مؤيدو إسرائيل ضغطوا بـ”معاداة السامية” على برلمان ألمانيا في قراره ضد “بي.دي.اس”

حجم الخط
0

تحقيق لمجلة ألمانية “دير شبيغل”، في نهاية الأسبوع الماضي، كشف أن منظمات مؤيدة لإسرائيل في ألمانيا كانت مشاركة كما يبدو في قرار البوندستاغ اعتبر حركة بي.دي.اس حركة لاسامية. قيل في المقال إن منظمة “منتدى السلام” ومنظمة “مبادرة قيم” عملت بالتعاون مع وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية على الدفع قدماً بقرار البرلمان في أيار الماضي – ضمن أمور أخرى “بواسطة تبرعات للسياسيين”. هاتان المنظمتان تنفيان الادعاءات. هذا النشر أثار نقاشاً عاماً عاصفاً. وفي “بيل”، الصحيفة الأكثر انتشاراً في ألمانيا، انتقدوا المقال بشدة وسموه “لاسامياً”.

في التحقيق الصحفي قيل إن هذه المنظمات استخدمت لوبي في البرلمان الألماني، كان هدفه الترويج لسياسة الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة الترويج لدعوة أعضاء برلمان الحكومة للعمل ضد حركة المقاطعة. شملت الدعوة إدانة حركة بي.دي.اس واعتبارها لاسامية، والمطالبة بعدم تخصيص موارد عامة لمنظمات أخرى تؤيدها. حظي هذا الاقتراح بتأييد كبير من حزب الاتحاد المسيحي – الديمقراطي، الذي تترأسه المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الحر الديمقراطي، وحتى عدد من أعضاء حزب الخضر. أعضاء آخرون امتنعوا عن التصويت. في القرار كتب بأن ملصقات مثل “لا تشتروا منتوجات إسرائيلية”، تثير ارتباطات بالشعار النازي “لا تشتري من اليهود”.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أثنى في حينه على قرار البوندستاغ وسماه “قراراً مهماً”، وهكذا فعل وزير الشؤون الاستراتيجية جلعاد اردان. في السابق كتبت تقارير في ألمانيا بأن نتنياهو طلب من ميركل وقف تمويل منظمات سماها مناهضة لإسرائيل، منها معرض في المتحف اليهودي في برلين عن القدس، الذي عرض “وجهة النظر الإسلامية – الفلسطينية عن المدينة”. ولم ينف نتنياهو هذه الأمور.

في الحكومة الألمانية خلافات حول هذه المسألة. ورغم أن الدعوة لا تلزم الحكومة، إلا أن هناك جهات في الحكومة تفحص إمكانية تبنيها. إسرائيل ووسائل إعلام تضغط مؤخراً على حكومة ميركل من أجل فعل ذلك، لكن لم يتم بعد تحديد موقف رسمي في مكتب المستشارة. مصادر ألمانية قالت للصحيفة إنهم في وزارة الداخلية بألمانيا وبقيادة المفوض الخاص لمكافحة اللاسامية، فليكس كلاين، يميلون إلى دعم الاقتراح. ولكن في وزارة الخارجية يعارضون ذلك. مؤخراً قالت وزارة الخارجية، بتوجيه للمراسلين، إنهم يعارضون مقاطعة إسرائيل، وهناك في الحركة “طيف واسع” من المواقف. ويجب فحص كل حالة وكل منظمة على حدة من أجل إعطاء قرار حاسم إذا ما كانت تتضمن خصائص لاسامية.

مقال “دير شبيغل” عرض عضو برلمان قال إنه تعرض لضغط، وكتب أنه كان من المؤيدين للاقتراح الذين خافوا من أنه إذا رفضوا سيعتبرون لاساميين. يتحدث المقال أيضاً عن تبرعات لأعضاء في “منتدى السلام” وحزب “الخضر” بخمسة آلاف شيكل ورحلات نظمت إلى إسرائيل. في “منتدى السلام” قالوا -رداً على ذلك-بأنهم يمثلون موقف الحكومة وقاموا بدعوة نشطاء معارضة إلى ألمانيا، من بينهم يئير لبيد وتسيبي لفني. وحسب أقوالهم، السفر إلى إسرائيل يمول جزئياً من قبل أعضاء في البرلمان، والتبرعات قدمها أصدقاؤها بصورة خاصة.

في صحيفة “بيل” انتقدوا المقال بشدة. وتحت عنوان “لاسامية: انتقاد شديد للمقال في صحيفة دير شبيغل”، كتب في نهاية الأسبوع أن مقال “دير شبيغل” يمكن أن يعزز مواقف لاسامية ويخدم من يتبنون هذه المواقف. وكتب أيضاً أنه من بين سطور المقال في “دير شبيغل” تظهر دوافع لاسامية واضحة مثل سيطرة اليهود على العالم والمال اليهودي الذي يشتري النفوذ. في “بيل” تم اقتباس الصحافية والممثلة السينمائية اليهودية الألمانية، استر شبيرا، التي قالت إنها “مصدومة” وأن المقال في دير شبيغل هو “عكس الصحافة الجديدة”. وقيل إن المقال غير مؤسس ولا يعرض إثباتات على ادعاءاته. “بيل” اقتبست في هذا السياق أقوال مراسلين ألمان قالوا إن المقال شمل تخمينات ومعلومات مشوهة.

من وزارة الشؤون الاستراتيجية جاء: “الادعاءات التي ظهرت في مقال “دير شبيغل” لا أساس لها. لم يكن لوزارة الشؤون الاستراتيجية أي علاقة باتخاذ القرارات في البرلمان الألماني، وإن كان يعتبره قراراً قيمياً وأخلاقياً ومهماً.

بقلم: نوعا لنداو وعوفر اديرت

هآرتس 15/7/2019

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية