متاهة ولود

حجم الخط
0

ظمآنة.
ومراسلاتي مع الغيم لم تُجدِ نفعًا.
ليس بمقدوري أن أتجاهل قصائدي الأسيرات.
أكاد أُحصي دقّات قلبي من فرط.
لمعان المعنى، وطقطقة الكلمات وهي تحترق.
إنها تُدفئ روحي كترنيمة نومٍ تُطبطبُ.
على أيامي المنكسرة. .

٭ ٭ ٭

المغادرون يظنونني منهم،.
والعائدون كذلك،.
أمّا المودّعون فيبادلونني نظرات الأسى.
لستُ هؤلاء جميعًا.
عند نقطة الوصول أدركتُ.
أنني الهدف،.
صرتُ أقرأ أفكار الكون بيسرٍ،.
وأسمع موسيقاه.

ــ كانت رائحة الموت تنبعث بشدة من الأرض، وهي.
تنزلق تحت أقدامنا.
لم نتمكن من حمل سوى بعض الصور التذكارية قبل .
الفراق الوشيك.
دويّ الأسى من حولنا جعلنا نغرق.
في متاهة ولود.
مع أن الحياة كانت تبدو هانئة في اللقطة الخلفية، .
حتمًا، إنها الحرفية العالية لصنّاع الدمى.
الذين اختاروا أن ينفّذوا كوابيسهم على هيئة.
بشر ــ دمى تهيم في عبث لا ينضب.

٭ ٭ ٭

ــ كان ضوء القمر المُبهر يملأ الحديقة،.
بينما كانت نظراتنا تعوم في الفراغ، .
وبين الفينة والأخرى كنا نتبادل .
عبارات الندم والاستحسان، ونحن نجهد.
في نبش ذواكرنا المُثقلة بقصص قابلة للسرد لنتذمّر ونتعجب من جديد.
لم تكن كل القصص مثالية،.
بل كثيرة الثغرات، .
فصرنا نعود مرارًا لحشوها .
ونحن نهمهم قتلًا للوقت. فصارت حكايات تتقاطر داخل حكايات..
من غزارتها بعثرناها حتى فقدنا الحبكة. .
مذّاك ونحن نبحث عن الحبكة. .
ربما أنقذتنا السخرية والابتسامات العابرة ولو قليلًا،.
لكن ظلال التعب على ملامحنا، .
ورائحة معاطفنا المُقبِضة كانت تجرّنا لتكرار أحاديث.
لا طائل منها عن غربتنا وغرابتنا.
في عالم تتكاثر فيه الجدران بجنون.
ـ بعينين فارغتين كان يحدّق إلى الأكواخ المشتعلة،.
لم يُحرّكه العويل الصامت للسُقُف المتهالكة.
كان منبهرًا برشاقة الضباب وهو يُفسح مكاناً لهَبَل النار.
لحظات خاطفة وينتهي الأمر،.
ويعود طنين النحل المُضجر.

٭ ٭ ٭

ــ سخروا مني حينما.
صعدت إلى قمة الجبل حاملة بذوري القليلة.
متجاهلة الأثلام الطرية التي.
تغزو الوادي.

٭ ٭ ٭

ـ شريطٌ لا ينتهي من عربات تنقل.
مهاجرين، موتى، شهداء ومنتصرين،.
تقف أمامها خائبًا،.
وتحت ضربات كرة هدم المباني الهائلة التي تحملق بك،.
تفكّر لو تدوّن صرختك المديدة،.
بينما تقنص كاميرا خرافية في خلفية المشهد كل ما تشتهيه منكَ.
في واقع الأمر لن يكون بمقدورك سوى.
أن تكتب نصوصًا حائلة اللون،.
تصير كوابيس نهارات أبدية.

كاتبة من سوريا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية