‘إن تصنيف اسرائيل أنها ‘دولة عنصرية’ بدأ قبل أن برز مشروع المستوطنات في المناطق في العناوين الصحفية بسنين كثيرة، فكثيرون يتذكرون كيف استقر رأي الامم المتحدة في 1975 على تعريف الصهيونية بأنها عنصرية. وقد مزق سفير اسرائيل آنذاك حاييم هرتسوغ اقتراح القرار فوق منصة الخطباء، ونعته سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة باتريك موينهن بأنه ‘تعبير عن الشر’. ألغي قرار الامم المتحدة ذاك في 1991 لكن حملة نعت اسرائيل بأنها دولة فصل عنصري أخذت تزداد تسارعا في انحاء العالم بل بين مثقفين في البلاد. ستحتفل في الشهر القادم منظمات فلسطينية في الاحرام الجامعية في الولايات المتحدة واوروبا بمرور عشر سنوات على ‘اسبوع الفصل العنصري الاسرائيلي’. وهذه احداث قاسية وعنيفة لكراهية متقدة تدعو الى القضاء على دولة اليهود تصدر عن بواعث ليبرالية في ظاهر الامر. وعلى هذه الخلفية برز الصوت الصافي لرئيس وزراء كندا ستيفن هاربر الذي أعلن في الكنيست أن من يسمي اسرائيل دولة فصل عنصري هو شرير ومعاد للسامية. ‘إن هاربر من الزعماء القلة الذين ينددون بخطاب الفصل العنصري تنديدا جازما. وفي مقابل ذلك يتبنى عدد من الاكاديميين بل من الساسة في اسرائيل على الخصوص المماثلة بين الفصل العنصري في جنوب افريقيا وتناول الاحتلال والصورة ‘العنصرية’ للدولة. في هذه الايام حقا يجري حوار في الشبكة بين اساتذة جامعات اسرائيليين يتناول ‘اسرائيل باعتبارها دولة فصل عنصري’. وكتب أحد المشاركين البارزين الذي يحاول أن يسبغ على ادعاءاته صورة اكاديمية تحليلية: ‘الفصل العنصري نوع نظام حكم أو حالة سياسية تاريخية كالثيوقراطية أو الدكتاتورية، وليس شتما. إن الاسرائيليين الذين يضيئون هذه الحالة يتعرفونها في أسى على أنها قاعدة للاصلاح لا حملة إساءة سمعة أو محاولة لجعل اسرائيل بغيضة’. وهذا في ظاهر الامر تحليل بارد مقطوع عن التصنيف القيمي لكن الامر ليس كذلك، فاستعمال عبارة ‘الفصل العنصري’ جزء مركزي في حملة تصنيف اسرائيل مع المناطق ومن غيرها بأنها دولة مجرمة كانت ولادتها بالخطيئة ووجودها بالخطيئة. من المثير للاهتمام أن القاضي ريتشارد غولدستون خاصة من جنوب افريقيا المعروف في البلاد بسبب التقرير المنحاز الذي نشره عن الحرب في غزة، رأى في محاولة التسوية بين اسرائيل ونظام الفصل العنصري ‘إثما وتشهيرا’، وكتب في مقالة في صحيفة ‘نيويورك تايمز’ أن محاولات التسوية بين اسرائيل ونظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ترمي الى نعت اسرائيل بالشيطانية والى عزلها بغرض احباط تسوية الدولتين: ‘أنا أعرف جيدا قسوة الفصل العنصري حيث أُبعد الناس الذي عُرفوا بأنهم سود على استعمال مراحيض للبيض أو استعمال الشواطيء، وعن السكن في مناطق بيضاء بل عن المكوث فيها دون رخصة. وتُرك جرحى سود في حوادث يموتون في الطرق إن لم توجد سيارة اسعاف ‘سوداء’ في المنطقة. ومُنعت مستشفيات بيضاء من انقاذ حياتهم… ليس في اسرائيل فصل عنصري ولا يقترب أي شيء فيها من التعريفات (الرسمية) للفصل العنصري. يقول غولدستون جازما إن من يحاولون أن يدفعوا قدما بـ ‘اكذوبة الفصل العنصري الاسرائيلي’ يقارنون مقارنات متكلفة’ منتقاة كي يشوهوا الواقع المعقد لصراع قومي عميق. وهم يعرضون مماثلة ‘كاذبة آثمة تبعد السلام بدل تقريبه’. لا شك في أنه يجب علينا ان نسعى الى وضع يحظى فيه الفلسطينيون باستقلال وطني الى جانب دولة اسرائيل وأن نضع حدا للوضع الذي لا يحتمل لا سياسيا ولا اخلاقيا، وهو سيطرتنا على شعب آخر. ويقبل هذا اليوم بصراحة رئيس الوزراء من الليكود ايضا. ونحن محتاجون لاجل اتفاق سلام الى الطرف الفلسطيني بالطبع لكن حان الوقت للانفصال القومي حتى لو لم يتعاون الفلسطينيين واضطررنا الى الانسحاب الى حدود امنية من طرف واحد، ويجب علينا في مقابل ذلك ان نضعضع مقارنة اسرائيل الآثمة بنظام الفصل العنصري. ‘ يديعوت 4/2/2014
وماذا يسمون جدار الفصل الذي بنوه ليفصل مناطقهم عن مناطق الفلسطينيين؟ وماذا عن قرارهم لمنح حقوق مدنية اضافية للمسيحيين باعتبار انهم ليسوا من العرب في شيء؟
وماذا يسمون جدار الفصل الذي بنوه ليفصل مناطقهم عن مناطق الفلسطينيين؟ وماذا عن قرارهم لمنح حقوق مدنية اضافية للمسيحيين باعتبار انهم ليسوا من العرب في شيء؟