برلين ـ “القدس العربي”ـ من علاء جمعة
تنطلق يوم الجمعة المقبل فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن بنسخته الـ 55 ، حيث يعتبر هذا المؤتمر من أضخم المؤتمرات الأمنية العالمية على الإطلاق. وبحسب إعلان رئيس المؤتمر فولفغانغ إشينغر فأن حوالي 35 من رؤساء الدول والحكومات سيشاركون في النسخة الـ 55 من المؤتمر المرتقب نهاية الأسبوع.
وقال الدبلوماسي الألماني السابق إشينغر، في مؤتمر صحافي ببرلين، إن 50 وزير خارجية و30 وزير دفاع سيشاركون في المؤتمر، إضافة إلى زعماء الدول والحكومات. ولفت إلى النسخة الحالية التي ستقام بين 15-17 شباط/فبراير الحالي ستكون الأوسع في تاريخ المؤتمر. وأوضح أن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل ستشارك في هذا المؤتمر.
وبحسب مجلة فوكوس الألمانية فإن إيشنغر يرى أن تصور النظام العالمي القائم على قواعد مشتركة وهيكلية عالمية لم يعد قادرا بعد على البقاء، مشيرا إلى أنه من الواضح أن التنافس بين القوى الكبرى صار أقوى مرة أخرى.
وأعرب رئيس المؤتمر عن أسفه بصفة خاصة للإنهاء الكامل والمتوقع لمعاهدة نزع الأسلحة النووية متوسطة المدى واصفاً ذلك بأنه سيكون “مأساة لمنظومة الأمن الأوروبية” وحدثا خطيرا. وأشار إلى أن هناك أيضا خطر تعثر معاهدات نزع السلاح الأخرى بين الولايات المتحدة وروسيا. وذكر إشينغر أن المؤتمر سيشهد مشاركة واسعة من الولايات المتحدة والصين، فيما ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشاركتهما. ومن أهم الأعمال التي سيناقشها المؤتمر مستقبل السياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، وملفات متعلقة بروسيا وأوكرانيا، والشرق الأوسط، والصين، فضلا عن موضوع المناخ.
وقبيل انعقاد مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، دعت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين إلى توسيع التعاون العسكري بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وقالت فون دير لاين في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية من برلين: “هذه مصلحة متبادلة”، مضيفة أن افتتاحها لمؤتمر ميونخ الدولي للأمن يوم الجمعة المقبل مع نظيرها البريطاني جافين ويليامسون إشارة في هذا الاتجاه.
وذكرت الوزيرة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تأثيرات سلبية على كثير من المجالات، “لكننا نتقارب في السياسة الأمنية حاليا على نحو أكبر من ذي قبل”، وأضافت: “خروج بريطانيا من الاتحاد والموقف المتباعد من جانب الرئيس الأمريكي أسرعا تأسيسنا لاتحاد دفاعي أوروبي. هذا يقوي أيضا الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
كما شددت الوزيرة الألمانية على أهمية عدم التراخي في مكافحة تنظيم “الدولة”. وقالت فون دير لاين في تصريحات “نعلم أن تنظيم “الدولة” لم يُهزم، لكنه غير وجهه وطريقة تصرفه”.
وذكرت الوزيرة أنه قبل بدء المؤتمر ستتباحث المجموعة الرئيسية لتحالف مكافحة “الدولة”، التي تضم 13 دولة، حول المسار المقبل للمهمة، وقالت: “سنبحث على نحو مكثف كيفية درء ومكافحة الانتشار المتسلل والمتجاوز للحدود الإقليمية لتنظيم “الدولة” عبر شبكات سرية”.
وفي الوقت ذاته حذر روتجن في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية قبيل مؤتمر ميونخ الأمني، مطلع الأسبوع المقبل، من أن “أي تكهن بشأن الإنهاء المبكر للمشاركة العسكرية الألمانية في أفغانستان، أو أي خفض لهذه المشاركة سيسحب البساط من تحت أي مفاوضات مع طالبان”. وتابع روتجن، العضو في الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: “عندها لن تحتاج طالبان سوى إلى الانتظار قليلا إلى أن تستطيع استعادة البلاد مرة أخرى”.
يشار إلى أن مجلس الوزراء الألماني سيناقش اليوم الأربعاء تمديد التفويض الممنوح للقوات الألمانية في أفغانستان، وأن ألمانيا تشارك هناك منذ عام 2015 في مهمة “الدعم الحازم” لدعم القوات الأفغانية وتدريبها. وهناك نحو 1200 جندي ألماني في الوقت الحالي في أفغانستان في إطار هذه المهمة.
وبحسب المعلومات الواردة فإن نص تفويض البرلمان للجيش في الفترة التالية للحادي والثلاثين من آذار/مارس والمطروح على المجلس لمناقشته اليوم لا يتضمن تغييرا في الحد الأقصى للقوات الألمانية في أفغانستان، والذي يصل إلى 1300 جندي.
وقال روتجن مشيرا للنقاش بشأن مؤتمر أفغانستان الجديد في ألمانيا: “أرى أن رغبة ألمانيا في أن تنشط أكثر فيما يتعلق بمساعي السلام والعملية السياسية في أفغانستان، أمر يستحق الدعم”. ورأى السياسي الألماني البارز أن استعداد ألمانيا كبلد معروف بجهوده من أجل أفغانستان لاستضافة مؤتمر خاص بأفغانستان شيء إيجابي وصحيح “إذا توفرت المعطيات”.
وعن تحقيق استقرار للأوضاع عقب انتهاء العمليات القتالية في سوريا، نشرت صحيفة فيلت الألمانية أقوال وزيرة الدفاع فون دير فون دير لاين: بأنه “هنا من الممكن أن تلعب أوروبا دورا مهما للغاية”، مشيرة إلى أن إعادة إعمار سوريا ستستغرق أعواما وستتكلف مليارات اليورو، موضحة أنه لن يكون بمقدور روسيا أو النظام السوري تحقيق ذلك بمفردهما، وقالت: “لذلك يتعين علينا نحن الأوروبيين أن نوضح أننا سنقدم مساعدات إنسانية، لكن إعادة إعمار سوريا ستكون مرهونة بشرط أن تكون العملية السياسية تحت عباءة الأمم المتحدة سارية على نحو يضمن عودة الأفراد الذين فروا من ديكتاتورية الأسد إلى بلدهم دون تعرضهم للخطر”، مؤكدة أيضا ضرورة ضمان حقوق الأقليات، مثل الأكراد.
ومن ناحية أخرى، حذرت فون دير لاين الولايات المتحدة من عواقب انسحاب متعجل من أفغانستان، وقالت: “الأمريكان يعلمون أننا نرى أنه ليس من السليم التخلي عن أفغانستان حاليا. عملية السحب الذكي للقوات يتعين أن تكون مرهونة دائما بخطوات تقدم مستدامة في عملية السلام”، بحسب الصحيفة الألمانية وذكرت الوزيرة أن الحلفاء معتمدون على إمكانيات الولايات المتحدة في أفغانستان، وقالت: “هذا يعلمه الأمريكان أيضا… لذلك أوضحنا للغاية أنه عندما لم تعد إمكانيات الأمريكان متاحة لنا ولآخرين، فإننا لن نستطيع مواصلة تكليفاتنا في المهمة”.
وفي ذات السياق أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي (ناتو) ،ينس ستولتنبرغ، أنه يعتزم الاجتماع مع وزير خارجية روسيا ،سيرغي لافروف، في ألمانيا في وقت لاحق هذا الأسبوع لمناقشة معاهدة القوى النووية متوسطة المدى ، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.
وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع في بروكسل لوزراء دفاع حلف الأطلسي :”أعتقد أنه من المهم أن يكون هناك حوار مع روسيا ، خاصة عندما نواجه الكثير من القضايا الصعبة التي نواجهها اليوم بسبب تزايد التوترات مع انتهاك معاهدة القوى النووية متوسطة المدى”.
وأضاف:”إن تركيزنا الأساسي الآن هو الحفاظ على المعاهدة، وهناك فرصة سانحة لروسيا للعودة إلى الالتزام، لأن عملية الانسحاب لن تنتهي حتى آب/أغسطس وإننا نواصل حث روسيا على العودة إلى الالتزام بالمعاهدة”، مشيرا إلى أن الناتو “يخطط للمستقبل دون معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ومع المزيد من الصواريخ الروسية”.
وأظهر استطلاع للرأي أن المواطنين الألمان يعتبرون الولايات المتحدة أكبر خطر على السلام العالمي. وحسب الاستطلاع الذي أجراه مركز الاستراتيجية والقيادة العليا، بشأن قضية الأمن ونشر نتيجته اليوم الأربعاء، فإن 56% ممن شملهم الاستطلاع يرون ذلك.
ورأى 45% من المشاركين في الاستطلاع الذي تضمن عدة أسئلة مختلفة أن كوريا الشمالية هي أكبر تهديد للسلام العالمي، تليها تركيا، التي اعتبرها 42% من المستطلعة آراؤهم أكبر خطر على هذا السلام، ثم روسيا (41%).
كما تبين أن أغلبية واضحة من المشاركين في الاستطلاع (62%) يعتبرون تصرف رؤساء دول بعينهم أكبر خطر على استقرار العالم، بل إن هذه التصرفات أكثر خطرا وفقا لرأي هؤلاء، من خطر الصراعات العسكرية، التي اعتبرها 52% من المشاركين أكبر تهديد للاستقرار في العالم، يليها التغير المناخي (43% من المشاركين في الاستطلاع).
يشار إلى أن مؤتمر ميونيخ للأمن انعقد للمرة الأولى في عام 1963. حيث أطلق عليه اسم ” اللقاء الدولي لعلوم الدفاع”. وكان الآباء المؤسسون له الناشر الألماني إيفالد فون كلايست، وهو أحد مؤيدي المقاومة ضد نازية أدولف هتلر في “الرايخ الثالث” وكذلك الفيزيائي إدوارد تيلر. بيّد أن المؤتمر غير اسمه لاحقاً إلى “المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع”، ومن ثم أصبح اسمه “مؤتمر ميونيخ للأمن”.
على كل ترامب هو من أصول ألمانية وألمانيا لها تاريخ حافل باختلال الأمن العالمي فلماذا التعجب من قبل الألمان الذين يعرفون أن الأرعن ترامب ما هو إلا ماريونات بيد يهود أمريكا الخطر الحقيقي على العالم والذين حقيقتهم ماثلة في فلسطين حيث الإحتلال اليهودي لها.
من الواضح أن توقيت وعنوان (مؤتمر ميونخ للأمن ينطلق الجمعة … والألمان: أمريكا أصبحت خطرا على السلام العالمي!) بين مؤتمر سلام وارسو 2019 ومؤتمر مدريد للسلام عام 1991، بين تغيير الإسم من الدفاع إلى الأمن، لتصبح أمريكا مصدر للخطر، وفق نتائج الاحصائيات؟!
توضح أجواء العولمة (1945) والإقتصاد الإلكتروني (1992) غيّرت معنى المعاني، وترتيب الأولويات، لدى الإنسان والأسرة والشركة المنتجة، وأين يجب أن تنتج منتجاتها؟!
والذكاء لنا من أهل ما بين دجلة والنيل (أي تشمل تركيا وأثيوبيا) في تلك الحالة، أن نستغل ذلك، لزيادة حصتنا من كعكة الإقتصاد العالمي.