طرح معاذ الخطيب مؤخراً مبادرة، يتم بموجبها مغادرة الأسد و500 من مقربيه، لأي بلد يقبل إستضافتهم. فهل المبادرة كانت صائبة من ناحية التوقيت؟ وهل كانت واقعية إستناداً إلى الوضع الحالي للساحة؟
إن الحرب الدائرة في سورية، وبتشابكاتها الإقليمية والدولية، تشبه الحرائق التي تشتعل في الأدغال؛ تتحرك بمختلف الإتجاهات، تحت تأثير حركة الرياح؛ ويصعب تبعاً لذلك السيطرة المطلقة على حركتها. وهذا التصاعد – والهبوط أحياناً لفترة قصيرة – تغذيه عوامل متعددة، لعل في مقدمتها التدخلات الخارجية؛ فعندما تطرح مبادرة أو دعوات لعقد مؤتمرات أو زيارات لمسؤولين، تجد الكل يضغط أكثر على الزناد لعله يضعف بعضاً من قوة خصمه. كما أن ترابط العامل الداخلي مع الخارجي، يبرز قوة عضلاته في محاولة بعض الأطراف المعارضة، فرض أجندتها الخاصة على المناطق التي تسيطر عليها، وهذه بغض النظر عن تأييد أو رفض، تبقى رؤية جهوية محددة. ودخول إسرائيل هذا الدغل – رغم المخاطر عليها – وبخطوات متأنية، سيسهم في إطالة الحرب؛ وذلك بإضافة الى ما يتم من تغيير للمعادلة الأولى بين المعارضة (بتشكيلات حزبية متعددة وشعبية واسعة) والنظام الحاكم، إلى معادلة جديدة بين معارضة ( بغالبيتها المتشددة) والدولة السورية ( ممثلة بالنظام والجيش وبعض أطراف المعارضة من الداخل). وهذه الصورة ستصبح مقاربة بهيئتها الحالية، إلى صور مشابهة لما يحدث في دول عدة في المنطقة (الدولة الشرعية مع الجماعات المتشددة).
إن المعارك الحالية تشير إلى تقدم أكثر للجانب الحكومي، وخاصة في القصير (حيث يشارك حزب الله في المعركة)، وهنا لن يكون لمبادرة الخطيب صدى عند النظام وهو يتقدم في هذه الآونة، أو حتى في الشارع السوري أو عند الأطراف المشاركة إقليمياً ودولياً، في هذه ‘الحفلة’ الدموية. فهذه دعوة غير واقعية حالياً؛ إستناداً للصورة آنفة الذكر. وعلى عكس ذلك، ستقوم الحكومة السورية، وخاصة إذا إستمر تقدمها، بخطوات سياسية إستباقية وتحركات ديبلوماسية، توضح خلالها، ما تتعرض لها الدولة السورية ككل، من المخاطر الداخلية (الجماعات المتشددة والتي تحاربها جميع الدول العربية)، ومن المخاطر الخارجية (التهديدات الإسرائيلية وإعتدءاتها المتواصلة وإحتــــلالها الجولان)، وإضطرار الدولة السورية لتلقي المساعدات الإيرانية والروسية (في وقت تخلى العرب عن مسؤولياتهم إتجاهها). وبالتالي سيكون النظام هو من يقود المبادرات كتناغم لهذا التقدم المنجز.
إن الصورة ستزداد تعقيداً وستشكل لا محالة، إمارات متعددة، في دولة واسعة نسبياً، والمسافات بين المدن بعيدة ( دمشق- حلب – اللاذقية 350 كم، دمشق حمص 160كم، دمشق- المنطقة الشرقية 700 كم ). وهذه المسافات المتباعدة ستشكـــل فرصة ملائــــمة – على الأقــــل في المدى القريب في ظل غياب الدولة المركزية القوية – لقـــــيام إمارات تسيطر كل إمارة على مدينة أو جزء منها. هذا وفي ظـــل إشتداد الحرب، سيتم إعادة رسم المنطقة، بعد إتفاقية سايكس- بيكو 1916، من المركز السوري كمنطلق، ورسم المنطقة بقلم المذهبية والطائفية، بخط كحد السيف، لا يرحم من يحاول إزالته.
عبدالله أبو مازن
بسم الله الرحمن الرحيم ان هذا لايمثل إلا نفسه الشعب السوري لايقبل ان يمثله هؤلاء العملاء الخونه المتسولين في دول الخليج
ياستاذ معاذ انت من ساهم في تفكك المعارضة بمبادراتك الفردية
انا متوافق في الراي مع الكاتب ولكن موضوع اقامة امارات متعدده يمكن ان لا تستمر طويلا وانما سوف تتبادل الادوار في السيطره بين النظام والمعارضة على هذه المناطق ..وحسب اعتقادي ان النظام وحزب الله سوف يكونوا قادرين خلال عام من الحسم العسكري لصالهما حيث ان الشعب السوري يرفض التكفريين بغض النظر عن قمع النظام كما ان وقوف امريكا واسرائيل في جانب المعارضة سوف يحيد كثير من الشعوب العربية في الوقوف الى جانب المعارضة بل وبالعكس يمكن ان يصطفوا بجانب النظام في حال تدخل امريكا او اسرائيل في هذه الحرب ومدى قدرة النظام في الرد على اسرائيل ….
إذا أراد السوريون أن يتوقف القتل والدمار، فما عليهم إلا أن يتبرأوا من أولئك الذين يقيمون في فناددق 5 نجوم في الدول الأوربية والخليجية، وشغلهم ليل نهار هو التحريض على مزيد من القتل للشعب الغلبان، الذي هو الخاسر الأكبر،أما اولئك فلم يخسروا شيئاً لا مادياً ولا بشرياً، ومع ذلك يطمحون لحكم شعب يحرضون على تدميره بكل الوسائل، بحجة ضرورة اسقاط الأسد.فليسأل كل سوري نفسه:ماذا خسر في هذه الحرب القذرة؟ وماذا سيربح إن وصلت جبهة النصرة إلى الحكم؟