مهما كانت الذرائع والمبررات، و مهما كان الانتماء للمحتشدين، ومهما كانت المصلحة العامة، ففض الاعتصام بهذه الكيفية المتوحشة واستعمال قوّة السلاح العسكري بما فيه من مصفحات وقنابل وعربات مجرورة وغيرها من الأسلحة المعدة لمجابهة العدو الخارجي، هذا غير مقبول على الإطلاق. أنا لا أعتقد أن الاعتصام حتى وإن استمر لعدة اشهر بل وحتى سنوات، لن يغير شيئا في مجرى الأمور في مصر، والكل يعلم أن القيادة الحالية ليست من الملائكة ولا أحد يعتقد أن هذا الاعتصام واعتصامات عدّة من شأنها أن تعرقل المشاريع الكبرى الجاري تفعيلها. استعمال هذه القوّة المتوحشة لقتل المواطنين مهما كانوا على خطأ انما يدل على علاج سيء لمرض خفيف، وما حدث اليوم في مصر لا يصب إلا بمصلحة اعداء الأمة بأسرها. الدماء التي سالت في القاهر، حتما، ستكون لها تبعات وخيمة، والذي اتخذ هذا القرار لا يتمتع لا بالحكمة ولا بالذكاء. وأنا لا أدافع عن الإخوان وإنّما عن المواطنين مهما كان انتماؤهم السياسي. المجزرة اليوم تذكرنا بالمجازر التي حدثت في أمريكا اللاتينية في الستينات وفي السبعينيات ضد الشيوعيين أو اليساريين. محمد ميزان