ليس هذا هو وقت المخاطرة الأمنية

حجم الخط
0

في مثل هذا الاسبوع قبل 47 سنة تم اجراء عسكري كانت فيه مخاطرة من أكبر المخاطرات مما يمكن أن يخطر بالبال وقت التخطيط للخروج للحرب. فقد خرج أكثر من 200 طائرة للجيش الاسرائيلي في عملية لتحييد القدرة الجوية للجيوش العربية. وبقيت 12 طائرة فقط على الارض للدعم. وكانت نتائج عملية «موكيد» (مركز) مدهشة وبقيت سماء الدولة مدة ثلاث ساعات دون طائرات للعدو تقريبا. وقد تدربنا سنين طويلة استعدادا لهذه العملية. ورُبط طيارون ومخططون وفرق ارضية وموارد مالية بهذه المهمة التي أمكن بعد انتهائها الانتصار في الحرب في ستة أيام.
هل يمكن أن نجند هذا المثال الآسر لدعم مؤيدي تقليصات واسعة في ميزانية الأمن لأن وضعنا أفضل من وضع جيوش سوريا ومصر والاردن؟ أم يكون العكس بحيث يأتي قادة الجهاز الامني مُدعين أنه يصعب جدا الثبات لذلك: فهل تريدون نجاحا 100 بالمئة في حماية سماء البلاد، ومنع الحرب البرية؟ هاتوا اذا مالا ووسائل وناسا جيدين في الأساس. إن قادة جهاز الامن والجيش لا ينتظرون حسما للقرار بل استقر رأيهم على تعطيل تدريبات الطيران منذ الاسبوع القادم.
يجب ألا يُستخف بأية دعوى، بيد أن الفرق بين التوجهين ينبع من تصور عام أخذ يسيطر على أجزاء واسعة في البلاد. يقول وزير الخزينة العامة إنه يجب أن تكون ميزانية الدولة «ميزانية مدنية» لا «ميزانية أمنية». وبعبارة اخرى نقول إن الحوار الاجتماعي الذي يجري بكامل قوته ليس سوى إسم آخر لتصور اجتماعي اقتصادي واثق تماما بأن مصلحة المواطن ووجود جهاز أمن ضخم هما شيئان متناقضان.
كيف يتم مواجهة الدعاوى ثقيلة الوزن لجهاز الامن؟ ومن ذا يضمن أقل من 100 بالمئة من النجاح في مواجهة تهديد جوي أو ارضي أو نشاط ارهابي ويبقى في عمله؟ لأن دولة يوجد في برنامج عملها العام كلام لا نهاية له على الحاجة الى تقليص ميزاني واسع لصالح «دولة رفاه»، قد تجد نفسها غير مستعدة للحرب. فيجب أن يكون هذا الاستعداد دائما بالتدريب وشراء المعدات وفهم نوايا العدو في الأساس. وما لم تغرق أية دولة في العالم الدبابات في البحر أو تذيبها في تنانير فولاذ، وكذلك الطائرات وسائر وسائل الحرب، فانه لا توجد حكمة زائدة في تعجل اغلاق فرق عسكرية وأن نكون أول من يُضعف القوة الوطنية. ومع كل ذلك ينبغي أن نعاود الفحص جيدا عن ترتيب الافضليات في داخل جهاز الامن حقا. هل توجد حاجة عملياتية مثلا توجب تدريبات على معارك جوية كثيرة الحيل في حين لا يبدو هذا التهديد في الأفق، وفي حين كانت آخر معركة جوية قد وقعت فوق البقاع اللبناني قبل اكثر من ثلاثين سنة؟ وهل يجب على جهاز الامن أن يقرر وحده شراء طائرات حربية بكلفة تستعبد جزءاً كبيرا من الميزانية الامنية وتكون فائدتها مشكوكا فيها؟ وهذان مثالان فقط.
يجب أن يبني خبراء يأتي جزء منهم على الاقل من خارج جهاز الامن تصورا أمنيا عاما وطلبا للميزانية. من اولئك الذين يشيرون الى عيوب في التخطيط لميزانية سنوية ومتعددة السنوات، واولئك الذين يسألون لماذا تُشترى منظومة السلاح هذه أو تلك والذين يقولون بصراحة إنه لا حاجة الى الكثير جدا من الجهات الاستخبارية التي تفشل في احيان كثيرة في تقدير الوضع. ولا يمكن أن يكون وزير الخزينة العامة بين هؤلاء الخبراء بل يفترض أن يحصل على المال المطلوب.

اسرائيل اليوم 29/5/2014

غابي افيطال

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية