“القدس العربي”: أعلنت مؤسسة ألمانية “تناهض العنصرية” قطع علاقاتها مع شركة الآيس كريم الأمريكية “بن آند جيريز”، التي أعلنت مؤخراً وقف تصدير منتجاتها للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت منظمة “أماديو أنطونيو”، وفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرنوت” “إنها تشعر بخيبة أمل، لأن شركة بن آند جيري تتبع خط حركة المقاطعة المعادية للسامية BDS”.
وأضافت: “القرار يدعم الحجة القائلة بأن هناك من جهة إسرائيل الشريرة، ومن جهة أخرى هناك فلسطينيون طيبون ومضطهدون فقط”، مدعيةً أن حركات المقاطعة تحاول شيطنة إسرائيل ونزع الشرعية عنها، وتنشر بالتالي “معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل”.
ورأت المنظمة أن ادعاء حركات المقاطعة عبر العالم بأنهم مدافعين عن حقوق الإنسان، يتنافى مع ما يطبقونه من معايير عندما يتعلق الأمر بإسرائيل التي وصفتها المنظمة بـ”الديمقراطية”، بينما هم “يدعمون حركة حماس الإرهابية، ونظام فتح الفاسد”، وفق قولها.
وبحسب الصحيفة، فإن المنظمة المذكورة قالت في رسالة لها عبر موقعها على الإنترنت إن “المقاطعة لن تدفع بعملية السلام وستجعل حياة الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية أكثر صعوبة”، وإن هذا من شأنه نشر الكراهية تحت ستار “انتقاد إسرائيل “وتسميم الأجواء ضد اليهود.
وتابعت “في ظل هذه الظروف، سنوقف تعاوننا مع شركة بن آند جيريز”.
وأشارت المنظمة التي تنخرط ضد سياسات اليمين المتطرف، في رسالتها، إلى أن قرار المقاطعة يهدف إلى “تشويه سمعة إسرائيل” ونزع الشرعية عنها، بل ويعمد المقاطعون لمعاملة حماس أفضل من إسرائيل.
وذكرت أن استحواذ شركة “يونيلفر” على ماركة الآيس كريم المذكورة عام 2000، جعلها تعمل باستقلالية أكبر عن الشركات الأخرى التابعة لها، وهو ما جعلها تنصاع للضغوطات التي تمارسها حركات المقاطعة الفلسطينية، أو المناصرون للقضية الفلسطينية.
وتأسست المنظمة الألمانية عام 1998، في محاولة لمحاربة الأحزاب اليمينة المتطرفة، والعنصرية و”معاداة السامية”، وتم تمستيها بـ”أماديو أنطونيو” تيمناً باسم أول ضحايا العنف اليميني المتطرف بعد إعادة توحيد ألمانيا في 1990.
في السياق نظم حراك شبابي فلسطيني تحت عنوان”حركة المقاطعة فلسطين” فعالية شعبية بغزة، الخميس، ترحيباً بقرار شركة بن آند جيريز، التي ستوقف تصدير منتجاتها للمستوطنات بانتهاء التعاقد معها نهاية الشهري الجاري، لاعتبارات وصفتها بـ”الأخلاقية”، كون وجود المستوطنات يتعارض مع القانون الدولي القاضي بعدم شرعية وجودها.
وشارك في الفعالية أعضاء من حملة المقاطعة بفلسطين، وممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية وبتغطية واسعة النظاق من مؤسسات إعلامية محلية ودولية.
ووجه القائمون على الحملة الشكر للشركة على قرارها الذي وصفوه بـ”العادل”، مطالبين المنظمات الدولية والشركات العالمية الكبرى بأن تتخذ خطوات مماثلة، دعماً لعدم شرعية المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين.
وبحسب المنسقة الإعلامية للحملة، براء لافي، تم توزيع منشورات تعريفية عن حملة المقاطعة، وتقديم تفصيل أكبر للناس حول قرار الشركة، وإظهار الجدوى من استمرار حملات المقاطعة، وحجم الضرر الذي لحق بإسرائيل جراء قرار شركة بن آند جيريز، فضلاً عن ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة.
وتم رسم جدارية كبيرة تحمل شعار الشركة، وسط مدينة غزة، كنوع من التقدير لها على قرارها، الذي يعد انتصاراً لحملات المقاطعة كافة.
وأكدت لافى لـ”القدس العربي” أن حملات المقاطعة ستستمر إلى حين عزل إسرائيل كلياً عن العالم، وإجبارها على وقف استيطانها واحتلالها لأرض فلسطين التاريخية.
وكان موقع قناة “كان” العبرية قد نشر، الخميس، تعقيباً على الفعالية التي أقيمت بغزة، “فنانون بغزة يعربون عن تقديرهم لشركة بن آند جيريز العالمية لقرارها عدم بيع منتجاتها بمناطق الضفة الغربية “المستوطنات”، وذلك عبر رسوماتهم على الجدران”.
.