ليبيا: غضب شعبي واسع عقب منع المصابين بالملاريا من لاعبي كرة القدم من السفر لتمكين آخرين بينهم ابن برلماني

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»: جدل كبير طغى على الأوساط المحلية في ليبيا عقب إصابة مجموعة كبيرة من لاعبي فريق كرة القدم المصغرة بمرض الملاريا بعد توجههم لنيجيريا للمشاركة في بطولة أفريقيا الأخيرة في رحلة استمرت 14 يوماً، وقد ظهرت أعراض الإصابة عليهم بعد عودتهم منها، وتوفي أحدهم متأثراً بهذا المرض.
فرغم وجوب التحصين ضد هذا المرض قبل الذهاب إلى هذه الدول، إلا أن أياً من اللاعبين تلقى التحصينات والتطعيمات اللازمة، مما جعل سلسلة التهم المتبادلة تستأنف، كل يلقي في اللوم على الآخر.
الأزمة تصاعدت مع وفاة أيمن النقريش، لاعب المنتخب الليبي لكرة القدم المصغرة، بمرض الملاريا والتي جعلت رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبد الحميد الدبيبة، ينعي في تغريدة عبر تويتر النقريش، وأوضح متابعته عن كثب تحقيقات اللجنة المشكلة من قبل وزير الرياضة عبدالشفيع اللاعب في واقعة وفاة النقريش، وما ستسفر عنه من نتائج.
النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور، وعقب هذه الحادثة، أمر بحبس رئيس الاتحاد الوطني لكرة القدم المصغرة حسين طويل، على خلفية وفاة اللاعب أيمن النقريش بمرض الملاريا، وبسبب الاتهامات التي وجهت له بالتقصير والإهمال.
وحسب مصادر مقربة من النائب العام، فقد علمت “القدس العربي” أن التحقيقات الأولية أظهرت وجود إهمال وتقصير، بسبب عدم اتخاذ الاتحاد الإجراءات الطبية والاحتياطية أثناء سفر بعثة المنتخب للمشاركة في بطولة إفريقيا في نيجيريا، الأمر الذي نتج عنه إصابة اللاعبين بمرض الملاريا ووفاة اللاعب .
إلا أن هذه الحادثة لم تحفز الحكومة لاتخاد إجراءات سريعة لعلاج المصابين الآخرين، بل ظلوا في المصحات الطبية الليبية لأسبوع كامل في ظل إهمال كامل لوضعهم الصحي الحرج.
ورغم الإعلان عن رغبة السلطات الليبية في إرسال البعثة إلى إيطاليا لتقي العلاج الكامل، إلا أن الرحلة قد تأخرت كثيراً، حتى ساد غضب شعبي في الأوساط المحلية.
جهاز الإسعاف الطائر الليبي أرجع تأخُّر رحلة علاج لاعبي منتخب كرة القدم المصغرة إلى إيطاليا، التي كانت مقررة منذ يوم الخميس الماضي وغادرت إلى روما الأربعاء، إلى عدم حصول اللاعبين على تصريح للعلاج، مشيراً إلى تشويه يتعرض له على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات “الكلوب هاوس”.
وأعلن مكتب الإعلام بالجهاز عن تنفيذه الرحلة الأربعاء، موضحاً أنه وأثناء الكشف الروتيني على الراكبين، تبين إصابة أحد اللاعبين بـفيروس كورونا، مشيرة إلى منع اللاعب من الركوب حفاظاً على باقي الركاب وطاقم الرحلة، موضحة أن الراكب الثاني الذي منع لا يملك تصريحاً ولم يدرج اسمه ضمن قوائم المصرح لهم.
وجاءت هذه التوضيحات بعد غضب شديد اندلع عقب انتشار أخبار في صفحات بمنصات التواصل الاجتماعي عن منع الشخصين من السفر، لتمكين شخصين آخرين من السفر لا علاقة لهما باللاعبين، أحدهما ابن أحد أعضاء مجلس النواب الليبي.
والمثير للجدل تعليق جهاز الإسعاف والطوارئ على الحادثة، حيث قال إن الراكبين محل الجدل يملكان حجزاً مسبقاً بالجهاز، لأن الجهاز يحاول تسهيل السفر على المواطنين إلى أوروبا في حال كان يملك رحلة إلى أية دولة أوروبية، وتقدم الراكبان بطلب لمكتبنا يوم الخميس وطلبا الموافقة وحصلا عليها، وهذا الإجراء نتيجة الحظر الذي تعانيه شركات الطيران الليبية بمنعها من الهبوط في المطارات الأوروبية أتحنا هذه الفرصة.
هذا التوضيح جعل رئيس حكومة الوحدة الوطنية يوجه تعليماته عبد الحميد الدبيبة الخميس إلى وزير الصحة علي الزناتي، بفتح تحقيق في واقعة منع لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم المصغرة المصاب بالملاريا من ركوب طائرة جهاز الإسعاف الطائر، ونقل شخصين ليسا ضمن لاعبي المنتخب.
وأشار في الخطاب الموجه إلى وزير الصحة، إلى ضرورة موافاته بتقرير بالخصوص خلال 48 ساعة.
كما خاطب رئيس مصلحة الطيران المدني مصطفى بن عمار، مدير عام جهاز الإسعاف الطائر، بضرورة مده بتقرير في واقعة استبدال راكبين من مرضى منتخب ليبيا لكرة القدم المصغرة براكبين آخرين من غير المرضى، حتى يتسنى لهم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالخصوص.
ودعت وزارة المواصلات رئيس مصلحة الطيران المدني على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص مخالفة الإسعاف الطائر للوائح المعمول بها وممارسة النقل التجاري المخالف للقانون .
كما قال مدير الإعلام الخارجي محمد الطويل، إن مسؤولين بجهاز الإسعاف الطائر أنزلوا لاعبين مصابين من طائرة الإسعاف لصالح آخرَين، أحدهما يرتدي زي قائد طائرة.
وتابع أنه أبلغ النائب العام ورئاسة الحكومة وجهاز الردع فور اكتشافه التلاعب بقائمة الركاب في الطائرة، مشيراً إلى أن المخالفة التي ارتكبها مسؤولو جهاز الإسعاف الطائر قد تؤثر سلباً على الرحلات العلاجية بين ليبيا وأوروبا .
وقال مدير الإعلام الخارجي: “نتعرض لضغوطات من مستشارة وزيرة الخارجية وافية سيف النصر التي تريد إيقاف التحقيقات بالحادثة”.
وأشار أن الجهات المعنية طالبت السلطات المالطية بإرجاع الرحلة، وفور وصولها تم حجز جوازات سفر من على متنها .

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية