ليبيا: مع قرب انتهاء ولاية البعثة الأممية… قضية تعيين مبعوث جديد تعود إلى المشهد واسم ألماني على رأس القائمة

نسرين سليمان
حجم الخط
2

طرابلس – «القدس العربي»: لم تسهم الأحداث المتسارعة والتوترات الأمنية والسياسية التي تعيشها ليبيا في تسريع عملية تعيين مبعوث أممي جديد للبلاد، رغم احتياج ليبيا لقيادة جدية للعملية السياسية بعد استقالة كوبيتش وتعيين ستيفاني وليامز مجدداً وبشكل مؤقت، بل وتعدى تأزم هذه القضية إلى خلافات واعتراضات مع كل عملية تجديد للبعثة داخل أروقة مجلس الأمن.
فمنذ النصف الثاني من 2021 واستقالة السلوفاكي “يان كوبيش” في تشرين الثاني/نوفمبر، يشهد مجلس الأمن خلافات بشأن عدد من المسائل في ليبيا، لذلك لم يتم تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول لأكثر من 4 أشهر، ثم تم تمديدها مجدداً في يناير لثلاثة أشهر فقط وفي نهاية نيسان / أبريل لثلاثة أشهر أخرى.
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، لم يقدم الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، إلى مجلس الأمن أسماء شخصيات يمكن أن تتولى المهمة خلفاً لـ”يان كوبيش”، لكنه عيّن مستشارة خاصة لهذا الملف هي الدبلوماسية الأمريكية “ستيفاني وليامز”، التي شاركت في إدارة بعثة الأمم المتحدة في الماضي.
وفي جديد هذه القضية التي لم تحسم منذ فترة زمنية طويلة، صرح الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، الجمعة، بأن هناك اختلافات في الآراء بين عدد من الدول الأعضاء داخل مجلس الأمن الدولي تحول دون تمكن الأمين العام للأمم المتحدة من تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا.
وتابع أن هذه المناصب يصعب شغلها بشكل متزايد، وذلك في معرض رده خلال إحاطته اليومية على سؤال حول أسباب عدم التمكن من تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، حيث أكد “أن أملنا وتفاؤلنا لا حدود لهما، وكذلك تصميمنا”. وتحدث دوغاريك عن تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا في القدرة على التوصل إلى اتفاق داخل مجلس الأمن بشأن المبعوث الجديد إلى ليبيا، قائلاً إنه “لدينا إيمان كامل بقدرة أعضاء مجلس الأمن على الالتقاء حول قضايا معينة، بينما يظلون منقسمين حول قضايا أخرى”، حتى فيما يتعلق بأوكرانيا اجتمعوا في بيان يدعم جهود الأمين العام.
وقال الناطق الأممي إنه ليس هناك نقص في المرشحين الجيدين، معتقداً أنه من الصعب العثور على أشخاص يرغبون أيضاً في القيام بهذه الوظائف ويمكن أيضاً قبولهم من قبل الأطراف المعنية.
وفي المقابل، كشف موقع أفريكا إنتلجنس الاستخباري الفرنسي، الخميس، تزايد فرص المبعوث الألماني الخاص إلى ليبيا، كريستيان بوك، في تولي منصب الممثل الخاص ورئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، رغم تعقيد التعيين المعطل منذ 17 كانون الأول/ ديسمبر 2021، بسبب الحرب في أوكرانيا.
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن الدبلوماسي الألماني لديه فرصة قوية بعد الحصول على دعم واشنطن في حين تستعد المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا، ستيفاني وليامز، لترك منصبها نهاية الشهر الجاري.
وأوضح أن “العد التنازلي لتعيين المبعوث القادم للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في ليبيا بدأ”. لافتاً إلى أن المستشارة الخاصة الحالية، الأمريكية ستيفاني وليامز “كررت رغبتها في ترك منصبها في 30 حزيران / يونيو، معترفة باستحالة إنقاذ خطتها لإخراج البلاد من الأزمة”.
وأضاف أفريكا إنتلجنس، أن العملية السياسية في ليبيا خرجت عن مسارها عندما فشلت حكومة عبد الحميد الدبيبة، المنبثقة عن مفاوضات الأمم المتحدة، في تنظيم انتخابات كما وعدت في ديسمبر الماضي، في إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.
وكشف الموقع الفرنسي أن غوتيريس يأمل في تعيين ممثل خاص جديد قبل تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة هناك في أواخر يوليو المقبل، لكن المناقشات بين أعضاء مجلس الأمن الدولي متوقفة، لافتاً إلى خطوط صدع رئيسية ظهرت بين لندن وباريس وواشنطن من جهة، وموسكو من جهة أخرى.
وتابع أن تعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا له قيمة رمزية أكثر بكثير بالنسبة للقوى الغربية، إذ سيكون أول تعيين من نوعه في بعثة رئيسية للأمم المتحدة منذ اندلاع حرب أوكرانيا في فبراير الماضي، إضافة إلى أنه لا يوجد اندفاع من المرشحين الذين يتقدمون لشغل هذا المنصب المكشوف للغاية.
وقال الموقع أن ترشيح الدبلوماسي الألماني كريستيان بوك “لا يزال مطروحاً على الطاولة منذ أن طرح اسمه لقيادة مهمة الأمم المتحدة في ليبيا بداية العام الجاري، على الرغم من أن بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن أعربت عن قلقها من أن بوك لم يكن متمرساً بما يكفي” لهذه المهمة.
وكشف عن عدة مصادر عن حصول الدبلوماسي الألماني على موافقة واشنطن، التي تحرص على تعيين أوروبي من أجل تعزيز وحدة الجبهة المناهضة لموسكو.
وتوقع افريكا إنتلجنس استخدام روسيا المحتمل لحق النقض “فيتو” للإبقاء على خيار تعيين مرشح إفريقي من دولة عربية قيد الدراسة، في إشارة إلى وزير الخارجية التونسي الأسبق المنجي الحامدي، الذي قال إنه يناضل من أجل المنصب منذ عدة أسابيع.
وأشار الموقع الفرنسي أن الجزائر العاصمة لم تتخلّ عن تعيين الحامدي ولا تزال تحاول إقناع الدول الغربية وخاصة فرنسا، مضيفاً أنه يمكن لموسكو التي تؤيد رسمياً تعيين مرشح إفريقي، أن تدعم المنجي الحامدي.
وفي أيار/مايو الماضي، كشف تقرير صادر عن مجلس الأمن، عن الصعوبات التي اعترضت تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة يوم 29 نيسان / أبريل لمدة ثلاثة أشهر، حتى 31 تموز / يوليو. فعلى الرغم من أن التصويت كان بالإجماع، فإن المفاوضات كانت مثيرة للجدل. ومع تباين آراء أعضاء المجلس فيما يتعلق بمدة الولاية، اقترحت المملكة المتحدة تجديداً لمدة اثني عشر شهراً.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تاريخ حروب الغرب وأتباعهم:

    اللهم لا حسد، هذه المرأة ضمنت تقاعد وزخم ثرائي وسياحة ورفاهية وعزة وسلطان من ريع المباحثات المدفوعة في النهاية من نبع الصحراء الأسود. طبعا هي غير مسؤولة عن النتيجة التي يرجوها أصحاب الحقوق، كما مفاوضي شأن فلسطين وسوريا والعراق واليمن مسؤولين فقط عن تنفيذ أجندات وإملاءات لصالح الغرب!

  2. يقول Omar Ali:

    يجب عدم القاء اللوم على الامم المتحدة فقط، ان مصر والامارات العربية المتحدة بالاضافة الى روسيا وفرنسا مسؤولون عن تعقيدات الازمة الليبية وذلك بدعمهم خليفة حفتر . وتدخلاتها غير المشروعة في الشاءن الليبي .
    يجب توجيه نداءات الى رءيسي الحكومتين بان يضعوا مصلحة ليبيا اولاً وذلك بتسهيل اجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف الامم المتحدة.

إشترك في قائمتنا البريدية