مانشستر يونايتد بين ثورة رونالدو وثورة جماهيره!

في حين يقود النجم البرتغالي المتمرد كريستيانو رونالدو ثورة فردية اليوم لضمان الرحيل عن مانشستر يونايتد من أجل مجده الشخصي، فان جماهير النادي ثارت وما زالت من أجل ابقاء «الشياطين الحمر» بين نخبة الأندية الأوروبية.
ما حدث في مانشستر يونايتد الموسم الماضي من تقلبات هي إرهاصات أو مبادئ ثورة إدارية ورياضية في أروقة النادي، فبعد غضب الجماهير وافشالهم لفكرة الدوري السوبر الأوروبي، ورحيل آخر ممثل لهم من جيل التسعينات النجم والمدرب السابق أولي غونار سولشاير الذي عوضا ان يرفع الضغط عن عائلة غليزر المالكة للنادي والرئيس التنفيذي إد ودوورد، زاد الضغوطات عليهم  لتغيير سياسات النادي، ومن مظاهر هذه الثورة أو التغيير قدمت الجماهير ممثلة في رابطة المشجعين المعروفة باختصار «ماست»، وهي مجموعة هدفها إعادة اليونايتد الى أمجاده السابقة، عريضة طالبت فيها إدارة النادي بإشراك الجماهير في ملكية النادي عن طريق شراء أسهم حتى يصبحوا أعضاء أصحاب قرار، وبمخاطبة الجماهير بشكل أكبر، والأهم تعيين مجلس إدارة بعيد عن الأعمال التجارية يهتم بالجانب الرياضي، وتغيير هيكلية إدارة النادي، لأن يونايتد النادي الوحيد بين نخبة الكبار الذي لم يكن يملك فعليا مديراً كروياً وتقنياً لسنوات طويلة. وبناء على ثورة الجماهير هذه تم تعيين جون مورتوغ مديرا كروياً ودارين فليتشر مديرا تقنيا. ووصف ودوورد، مورتوغ  بأنه حلال المشاكل، ويعتقد أنه أحد أسباب هذه الثورة ومن أقنع عائلة غليزر بامكانية تحقيق نجاحات ونتائج إيجابية بدون إنفاق كل هذه الأموال الضخمة. وعين ريتشارد أرنولد مديراً تنفيذيا جديداً بدلا من وودورد، ورغم أنه كان محاسباً وموظفاً في بنك وأن جماهير يونايتد لا تتفاءل به لأنه يعتبر «ودوورد جديداً»، لكنه اعترف قائلا: «لا أدعي معرفة كرة القدم ولا أرغب بذلك، لكنني سأقوم بتعيين من يعرفون ذلك»، وهو المبدأ الذي انتهجه المدرب الاسطوري أليكس فيرغسون. وهذا ما تطالب به جماهير يونايتد دائما ان يقوم مختصون محترفون بالمهام الرياضية.
وشهدت الثورة استقالات بالجملة، فرحل جيم لاولر كبير كشافي يونايتد والكشاف المسؤول عن التعاقدات الدولية مارسيل باوت، والأهم إستقالة مات دودج مدير المفاوضات الدولية وهو أحد أذرع عائلة غليزر، الذي كان يضعه الملاك وراء كل عملياتهم المالية، ورغم انه كان مدير مفاوضات النادي في ضم اللاعبين لكن فعليا لم يكن له أي علاقة بكرة القدم. وأيضا الإستعانة بمايكل فورد مستشار عائلة غليزر وتشلسي سابقا وأيضا مدير شركة «سبورتولوجي»، وهي شركة تقدم خدمات استشارات رياضية، وهي التي اقترحت تعيين رالف رانييك بناء على أساليب علمية اتخذتها الشركة. وهي الطرق التي قادتها الى المفاضلة بين بوتشيتينو وتن هاغ بناء على أبحاثها ودراساتها والمقابلات الشخصية. وثمار ثورة الجماهير كان تغيير عقلية النادي والتفكير بجدية في التفاوض مع بول ميتشل وهو أحد أهم الشخصيات المؤثرة في عالم اكتشاف المواهب الشابة، وكان كبير كشافي ساوثهامبتون من 2011 الى 2014، وهي الفترة التي حقق فيها أكبر نجاحاته، وايضا توتنهام مع بوتشيتينو من 2014 الى 2017 وايضا مع لايبزيغ من 2017 الى 2020، وهو حاليا مدير المفاوضات في موناكو. وأخذت عملية التعاقد مع تن هاغ وقتا طويلا، قرابة أربعة شهور، وفي تلك الفترة كان مورتوغ وإدارته يقومون بعملية فحص وتدقيق من خلال جمع أكبر كم من البيانات، وجاء اختيار تن هاغ بفضل شخصيته التي تتسم بالصرامة والشفافية والوضوح وعدم القبول بأنصاف الحلول. وطبقا لمصادر عدة فإن تن هاغ هو الذي ماطل في المفاوضات لأن كانت له طلبات وشروط واضحة في الإنتقالات وفي الجهاز الفني. وعندما سئل عن الفريق ووضعه، قال: «سأقوم بتحليلي الخاص». وقال ستيف مكلارين مساعد تن هاغ الجديد والذي كان تن هاغ نفسه مساعدا له أثناء تدريب تفينتي الهولندي: «بدأنا التدريب قبل الموسم بعد تعييني مدربا لتفينتي. وكان ثاني يوم فترة إعداد الفريق. وأخرج لي تن هاغ مجلدا يشرح كل التفاصيل لستة أسابيع للإعداد بالترتيب الزمني. حتى فترات الراحة والوجبات وجلسات الإعداد البدني الفردي والفني والذهني. كان ملفه متخما بالتفاصيل ولم أر شيئا مشابها في حياتي». ووصفه بأنه مدرب التفاصيل وأنه «يدرس كل مباراة على حدة بوضعه خططا كيف سنقوم بالضغط على الخصم وكيف سنقوم ببناء اللعب والهجمات». لدرجة ان مكلارين هو الذي تعلم منه، معلقا: «كنت أظن انني أعرف كرة القدم ولكنني عندما ذهبت إلى هناك اكتشفت انني لا أعرف شيئا». والنقطة الأهم التي ذكرها مكلارين ان هناك عاملاً مشتركا بين شخصية فيرغسون عندما كان مساعدا له في موسم الثلاثية عام 1999 وتن هاغ الحالي في أسلوب اللعب ونجاعة الهجوم وتحقيق الفوز، وهي ان فيرغسون كان يقوم بتغييرات لم يكن يفهمها مكلارين نفسه ولكن كانت تأتي بنتائج إيجابية وتحقق الفوز وأن تن هاغ يقوم بنفس الأسلوب. ولهذا السبب فان ثورة رونالدو اليوم ليست سوى زوبعة في فنجان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول اثير الشيخلي - العراق:

    أين موقع رونالدو من اعراب المقال ؟!
    تم ذكر رونالدو في البداية و النهاية فقط دون أن أرى ربطاً مؤثرا له بفكرة المقال !

إشترك في قائمتنا البريدية