغسطس المقبل.
وذكرت، في تدوينة عبر منصة إكس، أنه جرى تأجيل القضية إلى الخامس من أغسطس المقبل، على أن يظل الليبيون قيد الاحتجاز، وذلك بعد ظهورهم الإثنين أمام المحكمة الجزئية بالمدينة.
كما أوردت جريدة سويتان الجنوب إفريقية، الثلاثاء، أن المدعي العام، مارتن بريتز، طلب من المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى الشهر المقبل، بينما تسعى المحكمة إلى الاستعانة بخدمات مترجم عربي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية