فتح الانتداب البريطاني في ارض اسرائيل نافذة فرص لانشاء دولة يهودية. وقد علم بن غوريون ان النافذة ضيقة جدا وقصيرة المدى فانقض عليها بقوة. وقد بنى باعتباره كان امين سر الهستدروت ورئيس ادارة الوكالة الصهيونية، ‘الدولة الآتية’ بطريقة ‘العجز المنتج’. وقد صك هذا المصطلح حينما أفلست شركة كوليل بونيه التي كان مسؤولا عنها للمرة الثالثة. وانهارت تنوفا والمشبير وصندوق المرضى مرة بعد اخرى. وحينما دخل عليه المحاسب كابلان مع حساب شراء سلاح لم يكن يوجد من يدفع ثمنه، ذكره بن غوريون بأنه لا يوجد امن بغير العجز المنتج. وكان التطوير حتى بعد انشاء الدولة على حساب العجز المنتج. فقد بنت الهستدروت بئر السبع لانه لم توافق أية جهة خاصة على قبول وعود بدل شيكات. وكانت ديمونة هي آخر مدينة انشأها بن غوريون. وقد سماها مناحيم بيغن الذي كان المعارض الرئيس في سخرية ‘دميونة’. وتضخم العجز كالعادة الى مدى محا الديون وهكذا دواليك. واعتزل بن غوريون بعد 15 سنة في رئاسة الوزراء مع زوجته بولا الى سديه بوكير، فقد مضيا وحدهما الى الصحراء ولم يلحق به انصاره من تل ابيب لكنهم ارادوا ان يبنوا تكريما له مدرسة سديه بوكير. كان مؤسس المدرسة الدينية ابراهام تشفيون وهو شخص عظيم الالهام كان يؤمن بطريقة العجز المنتج. نشب في تلك الايام خلاف عميق بين بن غوريون ووريثه ليفي اشكول، فقد أُبعد بن غوريون عن حزب مباي وأُبعد معه نشطاء بلاطه الذين كان يفترض ان ينفقوا على انشاء المدرسة الدينية. وعادوا بعد ذلك الى مكانتهم فصار ثلاثة منهم رؤساء الدولة واحدهم يتولى هذا المنصب اليوم. لكنهم كانوا في فترة انشاء مدرسة سديه بوكير بعيدين عن النجاح الرسمي. وكان تشفيون الذي عاش في المدرسة التي بدأ يبنيها أبعد كثيرا. بنيت مدرسة سديه بوكير بطريقة العجز المنتج وأنشئت فيها حلقة تعليمية لمعلمي القرية أعدت معلمين مختصين لبلدات التطوير بدل المعلمات الجنديات اللاتي كن يشغلن غرف المعلمين. وأنشئت مدرسة ثانوية جاء طلابها من يروحم ومتسبيه رمون اللتين لم تكن توجد فيهما مدرسة ثانوية. وراود تشفيون المكاتب الحكومية المتنكرة واقام في المدرسة كيبوتسيا شابا كان يعتمد مع عدم وجود مصدر مالي على العجز المنتج. كان يحتاج على سبيل المثال الى بناء مساكن للفريق، وكان يعمل في وزارة الاسكان آنذاك مسؤول رفيع المستوى كان يذكر فضل بن غوريون وتفضل بأن يوصي السوليل بونيه بأن تبني في المدرسة 18 وحدة سكنية بسعر 50 ألف ليرة لكل واحدة تدفع في المستقبل. ووقع الكيبوتسي على مليون ليرة وبنيت الوحدات. وطوي التزام دفع الدين في المستقبل. وهناك مثال آخر هو حافلات ايغد التي كانت تنقل اولاد يروحم. كان هناك اربع حافلات كل يوم. وحينما تراكم دين المدرسة لايغد ليصبح ربع مليون ليرة اعلنت ايغد وقف الرحلات. وجند صحفيو النقب انفسهم وابلغوا مدير ايغد انهم سيقفون مع اولاد يروحم الذين ينتظرون الحافلات تحت شمس الصحراء. وتنازل المدير الذي كان من نوع المثاليين الذين كانوا في يوم ما فجاءت الحافلات ودرس اولاد يروحم لكن العجز المالي تضخم. وقد اصبحت مدرسة سديه بوكير اليوم مركزا تربويا واكاديميا زاهرا. كل ذلك الانجاز جاء نتيجة سياسة العجز المنتج التي كان لها أثر كبير في وجود إسرائيل.