ما الذريعة الجديدة لدى إسرائيل لمواصلة هجومها على سوريا… حماية الأكراد؟

حجم الخط
0

صديقي الكردي القديم من سكان أربيل، وهو واحد من المستشارين القدامى لرئيس كردستان العراقية نيجيرفان بارزاني، بعث لي أمس برسالة قال فيها “الجولاني، الحاكم الجديد في سوريا، وإن أطلق رسالة مصالحة أمام الكاميرات تفيد بأن الأكراد جزء منا، فأنا قلق جداً. اجتزنا مصاعب مثلهم تماماً، وإن شاء الله نجتمع في سوريا الجديدة دون تمييز بين السكان، بمن فيهم الأكراد”.

غير أن الإعلام ليس كافياً ولا يهدئ الأكراد، وهم يتوجهون الآن للاستنجاد بإسرائيل، وشرح صديقي الكردي بأن الحكم الجديد في سوريا يتشاور مع الأكراد، ويتعاون معهم ولا ينجح في التحرر من عناق اردوغان. بالتوازي مع التحول الدراماتيكي في سوريا، تعمق قوات الجيش التركي القتال في أراضي كردستان. ومدينة كوباني هي الآن تحت هجوم كردي شديد، والأكراد يخشون من السقوط.

تركيا، التي تدعم الثوار الذين أسقطوا الرئيس الأسد في 11 يوماً من القتال، هي المنتصرة الأكبر وهي أول من فتح سفارة في دمشق، بعد 12 سنة من الغياب.

القصة الجديدة في سوريا ثمرة تعاون طويل من خلف الكواليس. تركيا أدارت اتصالات دائمة مع كل المؤيدين للمعارضة السورية، ومنحت الثوار في الخفاء سلاحاً ومعسكرات تدريب. توزيع واضح للمهام: مساعدة عسكرية من تركيا وإسناد مالي من قطر. والآن، يعلن وزير الدفاع التركي، يشار غولر، بأن سوريا إذا كانت “معنية”، فستتعاون تركيا مع الجيش السوري الجديد.

بعد أن فر بشار إلى روسيا، يشعر اردوغان بالنصر. يريد اردوغان سيطرة لدى الجارة من الجنوب، ويطالب بألا يزعجه أحد في محاسبة الأكراد، الذين يستولون على ثلث أراضي سوريا مع تواصل إقليمي مع أراضي العراق.

رئيس تركيا يدرك أن الـ 3.6 مليون لاجئ سوري في بلاده لا يريدون كلهم العودة – حتى الآن، 1.847 فقط اجتازوا الحدود عائدين. سوريا بحاجة إلى ترميم جذري بعد 13 سنة من الحرب الأهلية. ثمة حاجة لكثير من الآمال، والمساعدة الإنسانية، وجسم قوي يحرص على احتياجات السكان الأساسية. فهل الحاكم الجديد، أحمد الشرع (الجولاني)، قادر؟ سنرى.

لئن حصل الأسد على قوته من إيران وروسيا، فقد تدحرجت الكرة دفعة واحدة إلى أنقرة، وهي كرة قد تشوش علاقات تركيا مع طهران وموسكو. كلتاهما أخرجتا المستشارين العسكريين، وسقط السلاح في أيدي من استولى على الحكم في دمشق. ستكون أنقرة من الآن فصاعداً هي الحامية لأسلحة الجو والبحرية الروسية في مدن الشاطئ.

وبنبرة إيجابية: في أول خطاب ومقابلة تلفزيونية في سوريا، تحدث الجولاني مباشرة عن أن إسرائيل لم تخرج أيديها وأرجلها من سوريا بعد. ركز الجولاني على مطلب خروج طائرات سلاح الجو من أراضي سوريا، وأوضح بأن “ليس لنا خطط للدخول في نزاع مع إسرائيل”. وسارع رئيس الأركان، هرتسي هليفي، إلى الرد فقال إننا “لا نتدخل بما يجري في سوريا”. لا تغيير في هذه الأثناء، وإسرائيل تواصل الهجوم. السؤال الذي ينبغي إعطاء الرأي فيه هو: ما الذي بقي لنا لنبحث عنه في سوريا بعد خروج إيران وحزب الله؟

سمدار بيري

 يديعوت أحرونوت 17/12/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية