مبادرة عليلة

حجم الخط
10

إذا حاكمنا الأمور حسب بعض العناوين الرئيسة في الاعلام الاسرائيلي، فقد وقع امس اختراق تاريخي: رئيس وزراء قطر، حمد بن جاسم، دعا في نهاية لقاء مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونائب الرئيس جو بايدن الى السعي نحو اتفاق سلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية يتضمن تبادلا للاراضي متفقا عليه. وتحدث بن جاسم باسم وفد ممثلي الجامعة العربية ضم ممثلين لكل من البحرين ومصر ولبنان والسعودية والسلطة. وأفاد ان لاول مرة ستتضمن مبادرة الجامعة العربية تعديلات لخطوط 67 وأن الدول العربية تواصل تبني ‘الالتزام الاستراتيجي’ بالسلام.
في المؤتمر الصحفي الذي عقد في نهاية اللقاء احتفل الامريكيون بالتقدم. ‘كان لنا نقاش جد مجد مع نتائج ايجابية’، قال وزير الخارجية جون كيري. وأثنى كيري على الجامعة العربية من حيث دورها الهام وتصميمها على تحقيق السلام في الشرق الاوسط، ولا سيما اعادة اقرارها لمبادرة الجامعة العربية، الرامية على حد قوله الى ‘تحقيق النهاية للنزاع’.
عبارة ‘نهاية النزاع’ لا تغري ولا سيما للاذان الاسرائيلية التي شبعت وعودا جزئية وغامضة. غير أن حمد بن جاسم، اعتبر في اثناء ولايته كوزير للخارجية القطرية احد الجهات الاكثر سلبية بالنسبة لاسرائيل. فعلى مدى السنين عارض بن جاسم التطبيع. وفي اللقاء مع وزير الخارجية شلومو بن عامي في كانون الاول 2000 اقترح خدمات الوساطة من جانبه في المفاوضات السلمية، ولكن ردا على سؤال وزير الخارجية الاسرائيلي قال ان نهاية النزاع ‘لا هو ولا أحد في العالم العربي قادر على منحه لاسرائيل’.
إذن ما الذي تغير؟ التفسير يكمن بالذات في ضعف الجامعة العربية، وفي فشل الادارة الامريكية في احداث اختراق في المسيرة السياسية. العالم العربي لم يكن ابدا مادة واحدة، ولكن منذ اندلاع موجة الثورات التي عرفت باسم ‘الربيع العربي’ تجد الجامعة صعوبة في اداء مهامها. وقد انكشف وهنها أمام العالم بأسره في الحرب الاهلية السورية. ورغم كل التصريحات، المقاطعات وحتى ضم رجال المعارضة السورية الى صفوفها، لم تنجح الجامعة العربية في التأثير في شيء على الدولة الممزقة، وبالتأكيد عدم قدرتها على قيادة عملية تبادل للحكم.
اما الولايات المتحدة من جهتها فتتعرف مرة اخرى على الفارق بين التصريحات بشأن الحاجة العاجلة الى تحريك المسيرة الدبلوماسية وبين صعوبة جلب الطرفين الى طاولة المحادثات. فالجولة المكوكية لوزير الخارجية الامريكي في المنطقة لم تعط ثمارها حتى الان. واذا كان الامريكيون بحاجة الى الجامعة العربية كي يحدثوا اختراقا، فهذا يدل على أن الوضع سيء للغاية حقا. الكرة لا توجد في خطر بل في الملعب الفلسطيني.
في زيارته الاخيرة الى رام الله سأل الرئيس اوباما رئيس السلطة ‘ماذا انتم الفلسطينيون مستعدون لعمله من أجل استئناف المفاوضات؟’ ولا تزال الادارة تنتظر الجواب. طالما يواصل ابو مازن حملة التطهير في أوساط المعسكر المعتدل في الحكم الفلسطيني بدلا من الالتزام بالمسيرة السياسية، فان احتمال استئناف محادثات ذات مغزى يبقى هزيلا. لا يمكن لاي اعلان احتفالي في واشنطن أن يغير هذا.

