مع انقضاء المساء الأخير من اليوم الأخير من الشهر قبل الأخير من هذا العام، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار بإحياء ذكرى النكبة في مقر المنظومة الأممية. وقد صوتت لصالح القرار 90 دولة بينما صوتت ضده 30 دولة وامتنعت 47 دولة.
ولعل قائمة الممتنعين عن التصويت مهمة، لكن الأهم هي تلك القائمة التي ضمت أولئك الذين صوتوا ضد القرار، والتي تستحق أن تسمى بقائمة العار، خاصة بعد 74 عاماً من نكبة الشعب الفلسطيني وما جرته هذه النكبة من نكسات وانتكاسات وحروب ومذابح ومعارك وكوارث لم تنته. قائمة العار ضمت بالإضافة إلى جوقة الممانعين المعهودة دولا وممالك ما كان يجب أن تذهب في هذا الاتجاه، كبريطانيا صاحبة وعد بلفور، الذي أسس لتلك النكبة، إضافة إلى دولة إسلامية كألبانيا ودول أخرى دانت بولائها لفلسطين في السابق كالبرازيل واليونان وإيطاليا وغيرها.
صحيح أن موقف البرازيل سيتغير مع تولي صديق فلسطين لولا دي سلفا العائد إلى الحكم زمام السلطة في الفاتح من الشهر الأول من العام المقبل، إلا أن مواقف بقية الدول تحتاج حتماً إلى مساحات كبيرة من العمل والضغط باتجاه تغييرها.
أعراق وشعوب مظلومة بفعل الاحتلال والقتل والترحيل، وشعوب لا تستحق أن تصنف بأنها مظلومة بعد عقود من القتل والدمار والكوارث
السؤال الذي يشغلنا جميعاً لا يدور حول أولئك الذين ينكرون النكبة وقائمة العار فحسب، وإنما حول المبدأ، مبدأ تجاوز تلك النكبة بعد ما كان لقضية الشرق الأوسط من زلازل وبراكين سياسية، ما زالت البشرية قاطبة تعاني من مفاعيلها وارتداداتها.
السؤال الأهم هو: ماذا لو؟ ماذا لو صوتت تلك الدول ضد إحياء ذكرى مذابح الشعوب وكوارثها ومصائبها؟ كيف سيراها العالم؟ وهل تمتلك هذه الدول الجرأة ذاتها التي امتلكتها في التطاول من جديد على الشعب الفلسطيني وجراحاته.
إلى متى ستستمر بعض دول العالم في تبني ازدواجية المعايير في التعامل مع البشرية، حسب المصلحة، ولون البشرة، وشكل العينين؟ أعراق وشعوب مظلومة بفعل الاحتلال والقتل والترحيل، وشعوب لا تستحق أن تصنف بأنها مظلومة بعد عقود من القتل والدمار والكوارث. انتقائية التصنيف وتعسف الفرز واحتكارية العدل ونياشين العذاب… مواجع ما زالت تخضع لحرب المصالح ولوبيات الضغط وانتهازية المواقف. النكبة الفلسطينية مسؤولية دولية لا تعفى منها الدول ذاتها التي صوتت ضد القرار المذكور خاصة وأنها سبق وأن صوتت في الماضي لصالح قرارات أقرت ببشاعة الاحتلال الصهيوني وإدانة الاستيطان وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره.
كاتب فلسطيني
لم تطبق بريطانيا وعد بلفور خلال حكم نصف العالم بل تقلصت بعد حرب عالمية وإبادة أوروبا الشرقية نصف يهودها فصدر قرار أممي 1947 لتهجير باقي يهودهم لفلسطين فأقاموا إسرائيل 1948 وسارعت مدن عربية وإسلامية وشرق أوروبية وروسية بطرد يهودها وقنص متنفذوها أملاكهم وصناعاتهم وتجاراتهم ووكالاتهم فوجه يهود الغرب دولهم لدعم إسرائيل فتوسعت إلى 80% من فلسطين، فأنشأت جامعة دول عربية منظمة التحرير بدعم جيوش عربية فهزمتهم واحتلت باقي فلسطين، فعدلوا هدفهم لدويلة على 20% من فلسطين بدعم سياسي لكن قنصت إيران نصفها وبحرها
أفضل لقادة فلسطين تركيز على مطلب حل الدولتين وحق تقرير مصير لمناطق احتلتها إسرائيل 1967 وسكانها رفضوا الضم والجنسية الإسرائيلة فهذا مطلب مقبول للمجتمع الدولي وتزداد قناعة دول الغرب به وصولاً لحل دائم بموجب شرعية دولية، وبالتوازي يجب تجنب مجادلة دول الغرب حول مقارنة لن تقنعهم بقضية مذابح أوروبا الشرقية لملايين مواطنيها اليهود المسالمين بحينه وتسميم بالغاز وحرق بالأفران وسلب ممتلكاتهم وتهجير الباقي لأمريكا وفلسطين ويجب تجنب جدال دول الغرب بمقارنة لن تقنعهم مع فصل عنصري جنوب أفريقيا لمواطنيها السود
إلى متى ستستمر بعض دول العالم في تبني ازدواجية المعايير…للاجابة علي هذا السؤال يجب معرفة الربح والخسارة لكل دولة..السياسة ومصالح الدول يا عزيزي تتلاشي الاخلاق والقيم والصح والغلط والمنطق. امريكا والدول الغربية تهدد هذه الدول بقطع المعونات عنها ان هي صوتت ضد مصلحة الاحتلال. بالضبط مثلما يضغط الاتحاد الاوروبي وامريكا علي السلطة الفلسطينية لقطع معونات اهالي المعتقلين والشهداء وتعديل التعليم ليحذف لغة (الكراهية) للاحتلال الغاصب. في الجانب الاخر..ممكن العرب بقيادة السلطة الفلسطينية يهددوا بوقف التنسيق الامني مع الاحتلال وعدم الانبطاح المشين. وسحب الاستثمارات العربية من بنوك الغرب المنافق والمتغطرس.