طرابلس – الأناضول – أفادت مصادر عسكرية وطبية ليبية، صباح الأحد، بمقتل 14 من القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، خلال اقتحامها آخر معاقل تنظيم “الدولة الاسلامية” في مدينة سرت (شمال وسط)، ضمن عملية “البنيان المرصوص” التي تهدف لطرد عناصر التنظيم من المدينة.
وقال أكرم قليو، المتحدث باسم المستشفى المركزي لمدينة مصراته (شمال)، إن 11 جثة وأكثر من 30 جريحاً وصلوا المستشفى، مشيراً أنهم سقطوا جراء معارك خاضوها يوم أمس في محيط الحي الثالث آخر معاقل “الدولة ” في سرت.
وأوضح المصدر الطبي، أن أغلب الضحايا سقطوا جرّاء انفجار سيارات مفخخة، لافتاً إلى أن وصول الجثث والجرحى من مستشفى سرت الميداني، استمر حتى وقت متأخر من ليل البارحة.
من جانبه أوضح محمد الغصري، متحدث قوات “البنيان المرصوص”، إن 9 قتلى وأكثر من 15 جريحاً من مجمل العدد المذكور، سقطوا جرّاء انفجار سيارتين مفخختين يقودها انتحاريين مساء أمس.
وأضاف المصدر العسكري “داعش أرسلت أمس أكثر من خمس سيارات مفخخة، في محاولة الهجوم على صفوف قواتنا في الحي الأول والثالث (من مدينة سرت) لكنه تم التصدي لتلك المحاولة بقوة”.
وعن أوضاع القتال صباح اليوم، قال الغصري “التقدم على الأرض متوقف حالياً، لكن القصف المدفعي والجوي مستمر ولم يتوقف، وما تبقى من عناصر داعش هم ما بين 70 إلى 100 عنصر محاصرين تماماً في عمارات الجيزة البحرية”، مشيراً الى أن الأجزاء التي سيطرت عليها القوات الحكومية أمس شمال شرق الحي السكني الثالث، وجد بها ما يزيد عن عشر جثث لعناصر من “الدولة “.
وذكر أن “هناك من سلم نفسه، وهناك من وجد مختبئا في المنازل معزولاً عن باقي مسلحي التنظيم، مما يدل على أن التنظيم فقط توازنه وتماسكه بشكل نهائي”.
وبخصوص أسباب عدم حسم المعركة حتى الآن، قال المتحدث “نعم الجزء المتبقي صغير جدا ولكننا نؤجل التقدم على الأرض، ونعول على القصف الجوي والمدفعي حتى نقلل الخسائر (..) فتنظيم “الدولة” الآن ينتحر بشكل جماعي ولن يسلّم معقله بسهولة، كما أن مقاتلينا مندفعين بحماسة مما قد يفقدنا السيطرة على المعركة”.
ولفت الغصري أن “داعش يعتمد على الانتحاريين وعدد كبير من القناصة، وهي طرق للقتال لا ينفع معها كثيراً المواجهة على الأرض”، مختتماً حديثه بالقول “ما زلنا نقول إن المعركة النهائية لم يحدد وقتها، ولكن لو أُطلقت فلن تستغرق أكثر من يوم”.
واستأنفت قوات “البنيان المرصوص”، معاركها على تخوم الحي الثالث آخر معاقل تنظيم “الدولة ” في سرت، بحسب ما ذكره غضري أمس.
وانطلقت عملية “البنيان المرصوص” في مايو/أيار الماضي، بهدف إنهاء سيطرة “الدولة “، على سرت، عبر ثلاث محاور هي: (أجدابيا – سرت) و(الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت)، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، حققت قوات العملية تقدماً كبيراً في المدينة، باستعادتها أكثر من مقر أبرزها مجمع قاعات “واغادوغو” الحكومي، الواقع في قلب المدينة، والذي اتخذه التنظيم مقراً لقيادته، إلى جانب تحرير مستشفى “ابن سينا” القريب من المجمع، ومصرف متاخم له.