دمشق – «القدس العربي» : قدم مانحون مشاركون في مؤتمر مستقبل سوريا والمنطقة في العاصمة البلجيكية بروكسل، الثلاثاء، أكثر من 6 مليارات دولار دعماً للشعب السوري، وسط رفض تقديم أي تمويل لإعادة الإعمار والبنى التحتية في سوريا «ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي يتماشى مع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة».
وقال مفوّض السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنّ 90% من الشعب السوري يعيشون في فقر، و60% لا يستطيعون الحصول على الغذاء بشكل منتظم، مضيفاً أنّ المفوضية الأوروبية تعهّدت بتقديم مبلغ 3 مليارات يورو لدعم الشعب السوري، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص مليار دولار إضافي للاجئين السوريين، بعد تخصيص مبلغ 560 مليون يورو، في وقتٍ سابق من العام الجاري 2022.
فريق «منسقو استجابة سوريا»: وعود مخيبة للآمال
وحول مؤتمر بروكسل للمانحين المنعقد حالياً في بروكسل قالت منظمة «منسقو استجابة سوريا» إن قيمة التعهدات ضمن مؤتمر بروكسل، تجاوزت حتى الآن أكثر من 5 مليارات يورو، ومن المتوقع زيادة الرقم المذكور خلال الساعات القادمة.
واعتبرت المنظمة في بيان رسمي الثلاثاء، أن هذه الأرقام المعلن عنها من قبل ممثلي الدول تعتبر أرقاماً صادمة ومخيبة للآمال، فيما لو قارنا كمية التعهدات السابقة ضمن المؤتمر السابق والتي لم يتم تنفيذ أكثر من 60% من المبالغ المعلن عنها، والذي تعهد من خلالها المانحون بتقديم 4.4 مليار دولار أمريكي لعام 2021، وحوالي ملياري دولار لعام 2022 وما بعده، كمساعدات إنسانية للمقيمين داخل سوريا، وللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في المناطق المجاورة.
وقال البيان «على الرغم من كمية المبالغ المقدمة كتعهدات ضمن المؤتمر لا زلنا نشاهد أكثر من 650 مخيماً للنازحين غير مخدم بالمياه الصالحة للشرب. وأكثر من 800 مخيم لا يحصل على مساعدات غذائية منتظمة، حيث يعاني أكثر من 60% من السوريين من انعدام الأمن الغذائي وزيادة عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية أكثر من 1.2 مليون سوري مقارنة بالعام الماضي. وأكثر من 35% من المخيمات تضررت خلال الهطولات المطرية والثلجية السابقة لم تعوض بالشكل الفعلي لتلك الأضرار».
كما أن «العديد من المشافي والمراكز الطبية، لازالت في حالة توقف الدعم عنها على الرغم من الحاجة الشديدة لها، إضافة إلى تشييد منشآت جديدة تلبي الكثافة والاكتظاظ السكاني الهائل في المنطقة».
وأضاف البيان «على الرغم من ضرورة التركيز على الدعم الخاص بالتعليم لكن حتى الآن يوجد أكثر من 400 مدرسة تعمل بشكل تطوعي، وتضم أكثر من 6500 معلم يعملون بشكل تطوعي بدون أجور».
وطالب الفريق بالتركيز على المشاريع الأساسية التي تمس الواقع الفعلي للمدنيين في سوريا، والتفكير بالحلول الممكنة التي يجب أن تنفذ فيما لو أوقفت المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وخاصةً أن عملية التصويت على القرار الجديد سيتم بعد أربعة أسابيع من الآن.
كما طالب بضمان عودة النازحين واللاجئين السوريين من مختلف المناطق إلى مدنهم وقراهم هو الحل الأمثل لإنهاء المعاناة المستمرة منذ 11 عاماً، وهو الحل الوحيد لضمان عودة الاستقرار إلى سوريا والمنطقة.