ماكرون يثير بلبلة بإعلانه دعم الرئيس الجزائري

حجم الخط
13

باريس: أشعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببضع كلمات علاقة كان يسعى لتهدئتها مع الجزائر بدعمه الصريح لرئيس “شجاع”، فأجج بذلك المعارضة السياسية والإعلام الجزائري ضده.
وصرح ماكرون لمجلة “جون أفريك” أنه سيبذل كل ما في وسعه “لمساعدة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون” الذي وصفه بأنه “شجاع” في الوقت الذي لا يزال يلقى نظيره الجزائري معارضة كبيرة في الشارع وفي صناديق الاقتراع.
وسرعان ما صدرت ردود فعل منددة من أحزاب المعارضة وناشطين في الحراك الجزائري متهمة ماكرون بـ”التدخل” في شؤون البلاد وباتباع سياسية “نيوكولونيالية” وبأنه يظن نفسه مخولا لتوزيع شهادات شرعية.
وفي رسالة شديدة اللهجة نشرها على حسابه على فيسبوك، توجه المعارض كريم طابو الشخصية الرئيسية في الحراك الشعبي، إلى ماكرون مباشرة متسائلاً “باسم أي قيم وأي أخلاق وأي مبدأ ديمقراطي يمكنكم تبرير دعمكم لسلطة متغطرسة تعمد إلى سجن صحافيين وتنتهك الحريات العامة وتخضع القضاء لإملاءاتها”.
أدى الحراك الجزائري الذي بدأ في 22 فبراير/شباط 2019 إلى استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي بقي في الحكم 20 عاما، ويطالب بتغيير جذري في النظام القائم منذ الاستقلال في 1962. وحتى الآن لم يحقق أي نتيجة.
وتستهدف السلطات الجزائرية يوميا منذ أشهر ناشطين ومعارضين سياسيين وصحافيين ومدونين وتكثف حملات التوقيف والملاحقات القضائية والإدانات لمنع استئناف نشاط الحراك الذي علق بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.

– “حسن اختيار الكلمات” –

ولأسباب تاريخية في العلاقة مع الجزائر، تحرص الدبلوماسية الفرنسية على انتقاء كلماتها وتتوخى الدقة في تصريحاتها تجنبا لإثارة حساسيات مع المستعمرة السابقة لحد إظهار حذر شديد في مجال حقوق الإنسان.
وأعلن حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والأبحاث في العالم العربي وحوض المتوسط في جنيف أنه في العلاقة مع الجزائر “يجب حسن اختيار الكلمات. وللأسف أساء الرئيس ماكرون اختيارها وكانت تصريحاته خرقاء وجاءت بنتائج عكسية”.
وأضاف “يساورنا انطباع بأنه لا يعترف بما يحصل وأنه يدعم سلطة فاقدة للشرعية شعبيا ويقلل من أهمية الحراك”.
وفي الكواليس، ينفي مقرب من الرئيس الفرنسي أي موقف ضد الحراك – ويقول “إنه شديد الاهتمام بما يحصل في الجزائر” – ويؤكد قبل كل شيء على “روابط الصداقة مع الشعب الجزائري ورئيسه” في خضم الأزمة الصحية.
ويريد البعض أن في ذلك يد فرنسا الممدودة للرئيس تبون في مواجهة قسم من الهرمية العسكرية.
وتبون الذي انتخب في كانون الأول/ديسمبر 2019، يواجه انعدام ثقة شعبيا تأكدت بالمقاطعة التاريخية خلال الاستفتاء حول الدستور في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، الذي يعد مشروعه الرئيسي. وتشهد الجزائر شغورا في السلطة منذ شهر بعد ادخال تبون المستشفى في ألمانيا لإصابته بوباء كوفيد-19.
ويكشف محللون في باريس كما في الجزائر انه “ليس للجميع مصلحة في أن ينجح” وهو ليس في منأى من “أن يعزله العسكر”.

– غموض –

أيقظ غياب الرئيس الجزائري المطول عبد المجيد تبون لدى جزء كبير من الجزائريين ووسائل الإعلام، شبح شغور السلطة لدى دخول الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة المستشفى في الخارج إثر إصابته بجلطة دماغية في 2013.
وقال إبراهيم اومنصور الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس “يعيد كل ذلك إلى الأذهان الإذلال في عهد بوتفليقة وولايته الرابعة ودعم فرنسا له”.
وأضاف “دعم تبون في الوقت الذي توجد فيه شكوك حول مستقبل ولايته الرئاسية مجازفة بحد ذاتها”.
وأوضح أنه في نهاية المطاف من خلال دعمها الجزائر، تحرص فرنسا أولا على الحفاظ على مصالحها بدءا بالتعاون الأمني في منطقة الساحل.
وقال مراقب فرنسي إن “التدخل في ملف حقوق الإنسان يعني الاتجاه مباشرة إلى الكارثة السياسية والدبلوماسية. انهم في غاية الحساسية في هذا المجال”.
في المقابل، انتقد ماكرون في تصريحاته قمع الحراك إذ قال “هناك أيضا أمور لا تدخل في معاييرنا ونرغب في أن نراها تتغير”، لكن يبدو أن هذا الموقف مر مرور الكرام.
بنى النظام الجزائري شرعيته على المشاعر المعادية لفرنسا والتي لا تزال في الواجهة.
ولدى سؤاله حول “تحدي الذاكرة” الذي تطرحه حرب الجزائر، اكد إيمانويل ماكرون أنّ “فرنسا قامت بالكثير من البوادر” وأنّ المهم يكمن في “القيام بعمل تاريخي ومصالحة الذاكرتين” وليس “تقديم الاعتذارات”.
وأضاف “في الواقع، حبسنا أنفسنا” ضمن نوع من التأرجح “بين موقفين: الاعتذار والتندم من جهة، والإنكار والاعتزاز من جهة أخرى. ما أرغب فيه أنا، هو أن أكون مع الحقيقة والمصالحة، والرئيس تبون أعرب عن رغبته في القيام بالشيء نفسه”.
وخلص مسؤول حكومي فرنسي إلى القول “حتى وان لزمنا الصمت سيفسر ذلك بطريقة ما! مع الجزائر تختصر العلاقة دائما بمواقف تشوبها ظلال وغموض … ايجاد الموقف المناسب ليس بالأمر السهل”.
(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عادل:

    عندما يفقد الطرف الاخر الثقة، تصبح التصريحات والاعلانات والسياسات مصدر فوضى غالبا وبلا طائل في احيان كثيرة

  2. يقول ساهر:

    انتقد ماكرون في تصريحاته قمع الحراك وتناسى القمع الوحشي للسترات الصفراء….ماكرون يدعم الرئيس تبون عندما اصبح مريضا….كريم طابو وامثاله ليسوا الا دمى في ايدي امهم فرنسا….الاحرار في الجزائر ،يعتبرون فرنسا ام الخبائث…..

  3. يقول Sayah:

    كريم طابو ليس الا دمية في يد باريس
    هو وأمباله . من الاصنام السياسية .
    التي صنعتها باريس في الجزائر . وروجت لها
    في اعلامها . وكل له مهمة يقوم بها .
    وفي الاخير .جميعهم يحلب في إناء فرنسا .
    .والشعب الجزائري لا يخدع من امثال هؤلاء .
    قال الشخصية الرئسية في الحراك .
    من اعطاه هذا الوسام . وسام الشخصية
    الرئيسية . وهو كان في برلمان الرئيس المخلوع
    وجزء من نضامه . البائد .
    قال معارض قال .

  4. يقول akehal nada akehal:

    مازلت فرنسا تتدخل في الشؤون الجزائرية

  5. يقول خالد مصطفى الجزائر:

    نرفص التدخل الفرنسي في الجزائر أما حل النظام الجزائري فهو التحاور مع أقطاب الحراك والسياسة للخروج بحل ما عدا هذا فهو تيهان كتيه بنو إسرائيل في الصحراء أربعين سنة أما جزائر جديدة ووووو لقد منحتم 58 سنة للنهوض بدولة قوية و تحرير الشعب أحسبو كم إستهلكتم من أموال ألاف ملاييير الدولار منذ الاستقلال بدون فائدة ولا جدوى أموال ذهبت هباءا منثورا خلق أرباب مال يملكون الملايير وفقراء لا يملكون حتى قوت يومهم كريم طابو وبوشاشي وباقى أقطاب السياسة والحراك معهم حق هذا فساد وإفساد ثم هناك نقطة الشعب أصبح واعي وتوعى كيف ستسيطرون على شعب واعي مستحيل حتى لو طلبتم من فرنسا أو أمريكا أن تستعمرنا سيقولون لكم لا حيلة مع شعب واعي.

  6. يقول خالد مصطفى الجزائر:

    تتمة ……. المهم الجزائر في كف عفريت خصوصا ما سمعته في قناة أوراس تي في على أن الصراع في الجزائر هو بين جنرالات في الجيش أي أجنحة هناك جنرالات موالون لأمريكا وأخرون لروسيا وأخرون لتركيا وأخرون حتي للسعودية المهم اللذي قال لم يذكر أن هناك جنرالات موالون لفرنسا هل يعني أنه تم تصفيتهم أم لم يذكرهم المهم الجزائر في وضع خطير وخطير جدا وهنا بدأت تبدأ ملامح فترة ما بعد الشرعية الثورية صراع وتصادم.

    1. يقول بلجيكا:

      لا اتمنى لبلدكم الحرب والشعب الجزائري إخواننا كما لا نريد ان تنقسم الجزائر، كما لا احب الفتنة للمغرب، لا اتمناها ايضا على بلدكم،لا نعرف متى ستنتهي هذه الحرب الباردة التي اليوم لم تعد فقط بين الحكومتيين بل بين الشعبين ايضا،يحزنني ان اشاهد فيديهوات لجزائرين ومغاربة يتبادلان الحقد والكره من أجل عصابة مرتزقة لا تخدم مصالح الجزائر ولا مصالح المغرب،اجدادنا الشهداء كانو ا عبرة لنا في المحبة والتضامن .تحية للشعب الجزائري مغربي وجدي مر من هنا

    2. يقول خالد مصطفى الجزائر:

      يا سيد بلجيكا أضن أنك أخطئت العنوان في الرد أو تريد أن تقولني ما لم أقله أنا لم أذكر حتى المغاربة والصراع المغربي الجزائري لا يهمني لأنني محايد أنا لم أقل شيئا من نفسي إلا أنني أحلل مايقال في القنوات وما يقوله الساسة.

  7. يقول أبو موسى:

    الجزائر حكومة و شعبا لن يعود الى مستعمريه مرة أخرى والى دق الاسافين الخبيثة. إتركوا شعب الجزائر الابي يحل مشاكله بنفسه وليفظ الله هذا البلد الطيب من خبث الطامعين الملحدين!

  8. يقول الجزائري الحر:

    يا ماكرون الجزائر ليست لبنان حتى تتدخل في شأن الجزائريين و أعلم يا ماكرون بلدك ستدخل في مشاكل لا تعد و لا تحصى كن شجاعا في بلدك قبل القول في بلدان الناس
    الجزائر بلد مستقل و لا نبغي اي أحد من الرؤساء التدخل في مشاكلنا نستطيع أن نحل مشاكلنا بنفسنا
    و بالنسبة لقولك بأن تبون شجاع الشجاعة يحس بها صاحبها إن كان شجاع فهو شجاع و إن كان عكس ذلك فهو يعلم بنفسه

  9. يقول Mohamed:

    فرنسا معروفة بحسدها و غيرتها من الجزائر يا ماكرون النهر في قضية السيارات الصحراء قبل الجزائر

  10. يقول براهيم طيب:

    عن أي حراك تتحدث… حراك الشرذمة، هم أصلا تابعين لفرنسا و ماكرون و المرحلة الإنتقالية التي يريد ماكرون فيها تعيين ممثل له رئيس لفترة إنتقالية يتم فيها تنفيذ أجندة فرنسية…. تصريحات ماكرون لاقت معارضة و تنديد من الوطنيين النوفمبريين الأوفياء للوطن و أبناء الشهداء و المجاهدين……

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية