مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يعقد اليوم… وإجراءات أمنية مشددة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: شهدت العاصمة العراقية بغداد، أمس الجمعة، انتشاراً أمنياً مكثّفاً في المناطق المحيطة بمطار العاصمة الدولي، فضلاً عن الشوارع الرئيسة، والمنطقة الخضراء، تمهيداً لانطلاق فعاليات مؤتمر “قمّة بغداد للتعاون والشراكة”، المقرر انطلاقه اليوم السبت، بمشاركة قادة وزعماء ووفود دبلوماسية تمثّل دولاً عربية وإقليمية ودولية.
مصادر متطابقة (صحافية وشهود) أكدت لـ”القدس العربي”، إن قوات تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب انتشرت في المناطق المحيطة بمطار العاصمة الاتحادية بغداد، والشوارع المؤدية له، ضمن خطّة أمنية معدّة لتأمين أجواء المؤتمر.
ووفقاً للمصادر، فإن الإجراءات الأمنية المشددة شملت أيضاً المنطقة الخضراء أيضاً، التي من المقرر أن تتضمن فعاليات المؤتمر.
وسبق، لقيادة العمليات المشتركة، أن أكدت اكتمال الاستعدادات الأمنية الخاصة بمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.‏
وقال المتحدث باسم القيادة اللواء، تحسين الخفاجي، إن “القوات الأمنية باشرت بتنفيذ خططها الأمنية ‏وبدأت بالانتشار في المناطق الحيوية في مركز العاصمة عبر تشكيل الأطواق الأمنية الخاصة والعمل بالجهد الاستخباري والمراقبة ‏الجوية لتأمين عقد المؤتمر”.
وأوضح أن “‏كل الأمور تسير وفق ما مخطط لها من قبل قيادة العمليات المشتركة”.
إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأنه تأكد حضور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن، عبد الله الثاني، فضلاً عن رئيس مجلس الوزراء الكويتي، صباح الخالد الحمد الصباح، في حين قررت إيران إرسال وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بغداد لتمثيلها في المؤتمر.
ومن المقرر أن يشارك أيضاً، ممثلون عن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول ‏العشرين، بصفة مراقب.
في مقابل ذلك، لم تُفّصح دول تركيا وقطر والسعودية والإمارات، المدعوة للمؤتمر، عن مستوى تمثيل وفودها، حتى وقت إعداد التقرير.

حسن الجوار

وأكد، رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في وقتٍ سابق، عن عزم حكومته “منع انخراط العراق في التجاذبات الإقليمية والدولية، ‏فقد انتهجنا مبادئ حسن الجوار مع جيراننا وأصدقائنا واستعدنا علاقات مميزة ‏إقليمياً ودولياً لصالح الشعب العراقي”.
وأوضح أن “ملف العلاقات الخارجية في أفضل أحواله منذ ‏سنوات طويلة، وسيعقد على أرض العراق مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، ‏بمشاركة إقليمية ودولية واسعة تمثل انعكاسا للسياسة الخارجية الإيجابية ‏للعراق التي تفتح أبواباً جديدة للتعاون ودعم العراق في المجالات كافة، ‏واستعادة العراق لحجمه ودوره الطبيعيين والتاريخيين بالمحيطين الإقليمي ‏والدولي”. ‏
كذلك، أكد أن قمة بغداد تجسد رؤية العراق في إقامة أفضل العلاقات مع محيطه.‏
جاء ذلك خلال لقاء الكاظمي الوفود الإعلامية العربية ‏والأجنبية بمناسبة مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، مساء أول أمس.‏
بيان لمكتبه نقل عن الأخير قوله: “نرحب بكم في بغداد السلام، وفي عراق اللقاء والتعاون والشراكة، ونحن نستعد ‏لعقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي ستبدأ أعماله يوم السبت المقبل (اليوم)، وهو حدث مهم ليس للعراق فقط، بل للمنطقة كلها”، موضحا أن ‏‏”هناك تحديات كثيرة نعاني منها في المنطقة، وعلينا جميعاً التعاون والتكاتف في حلها، والعبور نحو خلق تكامل اقتصادي واجتماعي بين ‏شعوب المنطقة”.‏
وتابع، حسب البيان: “نتطلع إلى هذا اللقاء، وما سينتجه من دعم لدور العراق التاريخي في إرساء السلام، يجسد هذا المؤتمر ‏رؤية العراق في ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع محيطه ومع دول العالم”.‏
وأشار إلى أن “العراق بدأ بأخذ دوره التاريخي، ليكون أحد ركائز السلام في المنطقة، وأن العراق يمكنه أن يخلق جسراً للتواصل ‏والتعاون والتكامل الشامل، مع جميع دول المنطقة”.‏
وزاد: “كفى حروباً وصراعات وخلافات. فالعراق يدعو جميع دول المنطقة إلى بناء السلام على أساس التكامل ‏بين شعوب المنطقة”، مضيفا أن “هناك فرصا كبيرة في العراق يمكن لدول المنطقة التعاون والمساهمة فيها، وخلق مساحة جديدة لكل ‏شعوب المنطقة؛ كي تبني السلام والاستقرار لها”.‏

