مؤشرات مجلس الامن تشير الى تبنيه القرار الأمريكي بفرض مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية

حجم الخط
0

مدريد ـ ‘القدس العربي’ من حسين مجدوبي: يشهد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين نقاشا هاما حول المقترح الأمريكي بشأن تضمين القرار المقبل حول الصحراء الغربية الذي سيصادق عليه بعد غد الأربعاء مراقبة قوات المينورسو حقوق الإنسان.
وتفيد مختلف المعطيات بأن القرار ستتم المصادقة عليه لأن فرنسا لن تلجأ الى الفيتو وقد تكون ‘مفاجأة المفاجآت’ من الصين وحدها.
وقدمت السفيرة الأمريكية سوزان رايس الأسبوع الماضي الى أعضاء مجلس الأمن مسودة القرار الذي ينص على ضرورة قيام قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وكذلك مخيمات تندوف.
واعترض المغرب على القرار بشكل كبير، وأكد أنه لا يشجع على الاستقرار السياسي، وشنّ حملة دبلوماسية بإرسال الملك محمد السادس مبعوثين الى عواصم دولية مثل لندن وموسكو وبكين لشرح عملية الرفض.
وسيناقش مجلس الأمن مسودة المقترح الأمريكي اليوم في أفق التصويت عليه بعد يوم غد الأربعاء. وخريطة مجلس الأمن قد تعطي صورة مسبقة عن نتيجة الأربعاء والتي ستكون فرض/قبول القرار الأمريكي دون استبعاد تلطيفه نسبيا.
ويتكون مجلس الأمن من 15 دولة عضو، ستبث في قرار تجديد مهام قوات المينورسو لمدة سنة مع تكليفها بمراقبة حقوق الإنسان.
ويعتبر المغرب دولة عضو غير دائم في مجلس الأمن، وعليه سيصوت لصالح نفسه، أي معارضة القرار الأمريكي.
والدول الأخرى مقسمة عبر القارات وهي، أذربيجان التي من المحتمل أن تتبنى القرار لأنها تدافع عن استقلال الدول بحكم أنها كانت الدول التي انفصلت عن روسيا. ومن القارة الاسيوية هناك باكستان التي قد تمتنع وهو الرأي الراجح أو قد تصوت لصالح المغرب، أي عدم تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان.
كما ستتبنى كوريا الجنوبية موقف الولايات المتحدة الأمريكية أي فرض مراقبة حقوق الإنسان نظرا لدفاع سيول عن حقوق الإنسان وكذلك نظرا للعلاقات المتينة التي تجمعها بواشنطن خاصة في هذه الظروف التي تشهد توترا مع كوريا الشمالية.
ومن القارة الإفريقية، توجد دولتا رواندا والتوغو، وتمثل الدول الإفريقية في مجلس الأمن قرارات الاتحاد الإفريقي، ويعترف هذا الأخير بالبوليزاريو كدولة، ووجه هذه الأيام رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بضرورة تكليف قوات المينورسو بحقوق الإنسان. وفي الوقت ذاته، فرواندا التي ترأس مجلس الأمن خلال شهر أبريل الحالي تعترف بالبوليزاريو كدولة، وهذا يعني تصويتها على هذه الدولة، أما دولة التوغو فقد سحبت اعترافها بالبوليزاريو سنة 1997، ولكنها تبقى ملزمة بموقف الاتحاد الإفريقي.
وعلاقة بأمريكا اللاتينية، فهي ممثلة بغواتيمالا التي تعترف بالبوليزاريو كجمهورية منذ سنة 1986، ومن المنتظر جدا تصويتها على القرار لاسيما وأنه تجمعها علاقات قوية بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المنطقة نفسها هناك الأرجنتين التي تتعرض لضغط كبير من طرف قوى يسارية وحقوقية في أمريكا اللاتينية لكي تصوت على القرار الأمريكي. ووفقد التقديرات، فالأرجنتين قد تتحفظ وتمتنع عن التصويت.
وفي الوقت نفسه، هناك دولة اللكسمبورغ من أوروبا، وهي دولة قد تصوت على القرار وفي أحسن الحالات ستمتنع عن التصويت، ولكنها ستتخذ موقف فرنسا.
وبدورها توجد أستراليا في مجلس الأمن، وهذه الدولة لا تجمعها علاقات قوية مع المغرب، وشن البوليزاريو حملة قوية استراليا مؤخرا ستصب في مصلحته، كما أن أستراليا ستنسق مع بريطانيا.
وعلاقة بالدول الأعضاء، فالولايات المتحدة ستصوت على القرار الذي تقدمت به، وستجد كل التأييد من بريطانيا التي بدورها طالبت منذ مدة باحترام حقوق الإنسان في الصحراء. ولم يسبق لروسيا أن أعربت في ‘مجموعة أصدقاء الصحراء’ عن معارضة مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.
وتتجه الأنظار الى فرنسا، وكانت ‘القدس العربي’ قد نشرت تحليلا يبرز أن باريس تعمل على تلطيف القرار الأمريكي دون معارضته، ومن الأرجح أن تمتنع عن التصويت.
ويسود الاعتقاد باحتمال امتناع الصين عن التصويت على القرار، وقد تكون مفاجأة المفاجآت إذا استعملت حق الفيتو، وهو مستبعد للغاية بحكم المصالح التي تجمعها مع الولايات المتحدة.
وعليه فجميع المؤشرات تدل على التصويت على القرار بالأغلبية مع بعض الامتناع وتصويت المغرب على نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية