ماذا يملك الصهاينة الديمقراطيون غير “وحدة الأحزاب الـ4” ورقة انتخابية رابحة؟

حجم الخط
1

الخريطة السياسية قبيل الانتخابات تبلورت، فيها حزب يميني شعبوي، الأمر الوحيد الذي تبقى فيه ديمقراطياً هو الانتخابات التمهيدية التي انتخب فيها، بشكل ديمقراطي، أناس كثير منهم يرون في الديمقراطية ترفاً. فهم يفضلون حكماً سلطوياً، ويرون في حماة الحمى أعداء المصلحة القومية ويتخلون عن المبدأ الصهيوني المركزي: دولة فيها أغلبية يهودية مستقرة ومساواة كاملة لكل مواطنيها.

على يمين الليكود في هذه اللحظة حزبان يتنافسان فيما بينهما في الكراهية والعنصرية، ومن دونهما لا تحتمل حكومة برئاسة نتنياهو. وحتى لو ندم على الارتباطات التي نجح في تكوينها في اليمين الهاذي، فإن الجني خرج منذ زمن بعيد من القمقم، وهو ينتزع الأصوات من الليكود نفسه. الحزبان لا يؤمنان لا بالديمقراطية ولا بالصهيونية الأصلية.

في الجانب الصهيوني الديمقراطي من الخريطة أربعة أحزاب، ورئيس كل منها معروف. لكي نفهم الفوارق بين “العمل” و”ميرتس” نحتاج إلى عدسة تكبير كبيرة، وسبب أنهما لا يريدان قائمة مشتركة هو الخوف من أن يؤدي الربط بينهما إلى مقاعد أقل مما في السباق المنفرد. ولكي نفهم الفريق بين “يوجد مستقبل” والمعسكر الرسمي، نحتاج أيضاً إلى عدسة تكبير. هنا المشكلة شخصية.

إلى جانب هذين المعسكرين، يواصل معسكران قديمان وجودهما ولا يعرفان نفسيهما كصهيونيين ومنهما من يتحفظ على الفكرة الديمقراطية: الحريديم والعرب؛ ولكليهما تحفظ تقليدي من المشاركة في حكم يقوم على أساس مبادئ مختلفة، بل وحتى متعارضة تماماً معهما. ويجدان حلولاً في شكل نواب وزراء، مسؤوليتهم الجماعية أقل، أو ينضمون إلى الائتلاف ولكنهم لا يشاركون في الحكومة كي لا يكونوا مسؤولين عن سياستها.

ستكون الانتخابات مختلفة عن سابقاتها بسبب ما يبدو في الاستطلاعات تعزيز قوة اليمين المتطرف. فالانتقال بين معسكر ومعسكر يكاد لا يتحقق. والسؤال هو: أي طرف سينجح في إخراج مؤيديه من البيت مطلع تشرين الثاني.

إن إقامة جبهة صهيونية – ديمقراطية للأربعة أحزاب التي ستتنافس معاً إلى الكنيست كفيلة بدخول روح أخرى في المعسكر، وأن تؤدي إلى تطوع العديد من الناس للعمل في المقر المشترك الذي سيقوم للأحزاب، وأساساً توفير الطاقة السلبية في محاولة لكل حزب من الأربعة القضم من قوة غيره. على الرسالة أن تكون واضحة وحادة: الجبهة المشتركة ستقاتل كل من يدعو للتصعيد مع جرافة D9 على المحكمة، وعلى المستشار القانوني وعلى نافذي القانون؛ وفي المجال السياسي – خلق حدود بيننا وبين الفلسطينيين، سواء بالاتفاق أم من طرف واحد، في أثناء السنوات الأربع التالية.

ورقة الجبهة المشتركة في أيدي الكتلة الصهيونية – الديمقراطية. الخريطة السياسية التي نشأت الآن تمنع كل سباق مشترك عن الليكود (بصيغة الارتباط مع “إسرائيل بيتنا” لليبرمان، أو مع “كلنا لكحلون”، مثلما جرى في الماضي). ولا يجب على معسكر الوسط – اليسار التخلي عن فرصة الارتباط في ضوء الاضطراب في وضع يحقق فيه اليمين الشعبوي واليمين الديني – المسيحاني أغلبية في الكنيست وينفذ جزءاً من رؤيته.

المخاطر الانتخابية ليست كبيرة. لا يوجد بديل حقيقي لمصوتي الأحزاب الأربعة. والروح الجديدة في أعقاب هذه الخطوة كفيلة بأن تفاجئ المستطلعين؛ لأنه من الصعب الوقوف في الاستطلاعات على سلوك الناخبين حيال خيار افتراضي.

كل ما يتبقى هو الوصول إلى توافقات في المواضيع الشخصية وتصميم قائمة مشتركة تأخذ في الحسبان سواء نتيجة انتخابات الكنيست الـ 24 أم الميل المتحقق في الاستطلاعات. هذا هو الأمل للحسم.

بقلميوسي بيلين

 إسرائيل اليوم 26/8/2022

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء فلسطين:

    هههههههه لا يوجد صهيوني ديمقراطي بل يوجد صهيوني عنصري بغيض يعيش على سفك دماء الفلسطنينيين الأبرياء العزل الصامدين في وجه ابرتهايد الصهيونية البغيضة التي تقتل أطفال فلسطين وتهدم منازلهم بغير وجه حق منذ 1948 وإلى يوم الناس هذا ???

إشترك في قائمتنا البريدية