بيروت-“القدس العربي”: تتجه الأنظار الجمعة إلى باريس التي تستضيف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في أول زيارة له إلى الخارج بعد تأليف الحكومة التي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحد أبرز عرّابيها بعد اتصاله بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لتسهيل ولادتها بعد طول انتظار دام 13 شهراً منذ وقوع انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس عام 2020.
ومن المرتقب أن يبدي ماكرون لرئيس الوزراء اللبناني كل الدعم لحكومته المشروط بإجراء إصلاحات، وتنفيذ خارطة الطريق الفرنسية ومن ضمنها إعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي وإصلاح القطاع المصرفي وإجراء التدقيق الجنائي إضافة إلى تشكيل الهيئات الناظمة في قطاعي الطاقة والاتصالات.
وتأتي زيارة ميقاتي إلى فرنسا في وقت يحاول فيه طرق أبواب الدول العربية لإعادة الحرارة مع دول الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية لتمكين حكومته من إنجاز خطوات توقف الانهيار الاقتصادي والمالي وتحد من الأزمة المعيشية والحياتية في البلاد.
وتزامناً مع نيل الحكومة الثقة، رحّبت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بتشكيل الحكومة الجديدة وبمنح البرلمان اللبناني الثقة للحكومة وبرنامجها. وأكدت في بيان أنه “تماشياً مع البنود الرئيسية للبيان الوزاري المعتمد، حثّت مجموعة الدعم الدولية القادة اللبنانيين على التحرك بسرعة لتخفيف عبء المشقة الاقتصادية والاجتماعية عن الشعب اللبناني واستعادة الخدمات الأساسية والتحضير لانتخابات نزيهة وشفافة في موعدها في عام 2022 والشروع في الإصلاحات اللازمة لاستعادة الثقة ولتحقيق العدالة والاستقرار والازدهار للشعب اللبناني ولتمهيد الطريق لتعزيز الدعم الدولي”.
وفي إشارة إلى بيانها الصادر في 3 آب 2021، كرّرت مجموعة الدعم الدولية التأكيد “على أهمية استكمال التحقيق في انفجار مرفأ بيروت على وجه السرعة”، مؤكدة “وقوفها إلى جانب لبنان وشعبه”.
توازياً، بقي ملف ترسيم الحدود البحرية في واجهة الاهتمام بعد تكليف إسرائيل شركة أمريكية بالتنقيب في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان. وقد أكد رئيس الجمهورية ميشال عون المنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في بيروت السفيرة يوانا فرونتسكا “التزام لبنان تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته والتمسك بحقوقه في مياهه وثرواته الطبيعية والرغبة باستئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية”، وقال: “من هنا ابدينا اعتراضنا لدى مجلس الأمن والأمم المتحدة على ما قامت به إسرائيل مؤخراً من توقيع عقود تقويم تنقيب الغاز والنفط مع احدى الشركات الأمريكية، لأن هذه الخطوة تتناقض مع مسار التفاوض غير المباشر باستضافة الأمم المتحدة والوساطة الأمريكية، والذي يتطلب تجميد كل الأعمال المتعلقة بالتنقيب في المناطق المتنازع عليها بانتظار حسم مسار التفاوض غير المشروط”.
وأعلم رئيس الجمهورية السفيرة فرونتسكا أنه “سيلقي كلمة لبنان “أمام الجمعية العام للأمم المتحدة بعد ظهر يوم الجمعة المقبل بتوقيت بيروت عبر الأقمار الصناعية، لأن الظروف الداخلية فرضت عليه عدم السفر إلى نيويورك فضلاً عن ضرورة مواكبة انطلاق عمل الحكومة”.
وكانت السفيرة فرونتسكا هنأت في مستهل اللقاء الرئيس عون على “تشكيل الحكومة الجديدة”، مؤكدة ان “منظمات الأمم المتحدة ستعمل معها في سبيل تحقيق ما ورد في بيانها الوزاري، لا سيما في ما خص الإصلاحات وإجراء الانتخابات النيابية ضمن المهلة المحددة، إضافة إلى الاستمرار في دعم الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية وتوفير المساعدات اللازمة لها”.
ولفتت إلى أن مجلس الأمن سيلتئم في 9 تشرين الثاني المقبل للاستماع إلى إحاطة عن الوضع في لبنان لا سيما بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة على ضوء برنامج العمل الذي تقدمت به”.