ايلي أفيدار
معاريف 1/5/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول idriss:

    صدقت يا سوفيان

  2. يقول husam:

    لم يقل لنا احدا عن مصير ستة مليون فلسطيني او اكثر مهجرين في الشتات والمخيمات كيف سيتم التعامل معهم والنظر اليهم في البلدان التي يقيمون فيها فهل مثلا قطر ستقوم باستيعاب جزءا منهم وتجنيسهم والا كيف لاي كان ان يتنازل عن حقوق غيرة للاخرين وهل سيؤخذ رأي صاحب الحق الشرعي بما هو مفروض عليه والتسليم بضياع حقوقة في ارضه ووطنه

  3. يقول فارس:

    ومن أعطى حمد بن جاسم الحق بالتحدث بالإنابة عن الفلسطينيين، أتمنى من كل قلبي أن يبتعدوا هؤلاء القوم عن القضية الفلسطينية لتكون بخير.. بئس ما صنعوا ولتذهب الجامعة العربية للجحيم طالما صغار القوم هم الممثلين عنها.

  4. يقول نزار محمد:

    صحيح .. من فوضك ؟

  5. يقول chader walid:

    هدية من لا يملك لمن لا يستحق

  6. يقول HANNA ALSAKRAN:

    YA HAMAD MIND YOUR BUSINESS STOP YOUR HARMFUL PH[L[SOFY.PALESTINE IS FOR THE PALESTINIANS

  7. يقول فايز:

    وانتوا الحين تنتقدون المبادرة طاب حد شاطر فيكم يجيب حل سحري لهذه المعضلة منذ اكثر من 60 سنة والعرب خاضوا الحروب والثوريين جعجعوا في وسائل الاعلام والكثير من القيادات الفلسطينيبة تمت اغتيالهم واسرائيل لايبالي باي بلد مهما كان حجمه وكل يوم تاخذ المزيد من الاراضي وتقبض وتسجن الابرياء والان تحاول تهويد القدس وتمنع وتسمح لمن تشاء بدخول الاقصى والفلسطيني ماعنده حرية التنقل في بلده ولماذا الاعراض هل عندك البديل وكيف ولماذا لاتفعل انتوا عارفين كم مؤتمر قمة وغير قمة عقد علشان القضية وكم عدد اللقاءات بين القيادات الفلسطينية من ايام عرفات الي عباس مع الاسرائليين وكلها بدون نتيجة فالارض محتلة كماهي والشعب مشرد والدولة الفلسطينية لم تقم

  8. يقول ZOMOROD:

    باسم الله الرحمان الرحيم المعروف لدى الاشخاص المتتبعين للشان السياسى بان الجامعة العربية قد تم نعيها وقرات الفاتحة على قبرها. اما دولة قطر فهي الدولة العربية الرائدة والكل بدا ياتمر باوامرها انظروا الى المال العربي اين ينفق .
    القضية الفلسطينية في مهب الريح والسيد خالد مشعل انتقل من الدولة الممانعة التي احتضنته الى الدولة الضديقة والحبيبة لاسرائيل.
    لك الله ياقدس احيانا الله حتى بدانا نشاهد بام اعيننا كيف ان اسرائيل استطاعت ان تبسط جدورها في الدول العربية واصبح كبارنا باتمرون باوامرها.

  9. يقول ابراهيمي علي:

    مرة اخرى تطل الجامعة العربية براسها من اجل اتمام تنازلاتها وتخليها بل ومساهمتها في ضياع فلسطين,لقد خلقتها بريطانيا لتجعل التنازل عن فلسطين عربيا وليس فلسطينيا فقط,مما يحول دون نداء عربي لتحرير فلسطين,وبالفعل :هل سمعتم يوما صوتا لها يوم كانت القاذفات الاسرائيلية تدمر غزة؟هل تحركت يوما لتحرير فلسطين؟كل الحروب السابقة كانت مفروضة الا يعلم هؤلاء الحكام بالاذلال الذي يعيشه الفلسطيني في اوطانهم؟ اذن نريد ان نعيش في وطني فلسطين ولو اكل الخبز اليابس. ثم عن.تعديل الحدود: انه يمكن ان يتم بين دولتين جارتين وليس بين مغتصب وصاحب الارض.وعليه لا يحق لا لعباس ولا لغيره ان يتنازل عن ذرة تراب.تذكروا ان الجزائر بعد 120سنة من الاستعمار تحررت بالكفاح. فهل يئسنا بعد 60 سنة؟

  10. يقول Satoor Al zaman:

    العجيب ان المجاهدين العرب يسلمون مصائرهم لهذا الديمقراطي العجيب و اقصد مشعل و اخوانه , اليس هذا عجيب؟ نعم لقد خدعتنا يا ايها الفانوس السحري والمليء بالغازات السامة

إشترك في قائمتنا البريدية