ما نوع المجانين الذين يديرون العالم؟

حجم الخط
12

امتلأت أخبار بداية العام الجديد بالدراما و«الأكشن» والغرائب الطريفة منها والمؤلمة وكلّها يقول إن العام الجديد سيحمل على ظهره أثقال الأعوام الماضية وعجائبها ومآسيها فنهايات السنوات أو بداياتها محطات رمزيّة يمكن الاستهداء بها والاستشفاف منها فلا يقع المؤمن في جحر مرتين، أو يكرّر إلى ما شاء الله أخطاءه.
تتصدّر حوادث كراهية البشر لبعضهم البعض سلّم الأخبار ولا نستثني هذه الحوادث قارّة أو بلداً، وتثير مكنوناتها وما يرافقها من مدلولات كما فعل أحد الإرهابيين العنصريين في ألمانيا باستهداف مجموعة مهاجرين أفغان وسوريين أبرياء بسيارته، فيما نجد إرهابيّا على المقلب الآخر من نهر الكراهية يستهدف أيضاً أناساً أبرياء ولكن هذه المرة من البريطانيين في مدينة مانشستر بحادث طعن، وسبق ذلك بأيام حادث هجوم على سيّاح في مصر فابتهج مسؤول عسكري لأنهم لم يكونوا أمريكيين أو أوروبيين في ترتيب ازدرائي لمقامات البشر!
تبدو بعض حوادث فاتحة العام في منزلة بين الملهاة والمأساة ومن ذلك محاولة 100 من مهاجري أمريكا الوسطى دخول الولايات المتحدة ليلة رأس السنة فيما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يغرّد متمنيا «عاماً سعيدا للجميع بمن فيهم الحاقدون وإعلام الأخبار الكاذبة»، وكانت «القيادة العسكرية الاستراتيجية» الأمريكية التي تشرف على الترسانة الذرية لبلادها تغرّد بدورها مهددة العالم بإسقاط قنابل نووية ما دفع مسؤولا أمريكيا سابقا عن «مراقبة أخلاقيات» الحكومة الأمريكية للتساؤل: «ما هو نوع المجانين الذين يديرون هذا البلد؟».
يثير التأمل أيضاً كيف أن سعي البشر للفرح والاحتفال والابتهاج يؤدي أحياناً إلى عكس المطلوب منه، وإذا كان الأمر يبدو مضحكا أحيانا، كما حصل حين علق ثمانية أشخاص ليلة رأس السنة على ارتفاع 50 مترا عن الأرض في مدينة ملاه فرنسية، أو حين خرجت النار عن السيطرة في منتجع بهولندا، فإن التطرّف يؤدي بالضرورة إلى حوادث بشعة ومؤذية كما حصل في سوريا التي سقط فيها قتيلان وعشرات المصابين في احتفالات رأس السنة، والعراق الذي سقط فيه 104 جرحى لإصاباتهم بألعاب نارية ورصاص.
من الأحداث العربية التي يبدو أن منطوقها يعاكس عنوانها هو إعلان الإمارات أمس الأول الثلاثاء 2019 «عاماً للتسامح» وهو مثله مثل خبر تشكيل أبو ظبي «وزارة للسعادة» وكالأخبار السابقة تجعلنا في حال بين السخرية الشديدة والكرب الممضّ، فأبو ظبي الداعية للتسامح هي البلد الذي أصبح دولة بوليسية شديدة تراقب سكانها وتعاقبهم بشراسة، وهي من أشدّ المدافعين عن حصار جارتها قطر، والدولة التي توظّف الميليشيات العسكرية والمرتزقة لقتل اليمنيين، والتي دعمت الانقلاب على حكومة منتخبة في مصر، والتي تموّل وتزود الجنرال الليبي خليفة حفتر بالترسانة والدعم، والتي تتدخل بحماسة لدعم أي اتجاه عسكريّ وأمنيّ مضاد للشعوب في العالم العربي.
لم تقتصر الأخبار على قضايا الموت وفورات الطبيعة القاتلة فأحد الأخبار كان عثور عمال الإنقاذ في روسيا على رضيع على قيد الحياة تحت الأنقاض بعد انفجار ألحق أضرارا بـ48 شقة سكنية أسفر عن مقتل 22 وفقد عشرات آخرين، وكذلك العثور على أمّه، وفيما كشف الحادث عن سوء الإدارة والبنى التحتية والإهمال في معايير السلامة الروسية فإنه قدّم قصّة تبعث على الأمل في عالم تثير أحداثه الرعب والخوف والقلق على المستقبل.
من الطبيعي أن تنقل وكالات الأنباء حوادث القتل والكوارث والمصائب وبالتالي فإننا سنلجأ لمخيّلتنا ولآمالنا لنجد بطولات إنسانيّة يسطّرها أناس عاديّون بكفاحهم من أجل عائلاتهم، وبشر يقاتلون من أجل حقوقهم، ومواطنون يغيّرون العالم بصمت ويسخرون من سدنة الكراهية والعنصرية والإرهاب، ومن مسؤولي العالم الكبار المجرمون منهم والكذبة والمجانين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الحروب تزدادا عاماً بعد عام, كما تزداد مصانع الأسلحة بدلاً من المدارس والمشافي! بعض الطائرات الحربية ثمنها أكثر من 100 مليون دولار!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول .Dinars:

    رغم الكراهية بين البشر التي تزداد حدتها كل يوم ورغم الدمار المستمر فإن صورة الأمل قد تجسدت في صورة الرضيع الروسي وأمه وقد أُخرجا من تحت الركام في بداية سنة جديدة.
    صورة الرضيع تُذكر العالم بأن عيسى عليه السلام سوف ينزل من السماء لينقذ البشر من براثن الإستبداد مهما طال ليل الظلم.

  3. يقول سوري:

    أمنيات زعماء العرب الأشاوس هي أن يستمروا في السلطة مهما كانت الجرائم التي يرتكبونها بحق شعوبهم من قتل وتهجير وتقطيع اوصال المعارضين بالمنشار وتذويبهم بالأسيد. أما أمنيات الشعوب فهي التخلص منهم الى الأبد

  4. يقول الفاحص- مصر:

    هم نوع من المأفونين يريدون العالم دماء وخرابا لا يتوقف. هم نوع من جنس يقتات على خراب الدول وضياع الشعوب. هم عملاء لأنظمة تظن أن لها قيمة وتتوهم أن لها احتراما مقابل ما تدفع من عطايا سخية للعملاء. هم قوم يحسبون أن لهم قيمة ووزنا وهم في الحقيقة حثالة الخلق يختصرون المشهد في الزاوية التي تروق لهم. هم يمضغون كلمات الباطل مثل العلكة وتصيبهم كلمات الحق يالسعار، والخرس أحيانا، فلا يعلنوها.

  5. يقول ابن الجاحظ:

    الغريب أن كل زعماء العالم اليوم مرعوبون…… الديمقراطى منهم و الديكتاتورى ….مهددون من شعوبهم……نظام العالم الحالى لم يعد مقبول……… 2019 تحرر الشعوب من هؤلاء أجمعين…….

  6. يقول الاردن الهاشمي:

    ان من اهم اسباب زيادة الفوضى العالمية ، الزيادة الكبيرة في التقنية التي وفرت وقتا للانسان للعبث وخلق الفوضى كنتاج طبيعي للتقنية.الحاكم يعبث بمقدرات البلاد والفرد يعبث بمقدار نفسه.والاخير اخطر…لهذا يزداد القتل والاغتصاب والطلاق والسرقة والكذب ووووووالجميع يسعون للحصول على المال الكثير…..وطريق المال معبد بالصراعات المريرة.لذلك المال اس الصراع في الارض للرجال والنساء.لهذا الجميع يبحثون عن الطريق الموصل الى المال بدون قيم ولا اخلاق ولا رادع.

  7. يقول عبود:

    المجانين الذين يديرون العالم فإن إدارة العالم بالنسبة لهم لعبة سهلة
    لأن الأكاذيب والدعايات يصعب كشفها . معد ربما الصحافة هي التي تكشف الصواب من الخطأ .. أما الناس العاديين لماذا لا يصدقون هذه الأكاذيب …من سيقوم من الناس العاديين بعملية تحري من الأخبار وكيف سيقوم بها … لذلك مجانين العالم يمرحون كما يريدون من وصل الي القمة فلا يريد النزول حتى لا يكتشف كذبه

  8. يقول سامح //الأردن:

    *إذا فقد الإنسان (الأمل ) إنتهت حياته.
    لهذا ضروري نتفاءل بعام جديد سعيد
    لجميع الدول وجميع الشعوب.
    سلام

  9. يقول د 0 عطوة 0 سيناءارض الشهداء:

    الذين يديرون العالم الذين يحددون من سيفوز في انتخابات امريكا قبا 4 سنوات من اجرائها والذين قال ترامب بحملته ان بلاده مدانة لهم ب20 ترليون والذين ادخلوا بوتن بكل وزنه لسوريا لحماية الاسد بعد تعهدهم بالتكلفةوالذين هربوا الاموال مع التقنية من الغرب الى الصين قبل 20 عام ليباع نفس المنتج بالغرب بعشر تكلفته بالمصنع وادخلوا الغرب بحروبهم ضد الاسلام في العراق وافغانستان ليسرعوا السقوط ومن يتهمون الاخرين بكراهيتهم وهم يكرهون حتى انفسهم

  10. يقول ابن تيمية - ايلياء:

    من يحكم العالم عائلتين مجموع ثرواتهم يزيد على 2000 ترليون دولار يتهمون الغير بكل فسادهم وهم بؤرة الفساد في الارض فلن يكون سلام ولا عدل في الارض ما داموا متسلطين باموالهم على رقاب العباد والبلاد والسلام على من اتبع الهدى0

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية