ماذا لو استقال مرسي؟

حجم الخط
14

هدأت الاوضاع على مستوى الشارع في مصر، إلا انها ما لبثت أن عادت للواجهة بسبب ظهور ما يسمى بمجموعة ‘تمرد’ التي تتوعد الرئيس في يوم الثلاثين من يونيو. المعارضة المعروفة للشارع بجبهة الانقاذ، بعد أن احترقت اوراق اللعب لديها مالت للمجموعة الجديدة لكي تظهر للعلن انها ما زالت حيةٌ ترزق، فنرى كثيرا من رموزها مثل السيدين صباحي والبرادعي، اللذي لم يبقيا اي وسيلة اعلام إلا واستغلاها من اجل الظهور والتشنيع بالرئيس محمد مرسي، حتى ان البعض يقول ان البرادعي يتكلم في نومه ويحلم باسم محمد مرسي!
ليس من المعقول ان يهوى شخص السلطة بشراهة، حيث اصحبت تلك المسألة لديه كمرضٍ مزمن، فساعة يطالب الرئيس بالاعتذار من الشعب لا لشيء إلا لأنه لم يختر البرادعي في الحكومة، واخرى يطلب منه العدل في الحكم، إلى ان وصل به الحال أن يطلب من الرئيس المنتخب أن يتنحى قبل30 يونيو موعد التظاهر لجماعة تمرد، الذي ركب موجتها السيد البرادعي ومن هم حوله، عجباً والف عجب لشخصٍ في مقام البرادعي ان يصل به الحال الى هذه الدرجة فلا يعجبه العجب ولا الصوم في رجب. كان الكثير من الناس يرون في البرادعي المرجعية التي ممكن ان يرجع لها المصريون في خلافاتهم، وكان بامكان السيد البرادعي أن يلعب الدور هذا في المرحلة الحساسة، التي تمر بها مصر ويكون بذلك اباً روحياً للجميع بكل اطيافهم ويلملم شمل المفترقين ويقارب بين افكار المختلفين ويبارك جمع المجتمعين، لكنه ارتضى لنفسه ان يكون ممن يصبون الزيت على النار، حتى انه دعا لاحتظان اعضاء مجلس الشعب المنحل، وقد يطلب في القريب بعودة النظام القديم!
ان المعارضة يجب ان تحترم الاختلاف في الرأي مع الدولة ورئيسها، ولا تخوّن الاخرين او تؤجج الموقف كما تعمل المعارضة الان واللعب على تخويف الشعب مما ينتظره في الغد ومن شيء اسمه اسلامي، حيث يبثون الرعب في نفوسهم ويشحنون قلوبهم بالبغضاء والحقد تجاه الحكومة والرئيس المنتخب!
السيد البرادعي يعلم ان الوضع الجديد بعد الثورة ليس بالسهل تجاوزه ليصبح كل فردٍ من الشعب المصري قد حقق كل ما يحلم به بين ليلةٍ وضُحاها، فالمرحلة الانتقالية بحاجة الى تكاتف وصبر من الجميع حتى يتم تجاوزها والوصول إلى بر الامان.
المعارضة لم تستجب لدعوات الرئيس محمد مرسي اللحوحة للحوار الذي دعا اليه مراتٍ عديدة من اجل مصلحة مصر، فالجلوس إلى مائدة الحوار سيذيب الخلافات إذا تصافت القلوب وصدقت الالسن وستذوب الفوارق بين وجهات النظر من اجل مستقبل مصر، لكن المعارضة للاسف تعالت وتكبرت آملةً في تحرك الشارع معها لاحداث
ما تريده عبر الانقلاب على الشرعية!
ماذا لو كان السيد البرادعي هو الرئيس وعمل الاسلاميون ربع ما يعمله البرادعي وجماعته؟ ماذا عسى ان يكون رده يا ترى؟ هل سيعيد العمل بقانون الطوارئ، ام سيفتح ابواب السجون لمعارضيه!؟
الكل يعلم ان الرئيس محمد مرسي انسانٌ ايضا وله اخطاؤه، كما للاخرين وليس بيده عصى سحرية كي يحل مشاكل مصر بلمحة بصر، ولا بيده عصى موسى كي يفلق البحر لتعبر مصر إلى بر الامان. لقد تحلى الرئيس محمد مرسي بصبرٍ قل ما وجد
في نظرائه من الرؤساء العرب تجاه معارضيه، فدعاهم للتي هي احسن واحسن لمن أساء اليه وهم كثر،
واخيراً يسأل الكثيرون ماذا لو استقال الرئيس مرسي من منصبه المنتخب فيه، فهل تظن المعارضة ان باستطاعتها ان تقود المرحلة إذا ما عاد الاسلاميون إلى صفوف المعارضة، وهل ستنجح في ذلك؟ وهل تريد مصر اربعة رؤساء في السنة لكل فصل رئيس؟!
هناك وبلا ادنى شك قوة خــــارجية لا تريد لمصــــر ولا لثورة مصر النجاح على الاطلاق، وللأسف الشديد انها وجدت لها ارضية خصبة في اوساط المعارضة وركائز منها لتنفــــيذ اجندتها بعلــــمٍ او بغيــــرعلم، كما يسعى بعض المعارضـــين من وراء ذلك لتحقــــيق مآرب شخصية بعيداً عن ما يدّعون من خوفهم على الثورة ومستقبـــلها ومســـتقبل الوطن!
د. صالح الدباني – اميركا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول nidal:

    نعم لم يتركوا لمرسي اي مكانة لرئيس جاء باقتراع نزيه ولم يحترموا اخوانهم الذين انتخبوه والحسد السياسي اخذ من الزعماء البورجوازيين كل ماخذ والمصيبة الكبرى نلاحظها في ابن الشارع المصري انه يعارض من اجل المعارضة او يتبع من يحسن الحديث والبلاغة والمصيبة ان زعماء المعارضة في موقع الشك في انتماءهم الوطني اصلا فالبرادعي مثلا هو الذي اخرج البيانات الكاذبة عن العراق حول امكانية التسلح النووي واعظى المبرر القوي لغزو العراق وها نحن بجميع اقطار الامة العربية وحتى الاسلامية نعاني من اثار الغزو من تحطيم اكبر قوة عسكرية ضاربة عربية والاثار السياسية وتخلخلالامن العربي كله نتيجة بروز الطائفية بومقتل الملايين في العراق من اطفال ونساء فهل البرادعي بمنا عن المسؤولية انه مجرم حرب وعدو امته ووطنه الذي يدعي الانتماء اليها اما عمر مةسى وصباحي فهما جزءا من الفلول شئنا ام ابينا فالنظام كان يحمل لوحات ناصرية على راسها الاسلام هو العدو ممثل بجماعة الاخوان المسلمين والذين كانوا من الاربعينيات من اكبر الاحزاب فاعلية وتاثير وكانوا رافدا لكل نزعة تحرريه حت ان امريكا كانت تفضل ان يحكم مصر شيوعيا ولا يحكمها احد الاخوان وهذا ما تم عرضه على سيد قطب عندما كان من قياديين الحزب الشيوعي ولقد تمت استضافته في امريكا وكان مناوءالحسن البنا ولق استشهد حسن البنا وسيد قطب يفاوضه الامريكان والانجليز في امريكا على استلام مصر بعد الاطاحة بالملك فاروق ولكن شاء الله ان ينقلب سيد قطب على الامريكان ويترك الحزب الشيوعي ليصبح علما اسلاميا تاريخيا بعد انتمائه للحزب الذي كان يعارضه بشده وهو جماعة الاخوان ولقد استشعرالانقلابيون العسكريون خطره عليهم فاردوه السجن لاكثر من عشرة سنوات واعدموه ولقد قال لهم ان دمي سيكون لعنة عليكم وكانت نكسة حزيران لتثبت ان العسكر اكثر فسادا مما يتوقع الناس وهؤلاء هو من ينتمي اليهم صباحي فالناصرية ليست رجلا لوحده بل هي مجموعة الضباط الذين حكموا مصر وانزالوا فيها الفساد ولا يبرر لاحدهم انه صالحا اذا كانت بقية مجموعته فاسدة

  2. يقول جزائري:

    هل ستسقط السماء ؟ أم لا تجد مصر رجلا ؟ فمصر لها من الرجال من يسيرون العالم

  3. يقول جهاد صالح من فلسطين:

    ان ما تفعله حركة تمرد وجبهة الإنقاذ ليس هدم نظام مرسي او حكم الإخوان المسلمين بل هدم المنظومة الديمقراطية و سيادة الشعب عبر صندوق الاقتراع ، سابقة خطيرة لن تبقي ولن تذر، تسنًًّون سنة جديدة لن يتردد الطرف الآخر في استخدامها لو فزتم انتم بأي انتخابات قادمة ، لك الله يا مصر العظيمة

  4. يقول حامد:

    دعوت علی عمرا حتی فقده بلیت باقواما ترحمت علی عمرو، مرسی والاخوان
    المسلمین بیضو وجه حسنی مبارک واصبح امامهم ملاک

  5. يقول Hassan:

    ثمة خلل ما فيما يسمى ربيع عربي.

  6. يقول lmrad:

    لو كانت مصر (جمعية صغيرة ) وقامت المعارضة تطالب برحيل الرئيس المنتخب وكنت انا الرئيس لتنحيت لاثبت للمعارضة انها فاشلة ،،،، لكن مصر كبيرة وشعبها المسكين لا يجب ان يتخلى رئيسها لمجموعة فاشلة لا ترى النجاح الا من خلالها على كرسي الرئاسة !!! والدليل على فشلهم انهم يخافون من الانتخابات البرلمانية القريبة

  7. يقول الطفران:

    طبعا ستسقط السماء لان حال مصر سيبقى فوضى وكل مايحكم رئيس ستطالب المعارضة برحيله وستبقى مصر في دائرة مغلقة والشكر لذلك للبرادعي وموسى

  8. يقول هيثم الزبير:

    لو رحل مرسي!
    فلن يستقر لمصر حال..!
    وستخترع المعارضة المصرية ديمقراطية جديدة..وذلك بتغيير رئيس كل سنة!
    أفشل معارضة في العالم..وفيها كل الفاشلين الذي حكموا مصر على مدار 60 عام!

  9. يقول بن قدران:

    ماذا ان لم يستقيل مرسي ,,, وقع مرسي امام مفترق الطرق وهو اما ان يختار مصر على حساب الاخوان او ان يختار الاخوان على حساب مصر … ما نراه الان من اعتصامات هو لان مرسي اختار الاخوان على مصر.
    كنت اقول ان لم يرفع مصر الاخوان فلا يوجد من يرفعها. كنت اعتقد ان الاخوان سيرفعون مصر بالعمل التطوعي الشعبي حتى تقف مصر وكنت مخطأ. بشكل عام مرسي ضعيف ومعارضيه ايضا ضعفاء وما لمصر الا حكم العسكر

  10. يقول يوسف ابن تاشفين:

    يذكرني هذا الحال بحال فرعون وكم مرة أعطي الفرصة للتراجع عن فرعنته وأبى وكان قدر الله انه لو أُختُبر بالف معجزة لن يتراجع حتى تُقام الحجة عليه وكان قدر الله ان اغرقه، وها هو التاريخ يكرر نفسه بفرعون ذو رأسين البرادعي وصباحي اللذان ادمنا على الكرسي قبل الوصول اليه فكيف لو جلسوا عليه. – عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم – . والله إن أملي يزداد وإحساسي بان هذا الامر سيُسقط هذه المعارضة وستكون الضربة القاضية وإنشاء الله سيُبدلها بمعارضة خير منها يكون همها الدفع للامام ومعارضتها من أجل صلاح مصر وأبنائها، وليس لحرقها والرقص على دماء المستضعفين والتخريف والتهريج وعدم اتقان اي شئ سوى المزاحمة على من يحمل الميكروفون ليتفوه باقبح الكلام. هذه معارضة منذ ان نشأت لم تطرح مشروعا سوى التخريب وهدم الاقتصاد ونشر الشائعات وخلق دولة فاشلة للاجهاز على إرادة الشعب. اي معارضة هذه التي تريد ان تمحى اصوات الشعب حسب هواها وبشطبة قلم.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية