انتهت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط دون بشائر حقيقية لإسرائيل في الموضوع الإيراني – مثلما بلغتنا “يديعوت أحرونوت” يوم الجمعة. ومثلما قال وزير الخارجية السعودي أمس، إنه لا توجد اتفاقات تعاون مع إسرائيل في هذا الموضوع، لا قبل القمة ولا بعدها. الاختراق الذي أملت إسرائيل في تحقيقه مع السعوديين لم يتحقق، والمشاكل الأمنية التي تقف أمامها ستتفاقم في الفترة القريبة القادمة وستتحدى رئيس الوزراء الجديد يئير لبيد. الحدث المهم الذي تتطلع إليه العيون الآن هو قمة طهران التي سيشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وحسب منشورات جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، فإن إيران تعتزم نقل مئات المُسيّرات إلى روسيا بما فيها مسيرات “انتحارية” بهدف استخدامها في الحرب بأوكرانيا. وعلى حد زعمه، ستدرب طهران جنوداً من روسيا على استخدام المنظومات الجديدة. ويدور الحديث بالمناسبة عن أدوات موجودة لدى “حزب الله” في لبنان أيضاً. نفى الإيرانيون ذلك، لكن كشفت الولايات المتحدة أمس تفاصيل أخرى تعزز المعلومة. بزعم الأمريكيين، فإن وفداً من مسؤولين روس كبار وصل الشهر الماضي إلى إيران بهدف فحص إمكانية شراء المسيرات من إنتاج طهران.
هذه الصفقة تجعل إيران موردة سلاح لروسيا. ونتيجة لذلك، ستكون موسكو ملتزمة أكثر بالمصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، بما فيها تلك المتعلقة بإسرائيل. وعليه، ففي أوساط المحافل الأمنية في إسرائيل قلق كبير من هذه القمة.
يمكن للإيرانيين أن يطلبوا بالمقابل مثلاً أن يقيد الروس نشاط سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، والذي يستهدف قواتهم. وهذا طلب معقول، ويجب الاستعداد له مثلما يجب الاستعداد لمظاهر تعاون تمس بإسرائيل. الساحة الإضافية التي يجب أن نستعد لها بجدية أكبر هي لبنان. “حزب الله” هو الآخر يعدّ تهديداً مركزياً على دولة إسرائيل. تحدث رئيس التنظيم، حسن نصر الله، بشكل متطرف تجاه إسرائيل حتى بمقاييسه، في خطاب ألقاه الأربعاء بشأن آبار الغاز الإسرائيلية؛ إذ أعلن بأن “رسالة المسيرات ليست سوى بداية. سجلوا المعادلة التالية: سنصل إلى كاريش وإلى ما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش. نتابع كل الحقول، والآبار، والطوافات على طول الحدود. إذا كنتم تريدون منع الحق عن لبنان في إنقاذ نفسه من خلال استخراج النفط والغاز، فلن يتمكن أحد من استخراج النفط والغاز”.
يعد هذا تصريح كفاحياً جداً لنصر الله، يحظى بريح إسناد من إيران التي تصبح الآن لاعباً أهم في المنطقة. هذه الريح هي أغلب الظن تلك التي خلقت الدافعية لإطلاق الصواريخ نحو عسقلان و”قاطع لخيش” ليلة أول أمس. وتقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن حماس لم تنفذ إطلاق النار، ولكن مثلما تعلمنا هذه السنة فإنها تتحكم جيداً في المنطقة، ومن أطلق النار لم يفعل ذلك دون إذنها حتى وإن بالصمت.
كما أن حماس هي التي دفعت ثمن الهجوم. في الليل نُفذت غارتان مهمتان ضد وسائل إنتاج الصواريخ بعيدة المدى، إصابات تضر بمساعي تعاظم القوى لدى حماس تمهيداً للمواجهة التالية مع إسرائيل. لم يستطب الجيش النقد الذي وجهه سكان غلاف غزة بأن الجيش الإسرائيلي فضل ألا يدمر موقع حماس أمام “نتيف هعسرا”. زعم السكان هو أن الجيش يخسر في معركة الوعي حيال حماس، وثمة معنى لهذا.
ضابط كبير رد على الادعاءات وقال إن تجاهل هذا الموقع يدل على أنه غير مهم من ناحية عملياتية. “أنزلنا 16 طناً في هجمتين على مواقع إنتاج في غزة. هذا أكثر أهمية من الموقع”، ادعى الضابط.
قد يكون محقاً من ناحية عسكرية، ولكن في المواجهات غير المتماثلة في العام 2022 أهمية كبيرة جداً أيضاً لأعمال تؤثر في الوعي تجاه العدو التي وإن كانت مريحة عملياتياً، لكنها تستغل أدوات إعلامية لأجل رواية قصة نصر. ولا يزال الجيش الإسرائيلي في هذا الملعب متخلفاً. بعض من أعضاء هيئة الأركان يستخفون بهذا الموضوع المهم جداً، وهذا خطأ.
بقلم: يوسي يهوشع
يديعوت أحرونوت 17/7/2022
اللهم انصر فلسطين واهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين ??????????????