مباراة قطر ـ السعودية: السياسة تمسك بخناق الرياضة؟

حجم الخط
14

أثارت مباراة قطر ـ السعودية في بطولة كأس آسيا لكرة القدم والحوادث التي رافقتها اهتمام وسائل إعلامية عديدة في العالم، فقد كتبت صحيفة «التليغراف» البريطانية تحليلا لمراسلها الرياضي دانيال سكوفيلد، يستبق فيه الحدث متناولا تأثيراته السياسية، فيما قامت صحيفة «نيويورك تايمز» بنشر تقرير لطارق بانجا بعد المباراة أشار فيه للمفارقات العديدة التي دارت حولها.
ليست مباراة قطر مع السعودية الوحيدة التي تظللها السياسة، فهناك مباراة الصين مع كوريا الجنوبية، وكذلك مباراة أخرى بين العراق وإيران، لكنّ المباراة الأولى حفلت بعناصر إشكاليّة عديدة، فالرياض، كما هو معلوم، تظهر خصومة شديدة للدوحة، وهي تتحالف مع أبو ظبي، المكان الذي تقع فيه المباراة، على حصار اقتصادي وسياسي قاس لقطر.
تؤدي الرياضة، في هذه المعركة الجيو ـ سياسية، دوراً مهمّاً، فهي جزء من «القوة الناعمة» التي تستخدمها بلدان الخليج، ومعلوم أن الإمارات تملك نادي «مانشستر سيتي» البريطاني، فيما تملك قطر فريق «باريس سان جيرمان» الفرنسي، كما تملك دول خليجية عقود رعاية لأندية «بايرن ميونيخ» الألماني، و«ريال مدريد» و«برشلونة» الإسبانيين، ومعروفة مغامرات تركي آل الشيخ، مستشار ولي العهد السعوديّ، المسؤول الرياضيّ البارز (إلى فترة قريبة)، ومؤسس نادي «بيراميدز» المصري، في السعودية والمنطقة والعالم.
معلوم أيضاً أن جزءاً كبيراً من الغضب الإماراتي والسعوديّ على قطر، وانعكاساته الكيديّة اللاحقة، كان بسبب تمكن الإمارة من الحصول على حق استضافة بطولة كأس العالم لعام 2022، وقد عبّر الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي عن هذا الأمر بقوله: «إذا ذهب المونديال عن قطر فسترحل أزمة قطر»!
تكشف هذه التفاصيل تهافت مقولة «فصل الرياضة عن السياسة»، ولذلك كان مثيراً للسخرية أن تستنكر اللجنة الإعلامية المحلية لكأس آسيا لكرة القدم تعليق مذيع قناة «بي إن سبورتس» حول مباراة قطر ـ السعودية حين كشف منع الإمارات وجود جماهير للمنتخب القطري، وهو ما اعتبرته اللجنة «إقحاما للسياسة في الرياضة» حيث أكدت «تواجد جماهير كل الدول المحبة للسلام والرياضة في المدرجات لمساندة بلادها»، ويبدو أن تعريف «الدول المحبة للسلام»، لا ينطبق على قطر بعرف اللجنة الأولمبية، فقد اقتصر الموجودون لتأييد الفريق القطري على امرأة كوريّة وطالب من الصين وعدد من العُمانيين الذين دخلوا أثناء الشوط الثاني للمباراة.
تابع «الكيد السياسيّ» فصوله خلال المباراة، حين قام جمهور السعودية بالسخرية من النشيد الوطني لقطر في محاولة لإضعاف معنويات اللاعبين، وحاول أحد المهاجمين السعوديين مضايقة الفريق الخصم، وقام السعوديون بتوزيع حزم البطاقات مجانا بشرط تشجيع السعودية (وهو أمر استغلّه بعض العمانيين للدخول ثم الانقلاب على السعوديين!)، وتتابع الجدل بعد المباراة حيث اتهم الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي قناة «بي إن» التي تبث المباريات في الشرق الأوسط باستخدام حقوقها الحصرية و«تمرير أجندة سياسية».
وبغض النظر عن فوز المنتخب القطري في المباراة (فالفوز يجب أن يكون للأفضل بغض النظر عن السياسات) فإن المباراة كانت مناسبة جديدة لإظهار التهافت السعودي ـ الإماراتي، والإساءات العديدة التي ترتكبها سلطات البلدين بحق الرياضة وبحق بلديهما أيضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الاردن الهاشمي:

    لا يهم اللدغ بأبر النحل ، المهم الحصول على العسل.والفريق القطري حصل على الفوز ( العسل ).كان الأروع لو بادر الفريق القطري
    واعلن أنه يهدي فوز ه للشعب السعودي.

  2. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    كل ما يفعله السعوديون و الامارتيون تجاه هذه الازمة، هو تخبط عجيب ينقلب اول ما ينقلب عليهم و يضرهم بشكل مباشر
    و الاعجب انهم لم يغيروا هذا النهج البتة.
    هل يعقل أن الحقد يحجب على العقل و الحكمة و الحصافة إلى هذه الدرجة؟!

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    عيب ما يجري من دول الحصار التي كانت في إتحاد لأربع عقود! حتى الرجل الرشيد في إتحادهم (أمير الكويت) لم يحترموه ولم يقدروه!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    بالأمس إستغلت دول الحصار الأطفال للنيل من قطر, واليوم تستغل الرياضيين كما إستغلت رجال الدين من قبل!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول محمّد ألسرْحاني/مغترب أردني:

    هدفا قطر في “شباك” ألسعودية، ليست ألأهداف ألوحيدة. هناك أهداف سُجلت و تُسجل وستُسجل. من يتابع ألأخبار في ألصحف ألعالمية و ألتسريبات و ألتحقيقات، يدرك ذلك تماماً.

    مبروك لقطر وإلى مزيداً من ألأهداف!!!!

  6. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم .رأي القدس اليوم عنوانه (مباراة قطر ـ السعودية: السياسة تمسك بخناق الرياضة)
    (لله در الحسد ما اعدله،بدأ بصاحبه فقتله). والمحسود فيما نحن بصدده هي قطر والحاسدان الاشرس في عداوتهما لقطر هما محمدا الخليج الاكثر رعونة وحقدا وحسدا لقطر.وذنب قطر الذي -عندهما-لا يُغتفر هو عدم الاستظلال بعبائتيهما في السياسة وعدم تلبية مطالبهما المتعجرفة والظالمة ؛ واهم مطلب فيها هو إنهاء التحالف مع تركيا و(تطهير!!!) قطر من أي تواجد أو حماية لبعض قيادات مشردي الاخوانالمسلمين وعلى رأسهم ابن التسعينات (يوسف القرضاوي) .
    ومع أنه من المعروف ان نظام الفيفا ومفهوم الروح الرياضية لا يسمح للسياسة أن تلعب اي دور في المباريات الرياضية،فان زعران ابن زايد لم يسمحوا لمشجعي فريق قطر لكرة القدم أن يتواجدوا في المكان المخصص لهم أثناء مباراة فريقي قطر والسعودية على ملعب المباراة في ابو ظبي .لكن فوز قطر على السعودية في هذه المباراة قال للإمارات والسعودية (موتوا بغيظكم).
    والرياض (تظهر خصومة شديدة للدوحة، وهي تتحالف مع أبو ظبي، المكان الذي تقع فيه المباراة، على حصار اقتصادي وسياسي قاس لقطر.)
    وأكثر ما يغيظ محمدي الخليج هو تمكين قطر من استضافة مونديال عام ٢٠٢٢ بالرغم من محاولتهما المستميتة لإفشال ذلك.

  7. يقول good:

    مباراة قطـــر والسعودية فضحت لعب عيال التي يمارسها عيال السعودية والامارات..عيال مكانهم الصحيح (دور رعاية الاطفال والعتوهين خاصة)..الفريق القطري زاد جلطات للجلطات السابقة لكل عيال الامارات والسعودية..جلطات لن تندمل ولن يكتب لها الشفاء بعد نيف من الزمن..

  8. يقول طارق عمر:

    سعيدون بهذا

  9. يقول ابن الجاحظ:

    مع هذا يطل علينا من يقول لنا ان الازمة ستحل قريبا……

  10. يقول الوعد الحق مصر:

    مبروووووووك لقطر ..قطر النخوة ..قطر المرؤة ..قطر الشهامة ..قطر العون لإخوة الدين فى غزة وفى خيام الإيواء للسوريين والعراقيين …مبروووووك لقطر ..خاب وخسر خصوم قطر ..

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية