باريس- ‘‘القدس العربي’’: يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح اليوم، في قصر الإليزيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وذلك قبل ساعات من توجهه إلى صربيا، في زيارة تستغرق يومين، تأتي في أوج مشاورته السياسية من أجل تعيين رئيس وزراء جديد، غداة إعطائه الضوء الأخضر لانطلاق دورة ألعاب باريس البارالمبية.
بعد المناقشات التي بدأت هذا الصيف، سيناقش الزعيمان الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط، فضلاً عن آفاق العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. كما سيناقشان أيضًا تعميق العلاقات الثنائية، لا سيما في مجال الأمن والدفاع، فضلاً عن مواصلة التعاون بشأن الهجرة غير الشرعية في القناة، وفق بيان قصر الإليزيه عن الزيارة.
تأتي زيارة ستارمر إلى فرنسا غداة زيارته إلى برلين، التي أعلن منها مع المستشار الألماني أولاف شولتس عن معاهدة ثنائية غير مسبوقة سيوقعها البلدان بهدف ‘‘إعادة تحديد’’ العلاقات الثنائية بعد بريكست.
وقال ستارمز، في أول زيارة يقوم بها إلى ألمانيا منذ تولي مهامه في مطلع تموز/يوليو، إن إعادة تحديد العلاقات مع ألمانيا، ومع الاتحاد الأوروبي عموماً، ‘‘لا تعني أنه ينبغي الرجوع عن بريكست، أو العودة إلى السوق الموحدة، أو الاتحاد الجمركي، بل يعني علاقة وثيقة أكثر’’.
أما صربيا فيزورها ماكرون مساء اليوم، في أعقاب زيارة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى باريس في أبريل/نيسان الماضي. وتهدف إلى ‘‘إعادة التأكيد على دعم فرنسا للترسيخ الأوروبي” لهذه الدولة الواقعة في منطقة البلقان، حسبما ذكر قصر الإليزيه.
ماكرون كان قد أعلن أن مستقبل صربيا يكمن “داخل الاتحاد الأوروبي” و”ليس في أي مكان آخر”. فالبلاد مرشحة رسميًا لعضوية الاتحاد الأوروبي، حتى لو كانت علاقاتها مع روسيا موضع شك. ورفضت صربيا الالتزام بالعقوبات الأوروبية ضد موسكو بعد غزو أوكرانيا.
A bright new future for UK-German relations, brought closer together than ever before. pic.twitter.com/V9vEqPYDQd
— Keir Starmer (@Keir_Starmer) August 28, 2024
وهناك قضية حساسة أخرى هي كوسوفو، التي أعلنت استقلالها في عام 2008، ولكن بلغراد ترفض الاعتراف بها. وفي الربيع الماضي، دعا إيمانويل ماكرون البلدين إلى ‘‘القيام بدورهما والمضي قدماً’’ على طريق التطبيع.
في بداية آب/أغسطس، دانت فرنسا أيضاً ‘‘تضاعف الإجراءات الأحادية الجانب التي اتخذتها سلطات كوسوفو’’، والتي ‘‘تهدد جهود التطبيع’’ بين بلغراد وبريشتينا، وهي ‘‘المتطلبات الأساسية لتحقيق المنظور الأوروبي للبلدين’’.
سيكون لزيارة الرئيس الفرنسي أيضاً تركيز اقتصادي، ويمكن أن تشهد اتفاقاً لبيع 12 طائرة مقاتلة من طراز رافال، مقابل عقد قيمته أكثر من 3 مليار يورو.
وقال ألكسندر فوتشيتش، يوم الإثنين الماضي، لقناة تلفزيونية صربية: ‘‘لقد عملنا على هذا العقد لعدة أيام’’. وقال، في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس: “إنه عقد ضخم لبلدنا، وليس عقداً صغيراً حتى بالنسبة لفرنسا”.