انتخابات مصيرية

وبين أننا “مقبلون على انتخابات مصيرية وحاسمة بعد شهر ونصف، سوف تعزز المسار الديمقراطي في البلد”، مؤكدا: “لقد عملنا ‏خلال نحو عام وشهرين على مختلف الصعد، لإصلاح المسارات الاقتصادية والأمنية والسياسية في البلد”، نجحنا في تحقيق مقاصد كبيرة، ‏وما زلنا ماضين وملتزمين ببناء دولة فاعلة ومستقرة ومستدامة، ونتطلع في كل هذا إلى التعاون الإقليمي، مع جميع دول المنطقة”.‏
واختتم بالقول: “من المعول عليه، أيها الإعلاميون الكرام، نقل صورة حقيقية تعكس الايجابيات والانجازات المتحققة لبلدكم ‏العراق، وما فيه من تنوع على مختلف الأصعدة إلى العالم، أنتم مؤثرون دوماً، وما ستنقلونه سوف يساعد هذا البلد العريق على النهوض ‏من جديد، كي يستعيد دوره التاريخي الذي يمتد لسبعة آلاف سنة”.‏
في الأثناء، أكد، رئيس الجمهورية، برهم صالح، أن العراق بلد محوري في المنطقة، وإن علاقاته المتوازنة مع الجميع وموقعه الجغرافي ‏يجعله عنصراً فاعلاً في الحوار وساحة لتلاقي المصالح الإقليمية. ‏
وأشار، خلال لقاء موسّع مع وفد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية في بغداد، إلى أن “الأزمات المستحكمة في ‏المنطقة تعود إلى انهيار منظومتها الأمنية والتعاونية بسبب الحروب والنزاعات وغياب العراق عن دوره الطبيعي”، لافتاً إلى أن “عودة ‏العراق لدوره عبر دولة مقتدرة بسيادة كاملة سيكون مرتكزاً للأمن والاستقرار الإقليمي، منوّهاً إلى وجود إدراك إقليمي متنامٍ بذلك”. ‏
وأضاف أن “العراق عانى طويلاً من أزمات وكوارث من الحروب والاستبداد والإرهاب، وساحة تصفيات حسابات الآخرين، ‏وتضرر جرّاءها كل المنطقة، وحان الوقت لتجاوز المرحلة السابقة والعمل على تثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي عبر التركيز على ‏المشتركات الكثيرة التي تجمع المنطقة، والتحديات المشتركة التي تواجهها معاً”. ‏
وتابع، أن “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المزمع انطلاقه السبت المقبل، سيساهم في التعاون من أجل تخفيف حدة التوترات والأزمات ‏التي تكتنف المنطقة، ودعم مسار الحوار البنّاء في سبيل ذلك”، لافتاً إلى أن “الحضور الواسع في الاجتماع يدل على الاهتمام بالعراق ‏والرغبة في ضمان أمن واستقرار البلد”. ‏
وأوضح، أن “موقع العراق الجغرافي ومنذ القدم جعله مكاناً لرسم التوازنات في المنطقة، واليوم وفي ضوء التطورات الداخلية والإقليمية ‏والدولية نؤكد على أن هذا الموقع يجعله عنصراً فاعلاً في التلاقي والحوار وساحة لترابط المصالح المشتركة لشعوب المنطقة”. ‏
وأكّد أن “الوقت قد حان لاستقرار المنطقة بعد عقود من الصراعات والأزمات التي أدت لانهيار منظومتها الأمنية والتعاونية، وهناك ‏حاجة ملحة اليوم لبناء منظومة جديدة تستند على مبادئ أساسية، الأمن المشترك، والترابط الاقتصادي والتجاري بين بلدان المنطقة”. ‏
وأكّد كذلك أن “الحل في العراق هو حل عراقي، والعراقيون مصرون على المضي نحو دولة مقتدرة والانطلاق نحو الإصلاح المنشود، ‏ومواجهة التحديات الداخلية التي تواجه البلد، مشيراً إلى التحضيرات جارية لأجراء الانتخابات المقبلة”. ‏
وشدَّدَ على أن “العراق الآمن والمستقر وبسيادة كاملة وبقراره الوطني المستقل هو مرتكز للأمن والاستقرار الإقليمي، وأن الأوان قد ‏حان للمنطقة كي تستقر بعد عقود من الصراعات والأزمات، وهناك حاجة ملحة لمنظومة جديدة أمنية واقتصادية مشتركة”، مشيراً إلى ‏”وجود إدراك متنامٍ لدول المنطقة والعالم بضرورة عودة العراق لدوره الطبيعي”. ‏
ولفتَ، إلى أن “المنطقة والعالم شهدت تحولات كبيرة على كافة الصعد، أفرزت تحديات جسيمة مشتركة، يقف في مقدمتها الإرهاب ‏والتطرف، وتقلبات الوضع الاقتصادي وبطالة الشباب والتغيرات المناخية الحادة العابرة للحدود وضرورة حماية البيئة، وهذا يستدعي ‏التكاتف معاً والبناء والتأسيس على المشتركات التي تجمعنا والانطلاق نحو منظومة عمل تستند على المصالح المشتركة لجميع شعوب ‏المنطقة”.
وشدّدَ على “ضرورة مواصلة الحرب على الإرهاب، ومكافحة آفة الفساد المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعنف والإرهاب والتطرف، فالفساد ‏والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وندعو لتشكيل تحالف دولي لمكافحة الفساد باعتباره عنصراً أساسياً لمكافحة الإرهاب”.

مخاطر ‏

وفي معرض إجاباته على عدد من أسئلة الصحافيين، قال إن “استمرار الأزمة السورية ليس في مصلحة الجميع، ونؤكد على أن الأمن ‏والاستقرار في المنطقة لن يتحققا من دون حلّ الأزمة في سوريا”، مشيراً إلى أن “وجود الجماعات الإرهابية، وأزمة مخيم الهول، تمثل ‏مخاطرَ وتحدياً لكل المنطقة والعالم”، مشيراً إلى أن العراق “يدعو لعودة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية، وستكون سوريا الغائب الحاضر ‏في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”. ‏
وأشار كذلك إلى أن “موقف العراق بشأن القضية الفلسطينية هو موقف ثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته ونيل ‏حقوقه الكاملة المشروعة، ولن يكون هناك سلامٌ في الشرق الأوسط من دون تحقيق الحقوق الفلسطينية الكاملة والمشروعة”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية