ما هكذا يرد الجميل ايها الاشقاء المصريون
ما هكذا يرد الجميل ايها الاشقاء المصريون لا اجد سبباً وجيهاً واحداً او مقنعاً لتعامل السلطات المصرية مع العراقيين المهاجرين الي الاراضي المصرية بعد ان ضاقت عليهم ارض الرافدين فتركوا ديارهم العامرة وخيراتهم الوافرة ليفروا بحياتهم جراء ما احدثه الاحتلال من خراب ودمار وفتنة في مدنهم الحزينة. والغريب في الامر ان العراقيين في مصر اقل عدداً بكثير من العراقيين في سورية والاردن واوروبا وامريكا وليبيا ودول الخليج العربي التي تضع شروطاً قاسية للاقامة في بلدانها لكنها تقديراً للظروف التي يمر بها العراق فتحت ابوابها لهم في حين تتسابق المطارات والموانئ والمعابر المصرية علي التنكيل واهانة العراقيين الوافدين وابتكار انواع المضايقات لهم في الوقت الذي لا يبحث فيه هؤلاء عن عمل او كسب او منافسة لاحد بل الاستقرار في منطقة آمنة حسبوها شقيقةً (مع الاسف) وصدقوا المقولة القديمة بان مصر حاضنة العروبة. المصريون (وهذه المسألة ليست جديدة) يرحبون ويصفقون ويرقصون فرحاً لكل من يحمل العملة الصعبة كي ينثرها في شارع الهرم او في شرم الشيخ او.. او..، سواء كان اسرائيلياً او اوروبياً او افريقياً او حتي من المريخ.. لكنهم يتفنون في جرح كرامة العراقيين في هذا الظرف العصيب الذي يتطلب مد يد العون من الاشقاء علي الاقل.. اما ما سمعناه عن ان مصر حاضنة العروبة فهي اكذوبة نشرها صحافيون مصريون كذابون تشجيعاً للسياحة في بلدهم ليس الا! ونحن في العراق لا ننسي احداً، من اساء لنا ومن احسن الينا، نحن في العراق فتحنا قلوبنا قبل حدودنا لخمسة ملايين مصري جائع لاكثر من ربع قرن ملأوا ارض الرافدين من الشمال الي الجنوب ومن الغرب الي الشرق، لا تجد شارعاً الا ويتمشي فيه مصريون، اصبحوا جيراناً للعراقيين في بيوتهم وعملوا في مصانعهم ومعاملهم ومنشآتهم العسكرية والحساسة في حين لم يسمح لكثير من العراقيين في الدخول لهذه المواقع، تزوجوا من العراقيين وتزوج العراقيون منهم، وحصل الآلاف منهم علي الجنسية العراقية بدون اي عناء، واصبحوا مواطنين من الدرجة الأولي.. وبدا العراق برفع شعارات (اياك ان تعتدي علي مصري) فالعقوبة السجن و(المصري ثم المصري ثم.. العراقي)، وآلاف الحكايات والوجوه والذكريات التي مازال بعض المصريين يعيش بين اشقائه العراقيين حتي هذه الساعة، ولا ننسي ابداً تعامل الدولة معهم في ايام الحصار حين منحتهم حقوق العراقيين نفسها وغيرها من الامور التي يخجل الانسان من ذكرها وبخاصة اذا كانت بين الاشقاء.. والمصريون يتمسكون عندما تطرح هذه الامور معهم بانهم اتوا للاعمار وهذه خرافة اخري لا اريد ان اشغل القارئ بها لان الحقائق اظهرت طيلة عقود طويلة العكس تماماً، ولحد الآن تطالب الحكومة المصرية وباسلوب رخيص ببعض الاموال التي مازالت في ذمة الحكومات العراقية السابقة! بينما تقوم عشرات الدول الكبري والصغري بمسح والغاء ديون العراق وهي بالمليارات تقديراً منها لما يمر به الشعب العراقي في محنته الكبيرة.. نقول لما تبقي من اخوة بيننا وبين الشرفاء في مصر، الشرفاء الاشقاء من ابناء الشعب المصري والاحزاب المعارضة والمنظمات الانسانية، ان ما تقوم به حكومتكم واقزام وازلام رجال شرطتكم ولصوص الرشوة والمحسوبية سيطلق رصاصة الرحمة علي علاقة ابدية بين شعبين شقيقين تربطهما علاقات الدين والدم ولمصير، والمؤسف اكثر اننا لم نجد او نسمع صوتاً واحداً او قلماً شريفاً يندد لما يتعرض له العراقيون من تضييق الخناق عليهم ومحاولات طردهم وحجزهم في المطارات بحجج كان من المفروض ان تطبق علي آلاف اليهود والاوروبيين المنتشرين في شوارع القاهرة والاسكندرية والاقصر وهم يعبثون بارض مصر وينشرون المرض والفساد فوق ربوعها. ايها الاخوة في مصر، انها ايام لا يمكن ان ينساها حليم فرفقاً باخوانكم واشقائكم وحزام ظهركم وهم بامس الحاجة لذراع يضمهم وشفاه تبتسم لهم وقلب يقلل من بلواهم..خالد القره غوليرسالة علي البريد الالكتروني6