في الائتلاف الذي يعتمد على 60 عضو كنيست، وسماع صوت الانتخابات مرة أخرى في البلاد، فإن كل حقير وكل ملاك، خاصة بعد أن فقد رئيس الحكومة بينيت عضوة الكنيست عديت سيلمان، يظهر الندم على إهمال أصدقائه في الحزب. حتى الغر السياسي مثل عضو الكنيست نير اورباخ، فهم أن الوقت قد حان لابتزاز إنجازات قبل يوم الانتخابات. يشترط اورباخ لبقائه في الحكومة ربط البؤر الاستيطانية غير القانونية بشبكة الكهرباء، فلا يملك شيئاً يخسره. وإذا ابتلع الأصدقاء من “ميرتس” الضفدع، فقد يعرض اورباخ الإنجاز الصغير على المصلين في الكنيس في “بيتح تكفاه”. في المقابل، إذا قرر الشركاء في اليسار بأنه ضفدع كبير جداً وحلوا هذه الصفقة، فسيتحول اورباخ إلى بطل لليمين.
هكذا تتدحرج حبة البطاطا الساخنة لتصل إلى “ميرتس”. تنظيمات اليسار وجمهور ناخبي الحزب، بدأوا في حملة ضد ربط البؤر الاستيطانية بشبكة الكهرباء. في اعلان كبير نشر في الأسبوع الماضي في “هآرتس”، يدعي رؤساء “مقاتلون من أجل السلام” و”داعمون” و”نحطم الصمت” و”السلام الآن” بأن تبييض البؤر الاستيطانية لا يعتبر مصالحة ائتلافية، بل خضوع للعنف وتعميق للاحتلال. من ناحية أخرى، فهم بسبب ذلك يدخلون إلى التاريخ على اعتبار أنهم سمحوا بعودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم، وفتحوا أبواب الكابنت أمام بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غبير.
جزء من الإجابة يختفي في ثنايا نص الإعلان. فقد قيل فيه إن معظم البؤر الاستيطانية لا تحتاج إلى الربط بشبكة الكهرباء، لأنها في الأصل مربوطة بها. ليس هذا فقط، بل إن المستوى المهني الأعلى صادق مؤخراً على ربط البؤر غير القانونية بالكهرباء، التي أقيمت على أراضي الدولة. إضافة إلى ذلك، يسمح رأي الخبير الذي قدمته النيابة العامة، بربط القرى الفلسطينية في مناطق “ج” بشبكة الكهرباء، ويمكن لبعضها الدخول إلى مسار التسوية.
ليس من شأن “ميرتس” أن يسقط في شبكة كهرباء اليمين الاستيطاني. يجب عليها أيضاً ابتلاع حبة الدواء المرة والمطالبة بثمن مناسب عن ذلك. “ميرتس” يضغط نفسه بسبب رفض رئيس الحكومة تحريك العملية السلمية وحتى الالتقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. خلافاً لوعده للناخبين، لا يطالب “ميرتس” بإلغاء/ تعديل قانون القومية. والحزب رغم الانتقاد الداخلي، سجل لصالحه عضوية في الحكومة التي أجازت قانون المواطنة غير الديمقراطي. هذا في حين أن قيادة “ميرتس” تتوسل لأعضاء اليسار كي يسجلوا في الحزب، بوعد أن يواصل الحزب النضال من أجل قيم السلام والديمقراطية. على نيتسان هوروفيتس أن يوضح لبينيت بأن لليسار مبادئ وخطوطاً حمراء.
هاكم قائمة طلبات، يمكن لـ”ميرتس” أن يقدمها في هذه الأثناء: تجميد خطط البناء في “جفعات همتوس” و”عطروت”، التي استهدفت إحباط إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها شرقي القدس؛ وإخلاء فوري للبؤر الاستيطانية التي أقيمت في السنوات الأخيرة على أراض فلسطينية خاصة؛ وإعطاء رخص بناء للفلسطينيين في مناطق “ج”؛ ومنع إخلاء عائلات أخرى من حي الشيخ جراح عن طريق مصادرة الأرض ومنح حقوق للسكان الفلسطينيين؛ واستخدام جنود الجيش الإسرائيلي للدفاع عن فلسطينيين وعن نشطاء حقوق إنسان من عنف المستوطنين وتقديم لوائح اتهام ضد مشتبه فيهم بالمس جسدياً أو المس بممتلكات أشخاص عاجزين؛ وتقليص كبير للاعتقالات الإدارية.
اليسار لا يهدد أعضاء كنيست، وفي الوقت نفسه لا يهاجم وزراء “ميرتس”. ولكن على بينيت أن يأخذ في الحسبان بأنهم أيضاً يتعرضون للضغط من جمهور خائب الأمل. مع وجود قائمة قوية تتكون من ستة أعضاء، نفس هذا العدد الذي سيمتثل لرئيس الحكومة في أفضل الحالات، فإنه يحق لـ”ميرتس” بل يجب عليها استخدام قوتها من أجل تأخير التدهور نحو الأبرتهايد والوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين يعانون من مظالم الاحتلال.
بقلم: عكيفا الدار
هآرتس 19/4/2022
انه الابرتهايد. الحكومة الاسرائيلية تمارس سياسات الا تقل سوءًا من الابرتهايد. من الموءسف حتى بعض العرب تخلوا عن فلسطين ولذلك نرى اسراءيل تعبث في الاراضي الفلسطينية وليس لها من رادع.